الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 أبريل 2021 01:28
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الإنقسامات تضرب المفاوضين من الخلف

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للأستاذ الجامعي "غلام رضا ظریفیان"، موضوع دور الدبلوماسيين الإيرانيين في المفاوضات واهمية التكتل خلفهم. حيث رأى الكاتب أنه بسبب الآراء الحزبية أو الأحقاد الطائفية والنزاعات نواجه مواقف متطرفة تصعب عمل الدبلوماسيين، حسب تعبيره.

في خضم المفاوضات المتعلقة بالأمن والمصالح الوطنية للبلاد، يمكن لبعض الأفراد أو المراكز في الداخل إرسال إشارات خاطئة للرأي العام والدول المعارضة لهذه المفاوضات. فالآن يواجه الناس والخبراء مسألة كيفية النظر إلى مثل هذه الانقسامات وخاصة في المناطق الحساسة والكبيرة من البلاد؟ ولكن ما هو أصل المشكلة وما الحل؟

للإجابة على هذه الأسئلة يجب أن ننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، يوجد الآن إجماع كبير في البلاد بين كبار المسؤولين والشعب والخبراء في مختلف المجالات على أن العقوبات القاسية والمعادية في السنوات الأخيرة قد جعلت مجتمعنا يمر بأزمات ومشاكل كبيرة. وبمعنى آخر العقوبات هي تجربة يمكن الشعور بها دون تحليل أو سؤال وجواب أو بحث معمق وتأثيراتها واضحة. فاليوم في كل مجال يمكن رؤية الآثار والعواقب المدمرة للعقوبات وخصوصا في المناطق الأكثرعرضة للإصابة بفيروس كورونا، حيث ينتظر الإيرانيون بفارغ الصبر وصول اللقاحات وتحصين سكان البلاد بعد أشهر من القتال مع فيروس كورونا.

لكن آثار العقوبات لا تقتصر على هذه المرض فقط، فاليوم كان للضغوط والحصار الاقتصادي للبلاد عواقب وخيمة في مجال المعيشة والصحة والرفاهية الاقتصادية وحتى أمن المجتمع. لأن الكثير من هذه الإيجارات والفساد الذي واجهه المجتمع في السنوات الأخيرة أو انتشار الظلم كان بسبب الشذوذ الذي خلقته العقوبات لأن العقوبات تقضي على الممارسات التقليدية لأي مجتمع وتفضحها بطرق غير مشروعة.

وهذا هو السبب في أن تخفيف سلسلة العقوبات أو رفعها تمامًا إلى جانب المهام الأساسية الأخرى، مثل زيادة الإنتاج وإزالة الحواجز في هذا المجال اليوم هو أهم شيء يمكن أن يفعله المسؤولون. بل يمكن القول إن رفع الحظر هو الشيء الرئيسي الذي يتوقعه الناس من السلطات. بالإضافة إلى ذلك، نعلم أن أصل هذه العقوبات هو انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الإتفاق النووي والتي للأسف اتفق بعض الأشخاص في الخارج مع إدارة ترامب من أجل الوصول إلى السلطة.

وبحسب ما قيل فإن عملية التفاوض لإزالة القمع من العقوبات المفروضة على الأمة الإيرانية يجب أن تعتبر حرباً معقدة ومتعددة الأوجه تمامًا مثل حرب الثماني سنوات مع العراق. ومن ثم فإن من هم في طليعة حرب الخطاب والدبلوماسية هذه هم مثل محاربي الدفاع المقدس الذين قاتلوا العدو في الخطوط الأمامية وجهاً لوجه. ومن هنا قام مقاتلو الحرب الأخيرة بحسم قضية العقوبات بأمر من القائد الأعلى للثورة والعديد من المسؤولين بالدولة من حيث الشخصية والصحة والإيمان بمبادئ النظام، وهم أشخاص بارزون وموثوقون وجديرون بالثقة. في الوقت نفسه أخذ جنود الدبلوماسية هؤلاء مهمتهم من النظام والحكومة للتفاوض في أجواء صعبة للغاية مع عدة دول وقوى عالمية نيابة عن مجتمع يضم 85 مليون شخص ولخدمة مصالح الدولة والأمة والنظام.

نحن نواجه اليوم وضعا أكثر تعقيدا من حرب الثماني سنوات لأن قضية العقوبات ليست اقتصادية فحسب بل يمكنها أيضًا أن تستهدف الأمل ورأس المال الاجتماعي لأمتنا كما في الانتخابات النيابية الأخيرة مهد تقليص رأس المال الاجتماعي والأمل الطريق أمام تقليص مشاركة الشعب في الانتخابات. وبالنظر إلى ما قيل حتى الآن عندما تحاول مجموعة من الدبلوماسيين المخلصين والثوريين في البلاد بالمصداقية والثقة التي لديهم في النظام فك عقدة الحياة في مجتمع يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة والدفاع عن استقلال بلد، ففي مثل هذه الحالة يكون إفراغ ظهر هؤلاء الجنود في طليعة الدبلوماسية أو الأسوأ من ذلك إطلاق النار من الخلف على شخص في طليعة النظام الدولي قاسياً وظالماً وبعيداً عن الأخلاق والوطنية.

ويجب استجواب هذا النوع من المواجهة ومقاضاته حتى يلعب أولئك الذين في المقدمة الذين يعتمدون على الدعم الداخلي دورًا مهم ومفيد في هذه المفاوضات وفي الوقت نفسه ستظهر هذه اللقاءات مع الأجانب أن الجنود الدبلوماسيين للجمهورية الإسلامية مستعدون لدعم الأمة بأكملها وأن جميع الأشخاص البالغ عددهم 85 مليونًا في إيران يدعمونهم ويساعدونهم. لكن للأسف بسبب الآراء الحزبية أو الأحقاد الطائفية والنزاعات نواجه مواقف متطرفة تصعب عمل الدبلوماسيين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: