الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 أبريل 2021 23:34
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – العراقيل الداخلية أمام إعادة إحياء الاتفاق النووي

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية "حسن بهشتي ‌بور"، الانقسام الداخلي في إيران على موضوع المفاوضات في فيينا وإعادة إحياء الاتفاق النووي. حيث رأى الكاتب أنه امام فرص إنقاذ الإتفاق النووي، لا ينبغي السماح للبعض بعرقلة استغلال هذه المفاوضات من خلال خلق التهديدات والعراقيل الداخلية، حسب تعبيره.

في هذه الأيام تستضيف فيينا محادثات بين المسؤولين الدبلوماسيين والفنيين الإيرانيين ودول مجموعة 4 + 1 بهدف إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات. وفي غضون ذلك وبالتوازي مع الضغط الخارجي على إيران وعرقلة منع عودة الإتفاق النووي، بذلت عدد من التيارات الداخلية المعارضة للحكومة قصارى جهدها لعرقلة مسار هذه المفاوضات. حيث يعتقد معارضو الإتفاق النووي أن الحكومة الحالية في جمهورية إيران الإسلامية يجب ألا تكمل ولايتها بنجاح. أي بالنسبة لأولئك الذين لديهم وجهة نظر حزبية لا يُنظر إلى رحيل الحكومات على أنه فرصة في حين أن الانتقال السلمي والسهل للسلطة عن طريق التصويت الشعبي يوضح سلطة النظام السياسي. ولكن في الواقع هذه العملية هي إنجاز للنظام حيث تأتي الحكومات المختلفة إلى السلطة ببرامج مختلفة وتنفذ برامجها بأصوات الأشخاص الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع.

فالمعارضة ليس لديها مثل هذا الرأي وتعتقد أنه ينبغي عليها أن تجعل الإتفاق النووي غير فعال وتنفي أي إنجاز بشأنه. وجاء الاتفاق النووي في وقت تم فيه ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية حل أزمة دولية بطريقة دبلوماسية كاملة. كان هذا في سياق حصول إيران على 6 قرارات بموجب الفصل السابع تم إلغاؤها نتيجة لهذه المفاوضات. وقد كان هذا حدثًا مهمًا للغاية وهو الأمر الذي على الرغم من التأكيد المتكرر عليه تم تجاهله من قبل معارضي الإتفاق النووي ولم يقدروه لأنهم يعتقدون أن موضوع هذه المفاوضات والاتفاق مع حكومة روحاني مرتبطان، وإنهم مستاؤون من أن هذه الحكومة تمكنت من حل الأزمة إلى هذا المستوى المعقد من خلال الدبلوماسية في حين أن قرار التفاوض وتنفيذ هذه الاتفاقية كان مع أعلى مؤسسات صنع القرار على مستوى النظام والقيادة.

نقطة أخرى هي أنه من وجهة نظر النقاد والمعارضين إذا كان للوضع الاقتصادي والدبلوماسي أن يتحسن يجب أن يتم بعد تعيين الرئيس المقبل حتى يكون هذا النجاح ممكنًا. ولكن في الواقع هذه المجموعات لا تهتم بتحسين الوضع الاقتصادي للشعب وفتح سبل عيشه وتسعى فقط لتحقيق أهدافها السياسية. ومع ذلك في فترة ما قبل الإتفاق النووي، كان الناس هم الذين تحملوا وطأة المشاكل الاقتصادية التي سببتها العقوبات. وإذا تم رفع العقوبات، فسيكون الناس هم الذين أستفادوا منها، ومن ثم فإن أي تخريب في مسار المفاوضات بهدف رفع العقوبات يعني في الواقع أخذ سبل عيش الناس كرهائن.

وفي مثل هذه البيئة، فإن الضرر الناجم عن هيمنة الأهداف الانتخابية والفئوية على أي قضية أخرى، مثل قضية الإتفاق النووي ورفع العقوبات سيؤدي إلى إضاعة البلاد لفرص قد لا تتاح مرة أخرى في القريب العاجل. ففي الوضع الحالي يجب على جميع الأشخاص والجماعات والمؤسسات السياسية والعسكرية دعم المفاوضين بشكل كامل، لأنهم يتفاوضون بإذن من أعلى مستوى أي القائد الأعلى ولن تتخذ الحكومة أي خطوات في هذا الصدد دون إذن وتنسيق.

لذلك في الختام، وبالنظر إلى الفرصة التي قدمتها الولايات المتحدة لإنقاذ الإتفاق النووي لا ينبغي السماح للبعض بعرقلة استغلال هذه المفاوضات من خلال خلق التهديدات والعراقيل ويجب أن تتحد الكلمة الإيرانية مقابل الولايات المتحدة حتى يكون الكلام فعالاً ويحقق الإهداف المرجو الوصول إليها .

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: