الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 أبريل 2021 22:18
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – الاستجواب الدرامي لسعيد نمكي

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقال لـ"رضا بردستاني"، الأخبار عن نية البرلمان بإقالة وزير الصحة سعيد نمكي. ورأى الكاتب أنه في وقت يتأجج فيه المجتمع بفيروس كورونا فإن أسوأ وأخطر الأخبار التي تضع البرلمان أمام مساءلة الشعب وليس الحكومة هي إقالة الوزراء.

كتبت وكالات الأنباء فإن مصدر خبر إقالة البرلمان لوزير الصحة سعيد نمكي هو تسنيم وهذه النقطة هي “المزحة” في القصة هي أن وكالة أنباء تنتقد حكومة روحاني أعلنت مقاضاة سعيد نمكي. وتركز الخطة التي يقوم بصياغتها النائب جليل رحيمي جهان ابادي على اندلاع الموجة الرابعة من كورونا وتزايد الوفيات وانعدام الشفافية في الوضع الصحي بالمناطق المحرومة في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن الخطة البحثية لوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي قد تم إعدادها مؤخرًا في ثلاثة مجالات ووقعها أكثر من 50 عضوًا في مجلس النواب ورفعت إلى رئاسة مجلس النواب. ومن محاور التحقيق من قبل وزارة الصحة انعدام الشفافية في وضع إنفاق اعتمادات كورونا والعناية بالمناطق المحرومة في البلاد.

بعد ذلك بوقت قصير تحت عنوان “الأخبار التكميلية” ونقلاً عن أحد أعضاء هيئة رئاسة البرلمان كتبوا: “لم يتم الإعلان عن خطة عزل لوزير الصحة”. وأكد عضو هيئة رئاسة البرلمان بينما نفى بعض المعلومات حول خطة إقالة وزير الصحة أنه لم يتم الإعلان عن خطة لعزل وزير الصحة في رئاسة الديوان. وقال علي كريمي فيروزجائي في إشارة إلى بعض الشائعات عن تقديم خطة لعزل وزير الصحة سعيد نمكي إلى المجلس: “هذه المزاعم غير صحيحة ولم تصدر هذه الخطة من قبل المجلس”.

في وقت سابق في عدة تقارير كتبنا وشددنا على نقاط مهمة حول سعيد نمكي وميله نحو منتقدي حكومة حسن روحاني. لكن أولئك الذين هم على دراية قليلة بعلوم الإعلام والتفاعلات السياسية في البلاد ينتظرون بالتأكيد أخبارًا من هذا النوع إما أن سعيد نمكي يهدد بالاستقالة أو أن البرلمان الحادي عشر سيساعد سعيد نمكي ويعزله بمساءلة دراماتيكية في ظل ظروف قاسية وفي كلتا الحالتين لن يساعد وزير الحكومة الأضعف والأكثر تهميشًا وغرابة.

كل من يغطّي أخبار كورونا يطلع أيضا على تصريحات نمكي عدا المناشدات والاعتداءات، عدا الدعاوى والأقسام هذا الوزير في حكومة روحاني يتمتع بمهارة غريبة في التعبير عن كلماته الغريبة. الكلمات الغريبة التي تحولت في بعض الأحيان إلى ضغوط وتحدي وتكلفة و لكن “بداية حقن مليون جرعة من لقاح كورونا” و “الإعلان عن الدعوة للتسجيل لتطعيم المرضى المستعصيين” هي آخر تصريحات سعيد نمكي. كما نقل نادي الصحفيين الشباب عن وزير الصحة نمكي قوله: “اشترينا 16 مليون جرعة من حصة اللقاح وبعد شهور تمكنا من تحويل الأموال”.

يمكن للمركز البحثي الذي يجهزه وزير الصحة ويقوده إلى مجال الإعلام ووكالات الأنباء أن يستنتج بشكل عام أن استمرار الظروف القائمة والطريقة التي يتبناها سعيد نمكي قد تؤدي إلى إبعاده المفاجئ عن هذا المنصب. الحل هو الهروب من الإقالة أو الانضمام إلى الحكومة الأمر الذي يبدو صعبًا بعض الشيء.

النقطة الأخرى التي تجعل أي محاكمة بما في ذلك محاكمة نمكي أمر لا يمكن تصديقه هي العمر القصير للحكومة. في وقت يتأجج فيه المجتمع بفيروس مجهول يحاول التخلص من العصر المظلم للوباء فإن أسوأ وأخطر الأخبار التي تضع البرلمان أمام الشعب وليس الحكومة هي إقالة الوزراء.

إن المجتمع الإعلامي في التحليل المنشور بالنظر إلى نوعية أداء سعيد نمكي والضعف الشديد لهذا الوزير يكاد يكون “خفيفًا” أمام حكومة حسن روحاني متزعزع من وجهة نظر إدارية وسياسية ومتحديًا من الناحية الإعلامية وجهة نظر وهامشية من وجهة نظر اجتماعية. وطالبوا بالإجماع باستقالته  ليس بسبب الضعف والتحديات والهوامش ولكن لأنه يعتبر نفسه عديم الفائدة ويدعي أن “لا أحد يستمع إليه”.

في الأيام التي كان يناقش فيها نمكي مع رئيس مكتب روحاني والرئيس نفسه وبعض أعضاء هيئة الأركان الوطنية ضد كورونا في البلاد أصبح إشكالاً يتجاوز إشكال كورونا. مع ازدياد احتمالية الإقالة فإن الأخبار التي يمكن أن تتحول إلى رد فعل مضاد واحتمال قيام البرلمان الحادي عشر بمحاكمة نمكي هي الأخبار التي لم يأخذها المجتمع الإعلامي ولا الشعب ولا الحكومات على محمل الجد.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: