الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 أبريل 2021 21:37
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – ما هو الاختيار الحكيم للجبهة الثورية من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

تناولت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في تقرير لها، الاستراتيجية التي يجب اعتمادها من قبل الأصوليين في الانتخابات المقبلة. ورأت الصحيفة أن أي خطأ ترتكبه الجبهة الثورية في مواجهة المؤامرات الأميركية للانتخابات، حسب تعبيرها، لن ينتهي عند خسارة الانتخابات، بل سيؤدي إلى تكاليف أكبر بكثير بالنسبة لإيران والنظام.

ما هو الاختيار الحكيم للجبهة الثورية من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ حيث يعد التركيز على التعرف على السيناريوهات الأميركية للانتخابات أحد أهم المكونات في فهم الترتيب الانتخابي والاختيار العقلاني على الجبهة الثورية. وفيما يتعلق بانتخابات الدورة الثالثة عشرة لرئاسة الجمهورية ومتطلبات ومهام التيار الثوري في هذه الانتخابات، يجب النظر في عدة نقاط في آن واحد.

من الضروري الحصول على تقدير وتقييم دقيق للرأي العام لمرشحي التيار الثوري. وكما من الضروري تحديد وزن ومساهمة الأفراد في نظر الرأي العام من أجل تحديد الخيار النهائي الأمثل في المعسكر الثوري حسب الوضع القائم. وفي غضون ذلك، تُعد خيارات بناء الإجماع مهمة أيضاً، وبالإضافة إلى موقع الأفراد في الاستطلاع، كما ينبغي أيضاً اعتبار وضعهم في خلق الإجماع الداخلي والإقناع عاملاً فعالاً في الوضع الحالي. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الموثوقة ضمن الوضع الحالي، يحتل كل من السيد ابراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف موقعاً أفضل في الاستطلاع من المرشحين الآخرين ضمن تيار الثورة، ووفقاً لاستطلاعات الرأي هذه، فإن هذه الخيارات لديها القدرة على هزيمة المرشح المنافس الأقوى. وكما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه في الوضع الراهن، يجب أن يكون التركيز على هذين الخيارين.

والمثير في الأمر أن موقع رئيسي وقاليباف في الاستطلاعات يقوم على أساس المطالب والقضايا الرئيسية التي تشغل الأذهان، وهي عبارة عن “محاربة الفساد” و “الكفاءة”. حيث استطاع آية الله رئيسي من خلال أدائه في القضاء أن يظهر أداء جيداً جداً في مجال محاربة الفساد وقطع الأيدي القذرة واستعادة الثقة بالقضاء وكما أنه يحتل المركز الأول بين مرشحي التيار الثوري في الانتخابات ضمن استطلاع الرأي هذا. والدكتور قاليباف، بالنظر إلى تاريخه في الإدارة التنفيذية ضمن قوة إنفاذ القانون وكذلك ضمن بلدية طهران، وأدائه خلال العام الماضي في البرلمان فقد تمكن من الحفاظ على صورته في المجتمع تحت عناوين الإدارة والكفاءة.

وبالطبع يقول بعض الخبراء وخبراء الاستطلاع في بلادنا إنه يجب أخذ نقطة دقيقة للغاية في الاعتبار حول الاستطلاع، وهي أنه مع اقتراب الانتخابات ستختفي الهوامش الآمنة حول بعض المرشحين وستبدأ عملية النقد والتدمير، ونتيجة لذلك قد تتغير استطلاعات الرأي والتغيرات في الشعبية والإقبال مع اقترابنا من الاستطلاع.

وبشكل عام يمكن القول أن الاستطلاع كواحد من الشروط الضرورية لفهم مكانة وموقع المرشحين ضمن الرأي العام هو عامل ومقترح مهم وحاسم. وطبعاً هذه الاستطلاعات يجب ان تجري على اساس فترة زمنية محددة وعلى اساس القضايا والتطورات السياسية – الانتخابية، ومن ثم تحليلها. أي، مع مراعاة الاحتمالات المختلفة، سيتم إجراء الاستطلاعات ثم تجميعها ثم تحليلها. وعليه، لا ينبغي اعتبار استطلاعات الرأي “الجارية” معياراً ثابتاً لمكانة وموقعية الأفراد ضمن الرأي العام.

استطلاعات الرأي هي أدوات لتحديد الخيارات ومكانها في الرأي العام خلال فترات زمنية محددة، ولكن إحدى النقاط المهمة للغاية هي أن الرأي العام يخضع ويتأثر إلى حد كبير بالتطورات والأحداث. وإن مراقبة المطالب الرئيسية للمجتمع أمر بسيط ولكن هناك سؤال صعب في هذا الصدد: في أي اتجاه ستقود التطورات المختلفة المطالب الرئيسية للمجتمع؟ وإذا كان المطلب الرئيسي للمجتمع هو الرزق والاقتصاد، فأين يبحث المجتمع والرأي العام عن أفضل أو أسهل طريقة لحل هذه المشكلة؟ لذلك لا بد من مراعاة هذا الإجراء والمعادلة في قياس الانتخابات المقبلة:

  1. استطلاعات الرأي انعكاس للرأي العام.
  2. يتأثر الرأي العام أيضاً بمطالب وأذواق الناس.
  3. ما التطورات التي يمكن أن تعطي توجيهات للمطالب والذوق العام؟

وإذا أخذنا في الاعتبار هذه المقترحات الثلاثة في آن واحد، فيمكننا أن نقول على وجه اليقين بأن الأهم من الاستطلاعات هي التطورات والأحداث المهمة التي يمكن أن تلقي بظلالها على الانتخابات وتحدد مطالب وقضايا الشعب. وبناء على ذلك يمكن القول إن الأهم من الاستطلاعات الحالية هو الأجواء السائدة على الانتخابات والتطورات والأحداث التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مطالب الشعب.

لذلك يعتقد الخبراء أنه عند اختيار الجبهة الثورية للانتخابات، بدلاً من التركيز على الأفراد والمرشحين، يجب الانتباه إلى الأحداث والتطورات وفي نهاية المطاف الانتباه إلى الجو السائد على الانتخابات. وبكلمات بسيطة، هؤلاء الأفراد ليسوا هم من يخلقون أجواء الانتخابات، بل إن الأحداث الصعبة والأجواء السائدة على الانتخابات هي التي ينبغي أن تكون معايير اختيار الأفراد. وهذه هي صيغة الاختيار الواعي.

ويستند إلى حقيقة أنه تحسباً لمناخ الانتخابات والأحداث المحتملة التي يمكن أن تؤثر على خلق هذا الجو الانتخابي، ينبغي النظر في نقطتين حول المرشح النهائي.

  • يجب أن تتناسب صورة المرشح النهائي للجبهة الثورية مع الأجواء النهائية للانتخابات. ومن خلال مراقبة الأحداث ومدى تأثير هذه الأحداث على اتجاه المطالب العامة، يجب اختيار مرشح مناسب يتمتع بخبرة وخلفية ذات صلة ونشط في مسألة الانتخابات والمطالب العامة وله باع طويل بذلك وبرنامجاً انتخابياً.
  • والعامل المهم الآخر والذي يجب مراعاته عند اختيار الخيار الأخير هو مدى قدرة خيار الجبهة الثورية على منع خلق قطبيات ثنائية زائفة ضمن بيئة الانتخابات. وكما يجب أن تكون القدرة السلبية للمرشح النهائي للجبهة الثورية في أدنى حد ممكن.

يجب أن تكون الجبهة الثورية قد وصلت إلى هذا المستوى من النضج والنخبوية لدرجة أنها تعتبر خطط الولايات المتحدة المحتملة لانتخابات 18 حزيران/يونيو عاملاً هاماً ومؤثراً في الانتخابات. حيث أن أميركا بايدن مختلفة عن أميركا أوباما، لكن في مواجهة إيران تتبع سياسات هذين الرئيسين خطاً ثابتاً. وخلال المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي، تمت الإشارة مراراً وتكراراً إلى مسألة أهداف الولايات المتحدة وآثار هذه الاتفاقية على التطورات والتغييرات الهيكلية داخل إيران. وعليه، سيكون لدى الأميركيين بالتأكيد خطة للانتخابات المُقبلة. لذلك، فإن أحد أهم المكونات في تحليل ترتيبات الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة هو بالتأكيد البيان الأميركي. حيث أن أهمية هذا الموضوع كبيرة لدرجة أن بعض الخبراء يرون أن أهم بيان حول الانتخابات المقبلة هو تحليل ودراسة المسألة الأميركية.

وتجدر الإشارة إلى أنه هناك حاجة إلى قول وكتابة المزيد عن هذا الأمر؛ وذلك لأن أي خطأ ترتكبه الجبهة الثورية في مواجهة المؤامرات الأميركية للانتخابات لن ينتهي عند خسارة الانتخابات، بل سيؤدي إلى تكاليف أكبر بكثير بالنسبة لإيران والنظام.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: