الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أبريل 2021 22:27
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – روسيا الحليفة والمنافسة

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقابلة مع الأستاذ في جامعة أصفهان والخبير في العلاقات الدولية محمد علي بصيري، زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إيران. حيث رأى بصيري أن إيران وروسيا تتحالفات في بعض القضايا، إلا أن موسكو لا تلتزم بهذا الحلف في كل القضايا.

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، “أننا نحاول إنتاج لقاح كورونا بالاشتراك مع إيران”. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى “لقاح سبوتنيك” الذي تم إرسال أربع شحنات منه إلى طهران حتى الآن. جزء من المحادثة خلال زيارة لافروف لطهران تأثر بشكل طبيعي بحادثة نطنز لدرجة أن ظريف قال في لقاء مع لافروف “الإسرائيليون راهنوا بشكل سيء للغاية”.

كما تم النظر في بناء “لقاح سبوتنيك” وقضايا مثل الاتفاق النووي فضلاً عن المناقشات الإسرائيلية خلال الاجتماع والمحادثات بين لافروف وحسن روحاني. وغرد علي رضا معزي نائب الرئيس عن تفاصيل اللقاء حیث کتب: “روسيا لديها موقف مماثل مع إيران بشأن قضية إحياء الاتفاق النووي وفي محادثات فيينا تقف إلى جانب إيران ويريد الجانبان رفع العقوبات ويعارضان إضافة قضية غير الاتفاق النووي إلى المحادثات”.

رغم أن وكالة فرانس برس اختارت عنوان: “روسيا وإيران حلفاء الاتفاق النووي ضد الغرب” للحديث عن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى طهران إلا أنها لم تذكر قضايا أخرى قد تكون مهمة. ووصفت وكالة فرانس برس الاجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والإيراني بأنه رمز لوحدة البلدين في مواجهة الإجراءات المضادة الأميركية والغربية وتعبيرًا عن الاصطفاف بين طهران وموسكو بما في ذلك محادثات فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي.

في هذا السياق، أكد الأستاذ في جامعة أصفهان والخبير في العلاقات الدولية محمد علي بصيري، أن “ما من بلد استفاد بقدر روسيا من العقوبات المفروضة على جمهورية إيران الإسلامية”، مضيفاً “على الرغم من أن روسيا ليس لديها موقف عدائي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فمن الواضح أنه في العديد من القضايا لا سيما صفقة الغاز مع باكستان فضل مسؤولو الكرملين مصالحهم على الاتفاقات مع إيران”.

ووصف بصيري أهم خطط وأهداف وزير الخارجية لروسيا على النحو التالي “لدينا خطط طويلة المدى بين إيران وروسيا يتم تجديدها كل 5 سنوات. على ما يبدو فإن أهم هدف لافروف هو تمديد الخطة الاستراتيجية الخمسية الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية المعلن عنها رسميًا. لكن بالإضافة إلى هذه القضية الرئيسية يمكن أيضًا النظر في التطورات الحالية في سياق اجتماعات الاتفاق النووي والتحركات التي تقوم بها إسرائيل وقضية نطنز وكذلك التعاون بشأن لقاح كورونا”.

وردا على سؤال عما إذا كانت استرضاء إيران لروسيا يتوافق مع القواعد الاستراتيجية قال الأستاذ الجامعي “تخضع إيران لضغوط قصوى من العقوبات منذ ترك ترامب الاتفاق النووي. كانت الصمامات التي يمكن أن تقلل من هذا الضغط وإظهار تعاون أكثر دفاعًا هي صمامات الصين وروسيا على الرغم من أن هذين البلدين يتماشيان مع الولايات المتحدة وأوروبا في استراتيجيتهما الكبرى وهدفهما الاستراتيجي في النهاية هو السيطرة على إيران”.

قبل مائة وخمسين عامًا كان هناك صراع على إيران للسيطرة عليها. نتج عن اتفاقيتي تركمانشاي وغولستان واتفاقية الانفصال الأفغانية، وكذلك انفصال القوقاز عن إيران ومناطق أخرى لاحتواء إيران وفصل الأراضي عن إيران. من هنا، أوضح بصيري أن “اليوم يتم تفسير نفس السياسة بشكل مختلف. أي أن القوة والقدرة اليوم تتلخصان في القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتقنية والتكنولوجية. خلال هذه العقود الأربعة قامت إيران بخطوات وفي رأيهم خلقت قفزة في القوة الإقليمية وخلقت مشاكل لمصالحهم ومصالح حلفائهم تحت غطاء المقاومة وقضايا أخرى. اليوم التحالف غير المكتوب بين القوى الخمس بذريعة الأسلحة النووية والعقوبات هو نفس الخطوة التي قاموا بها في القرن التاسع عشر لاحتواء إيران. أي أن سبب وبنية تقوية إيران هو الاقتصاد والعلم والتكنولوجيا وقد وضعوا أيديهم عليها وفرضوا عقوبات ويواصلون التعاون المباشر وغير المباشر”.

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أصفهان ردًا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الرحلة على شكل قضايا إقليمية أم مقتصرة على مناقشة مستقبل الاتفاق النووي وقال “يمكن أن يكون مجموعها قضية تنسيق القضايا الإقليمية وقضية الاتفاق النووي بعنوان قضية كبرى في المنطقة. كما ذكرت تمامًا مثل الولايات المتحدة والقوى الأوروبية فإن تعاون روسيا والصين مع إيران قوي وغير تدخلي مثل القوى الإقليمية لمصالحها وأزماتها في المنطقة. أي لدرجة أنهم يتصالحون مع إيران سواء في الأزمة النووية أو الأزمة في أفغانستان وسوريا والعراق ولبنان فإن إيران لا تريد أن يكون لها صراع خطير مع مصالحها ووجودها ولطالما أجرى الروس محادثات مع إيران كما توقعوا ذلك من تركيا وقد حدثت هذه التفاعلات في بعض الأماكن”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: