الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 أبريل 2021 22:53
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – اللقاح ليس نهاية كورونا

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقابلة مع عضو لجنة إجراءات مكافحة كورونا الدكتور مينو محرز، إجراءات إيران في تلقيح المواطنين. حيث أكد محرز أنه إذا أرادت الحكومة ووزارة الصحة السيطرة على المرض فيجب عليهم تطبيق إغلاق على مستوى البلاد لمدة أسبوع.

من المفترض أن يتم دفع ثمن لقاح كورونا في ايران بينما في الدول المجاورة مثل تركيا يتم توزيع أكثر من 210 ألف جرعة من اللقاح المجاني يوميًا. وفي الوقت نفسه في ايران يتم حقن ما معدله 17500 جرعة من اللقاح يوميًا. أيضًا على الرغم من أن أفغانستان دولة مزقتها الحرب فقد بدأت التطعيم بلقاح هندي مجانًا منذ 26 آذار/مارس من العام الماضي. قال سيد حيدر محمدي المدير العام للأدوية والمواد الخاضعة للرقابة في إدارة الغذاء والدواء أمس في إشارة إلى تصريحات المتحدث باسم مقر كورونا بأنه إذا أراد شخص تلقي لقاح كورونا في وقت مبكر فعليه الدفع. وقال:”نحن نقوم بالحقن بالمجان وتعلن وزارة الصحة عن أولوية المجموعات التي سيتم تطعيمها أولاً بناءً على إعطاء الأولوية لموظفي العلاج والمرضى الميؤوس من شفائهم وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ثم 50 عامًا على التوالي. لذا فإن الأشخاص الذين هم في عجلة من أمرهم للحصول على اللقاح ولا يريدون الأنتظار وفقًا لأولوياتنا يمكنهم الذهاب إلى الصيدلية وشراء اللقاح.”

من ناحية أخرى قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة طهران في إشارة إلى الإجراءات المتخذة لاستيراد لقاح كورونا من قبل القطاع الخاص: “تكلفة استيراد لقاح كورونا من قبل القطاع الخاص حوالي 200 إلى 250 ألف تومان.في السابق كان من المفترض تسليم اللقاح إلى وزارة الصحة لكن بما أن وزارة الصحة لا تملك الأموال الكافية لشراء هذه اللقاحات. لذلك تقرر بأمر من الرئيس استيراد هذه اللقاحات بنصف سعرها لتخصيصها للطبقات التي ليست من أولويات وزارة الصحة للحقن مثل عمال خط الإنتاج”.

في السابق كان من المفترض أن تشتري وزارة الصحة لقاح كورونا من الشركات الخاصة وتوزعه على الناس مجانًا لكن يبدو أن هذه اللقاحات معروضة بسعر التكلفة. وبحسب خبراء ومختصين في المجال الصحي فإن هذا الموضوع يضع إيران في المرتبة الأولى من حيث الإدارة الضعيفة وغير الكفؤة. لأنه اليوم لم يقم أي بلد ببيع لقاح كورونا للناس وايران أول دولة تبيع لقاح كورونا للناس.

وفي هذا الصدد قال الدكتور مينو محرز عضو لجنة إجراءات مكافحة كورونا ، لـ “جهان صنعت” عن هوامش بيع لقاح كورونا: “للأسف الوضع رهيب للغاية لدرجة أن هذه الأنباء أصبحت صادمة لنا. من ناحية أخرى لا يزال عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يعانون من إصابة رئوية في ازدياد. لا يوجد حاليا أسرة فارغة لعلاج المرضى. في الأسابيع الأخيرة على الرغم من عطلة العشرة أيام لم ينخفض عدد المراجعيين بل ازداد. لأنه لا يوجد إغلاق تقريبًا ويتنقل الجميع بوسائل النقل العام. أدى هذا إلى تكثيف الذروة الرابعة. إذا أرادت الحكومة ووزارة الصحة السيطرة على المرض فيجب عليهم تطبيق إغلاق على مستوى البلاد لمدة أسبوع وإلا فلن تتم السيطرة على المرض”.

وأضاف: “تأتي الموجة الرابعة من كورونا في حال أن المسؤولين عن اللقاح المستورد يريدون بيعه لبعض الأشخاص المقتدرين لكن كل السلطات في العالم قدمت اللقاح المعتمد للناس مجانًا. لأن الحكومة توزع لقاحات مجانية لعامة الناس لخلق الأمان في المجتمع علمياً والسيطرة على كورونا. في هذه الحالة هل يمكن لبعض الناس أن يدفعوا مقابل الحصول على التطعيم وآخرون ليسوا بعد في أولوية التطعيم وليس لديهم المال ولكن لهم حضور فاعل في المجتمع! الأشخاص الذين يتم تطعيمهم معرضون أيضًا للخطر. لأن اللقاح ليس نهاية كورونا  فهو يمنع الموت وحدّة المرض فقط. لذلك إذا تم تطعيم الشخص وكان في خطر فسيصاب مرة أخرى. في رأيي طريقة الإدارة هذه غير صحيحة. إذا تم تنفيذ اللقاح النقدي في إيران فسنحتل المرتبة الأولى في العالم في عدم الكفاءة لأنه حتى الآن لم يقم أي بلد في العالم ببيع اللقاح للناس”.

وشدد محرز على نقص اللقاحات في العالم قائلا: “اليوم اللقاحات وموادها الخام نادرة في العالم لأن كل الدول مصابة بهذا المرض وعدد سكانها كبير جدا. لسوء الحظ يتعين على كل دولة الآن إنتاج لقاح خاص بها لأن الدول الأخرى لا تبيع اللقاح بجدية للآخرين. الهند على سبيل المثال يبلغ تعداد سكانها المليار ومئات الملايين فلماذا يجب أن تعطي اللقاح لنا أو لدول أخرى، حيث لم يأذن المدعي العام الهندي بعد بتصدير لقاح كورونا. هناك نقص ومشكلة في لقاح كورونا في العالم لكن لا داعي لإعلان إيران أن أي شخص في عجلة من أمره يجب أن يدفع مقابل التطعيم. إذا أرادت الشركات الخاصة صنع واستيراد لقاح كورونا فإن الحكومة ملزمة بشراء اللقاح منها وتطعيم الناس مجانًا ضد الوباء. وأضاف: “الأفضل لنا كغيرنا من الدول أن نستمر في التطعيم تدريجياً وبأولوية الأشخاص الأكثر ضعفاً وليس أن يحصل الأغنياء على لقاح كورونا ويموت ذوي الدخل المحدود الضعفاء”.

وأكد أنه “يجب إغلاق طهران تمامًا لمدة أسبوع على الأقل أو ما يسمى بـ Lock Down  لأن هذا الفيروس المتحور المتوفر حاليًا في البرازيل أو إيران أو بريطانيا يصيب الرئتين والقلب أكثر من ذي قبل ويزيد من معدل الوفيات لدى الإنسان. إذا استمر نفس الإجراء فستحدث كارثة بشرية. الدول الأخرى التي نجحت في السيطرة على الكورونا عملت الأمة والحكومة يدا بيد للسيطرة على المرض ودعمت الحكومة الناس”، مضيفاً “يجب على الحكومة أيضا مراقبة تنفيذ البروتوكولات من قبل الشعب. ربما زادت سرعة انتقال فيروس كورونا مئات المرات.على أي حال لدينا العديد من المشكلات ولكن يجب تطبيق Lockdown بشكل أسرع حتى لا يزداد الموقف سوءًا”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: