الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 أبريل 2021 22:30
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – أميركا شريكة إسرائيل في الإرهاب النووي

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"رسول سنائي راد"، موضوع الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية. حيث أوضح الكاتب أن التجربة أظهرت أن الأميركيين في قراراتهم الخاصة بغرب آسيا لا يوقعون على أي اتفاق دون تنسيق مع إسرائيل، التي بدورها لا تنفذ عمليات دون إشعار مسبق من واشنطن.

تعتبر إسرائيل إحدى المستفيدين من سياسة الضغط الأقصى وتشديد العقوبات القمعية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب. ومع نهاية فترة عمله كمقامر سياسي والهزيمة في الانتخابات الرئاسية يأمل هذا النظام في استمرار نفس العملية من قبل الساكن الجديد للبيت الأبيض. وكما حاول بايدن وفريقه العودة إلى الإتفاق النووي خلافًا لشعارات الحملة الانتخابية في الأشهر الأولى من توليهم السلطة فقد  أظهروا نفس النهج المتشدد لعهد ترامب أو تجاهل قضية البرنامج النووي الإيراني.

وانحازت بعض الحكومات الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة خلال هذه الفترة، حتى أنها تولت دور الشرطي السيئ لصالح فريق البيت الأبيض الجديد وحاولوا توفير الأرضية لمزيد من الابتزاز للجمهورية الإسلامية الإيرانية بذريعة تغيير الأوضاع  مقارنة بزمن الإعتراف بالإتفاق النووي.

ومع ذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تجربة حقبة الإتفاق النووي وانتهاكها غيرت عملية مراجعة وإلغاء التزامات الإتفاق النووي وبتنفيذ قانون رفع العقوبات النووية الذي أقره البرلمان صحح سوء تقدير الولايات المتحدة وحلفاؤها. وهذا التصرف الإيراني الذي أثبت أنه إذا تغير الوضع فهو في مصلحة إيران ولا يمكن أن يؤدي استمراره إلا إلى مزيد من أوراق القوة لبلدنا  مما تسبب في ارتباك وخوف الولايات المتحدة وحلفائها.

في غضون ذلك كشفت إسرائيل عن إرهاب الدولة السري بمهاجمة سفينة ساويز وتخريب منشأة نطنز النووية لاحقًا وحاولوا استخدام هذه الأعمال الإرهابية الخطيرة للغاية كأداة للقوة لأن هذه الأعمال بحسب مخططي الإرهاب النووي قد تضع إيران في موقف ضعف وتفرغ أيدي ممثليها في فيينا والمحادثات النووية.

تظهر التجربة أن الأميركيين في قراراتهم الخاصة بغرب آسيا لا يوقعون على أي اتفاق دون تنسيق مع إسرائيل، التي بدورها لا تنفذ عمليات دون إشعار مسبق من واشنطن.

كما في الحالة الأخيرة، هناك محاولة لإعلان التنسيق الإسرائيل الأميركي بشكل غير مباشر. ولكن الحقيقة أن هذا التنسيق والدعم هو الذي يجعل الإسرائيليين يتصرفون بوقاحة في تحمل المسؤولية عن هذه الأعمال الإرهابية.

وأما العوامل التي أدت إلى هذا التنسيق والتعاون للأعمال الإرهابية في الوقت الحاضر بالتزامن مع المطالبة بقرار التفاوض والعودة إلى الإتفاق النووي من أجل توفير شروط الضغط على إيران هي عبارة عن مفاجأة الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة الاتجاه المتصاعد للتخصيب في إيران والذي حدث بسبب التردد الأولي لبايدن وفريقه في العودة إلى الإتفاق النووي.

كما أنه تعبر عن مواجهة بايدن مع ازدواجية الحفاظ على المصداقية الدولية مع مواجهة عقلانية مع الإتفاق النووي أو استمرار السياسات الترامبية والانفرادية العمياء في السياسة الخارجية أو قبول قواعد وأعراف الدبلوماسية التي سبق أن انتهكها ترامب وفقدت مصداقية الولايات المتحدة.

 ،ظهور مساحة جديدة للتنفس للاقتصاد الإيراني الخاضع للعقوبات مع توقيع وثيقة تعاون إيراني صيني مدتها 25 عامًا وقلق الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بشأن تشكيل نموذج جديد للتفاعل الاستراتيجي والتعاون الذي قد يكون مغريًا بالنسبة لدول أخرى تحت ضغط الولايات المتحدة.

في هذا السياق، دعا البيت الأبيض القادة الإسرائيليين إلى تنحية خطابهم جانبًا، مما يعني قبول الحسابات الخاطئة والاستمرار المكلف للتوترات الإرهابية المدارة  والتي لا يمكن أن تمهد الطريق فقط لحرب مفاجئة ذات أبعاد غير معروفة ولكن أيضًا سياسة متصاعدة.ربما كان تآكل المفاوضات حيلة لكسب الوقت للتخريب والإرهاب يليه الوهم بأن إيران تفتقر إلى المرافق التقنية التعويضية. لكن الوصول السريع إلى 60٪ من اليورانيوم المخصب أظهر أن أيدي الجمهورية الإسلامية باركها المجاهدون الصامتون وهم العلماء في هذا المجال. تجد الطبيعة المتعجرفة للولايات المتحدة معنى أوضح فيما يتعلق بالواقعية الاستبدادية، ولا تترك أي خيار سوى الاستمرار في الاتجاه التصاعدي للإثراء من ناحية وتعطيل استراتيجية التوتر الإسرائيلية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة والرد على التهديدات والضربات في  نفس المستوى في أقصر وقت.

أخيرا لحسن الحظ، في السياق الحالي الذي فشلت فيه تصرفات بايدن ونهجه لاستمرار السياسة الترامبية، فإن أي عمل انتقامي يتعلق بانتهاك الولايات المتحدة للإتفاق النووي له شرعية وهو أساس التماسك الداخلي والوحدة لدعم هذه الإجراءات. وبالتالي فإن الشراكة الأميركية الإسرائيلية في التوترات النووية والإرهاب لا تغير التوازن لصالحهم فحسب، بل توفر أيضًا الظروف لعمل انتقامي ومواجهة من قبل الجمهورية الإسلامية وتعزز إرادة المقاومة النشطة وتطوير القوة من أجل تحقيق الحقوق الوطنية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: