الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 أبريل 2021 22:31
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – “نهاية اللعبة” حيلة أميركية جديدة لمواصلة العقوبات

ناقشت صحيفة "كيهان" الأصولية، في مقال لها، موضوع المحادثات في فيينا والموقف الإيراني من خطة "نهاية اللعبة" المتفق عليها في فيينا. حيث رأت الصحيفة أن السياسة الرسمية لإيران تقوم على مبدأي "الرفع الفوري لجميع العقوبات" و"التحقق" من الإجراءات الأميركية من جانب إيران، إلا أن خطة فيينا، ستضعف الموقف الإيراني، حسب تعبير الصحيفة.

استؤنفت المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا. وفي هذا الصدد  قدم عباس عراقتشي شرحًا في نهاية الاجتماع قال فيه “سيتم تنفيذ جميع الخطوات التي يجب القيام بها في خطوة تسمى “نهاية اللعبة”، والتي تتم في خطوة واحدة وليس بطريقة خطوة مقابل خطوة فلا مفاوضات مباشرة ولا مفاوضات خارج الإتفاق النووي”.

وكان القائد الأعلى للثورة علي خامنئي قد تطرق مرارًا وتكرارًا عن سياسة الدولة المحددة بشأن قضية الإتفاق النووي قائلا “يجب رفع جميع العقوبات والتحقق من قبل إيران ثم عودة إيران إلى الإتفاق النووي، وإن سبب تبني هذه السياسة واضح تمامًا فنظرًا للتعقيد في نظام العقوبات الأميركي ضد إيران فإن رفع بعض العقوبات أو رفعها تدريجيًا أمر مستحيل عمليًا ولا يعود بالنفع على البلاد”.

بالإضافة إلى ذلك فأن البلد فقد ذات مرة ثقة الغرب في الوفاء بالتزاماته ففي عهد أوباما وترامب أصبح من الواضح أن الوعد الأميركي كان غير موثوق به. ومن الناحية الاقتصادية أظهرت تجربة الإتفاق النووي لنا أن الاتفاق على هذه الطريقة لرفع العقوبات يبقي على قيد الحياة أجواء القلق وعدم اليقين بشأن الاستثمار والتجارة مع إيران.

وأما فيما يخص خطة “نهاية اللعبة”، ففي جو يصر فيه الجانب الإيراني على هذه السياسة المنطقية والعادلة للجمهورية الإسلامية، ومن ناحية أخرى يتحدث الجانب الأميركي مرارًا وتكرارًا عن عودة خطوة بخطوة. وهنا يطرح سؤال مهم وهو بالنظر إلى أن مرور الوقت في شكله الحالي يضر تمامًا بالولايات المتحدة، فكيف يريد فريق بايدن تحرير نفسه من قيود الضغط الإيراني الذكي واستخدام الوقت المحدود المتبقي لإنشاء توازن جديد من خلال دفع إيران إلى طاولة المفاوضات وانتهاك السياسة في إيران لاستغلال الفرصة؟ الجواب على هذا السؤال هو صياغة خطة خادعة تسمى “نهاية اللعبة” وتصميم “خارطة طريق” في مراكز الأبحاث الأميركية وعرضها من قبل أوروبا كوسيط لإيران، والتي على حد تعبير السيد عراقتشي أيضًا على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست حاضرة رسميًا في المحادثات، ولكن بخطة ذكية، فإنها تعتزم إدارة المحادثات الحالية بهدف اختراق السياسة النهائية للجمهورية الإسلامية.

تصميم “نهاية اللعبة” من صنع الغرف الفكرية ودفع ثمنها مثل مجموعة الأزمات. فقبل أربعة أيام من بدء المحادثات كتبت صحيفة “فايننشال تايمز” في مذكرة تتكهن فيها بشأن المحادثات نقلاً عن “علي واعظ”، رئيس برنامج إيران بمركز أبحاث مجموعة الأزمات ومقره في واشنطن، أن “الشيء الإيجابي هو أنه عندما تكون هناك خارطة طريق لا يساور الجانبان الآخران على الأقل شك فيما ستكون عليه نهاية اللعبة بالطبع سيكون التفاوض على خريطة طريق كاملة أمرًا صعبًا”.

أظهرت الأدلة أن الولايات المتحدة من خلال وضع خطط تبدو مقبولة على الطاولة ولكنها خادعة داخليًا واللعب بالكلمات تحاول مرة أخرى رسم جو مماثل لوقت التصويب على الإتفاق النووي وخداع فريق التفاوض الإيراني. إن عبارة “الموافقة المفاجئة على خارطة الطريق للعودة خطوة بخطوة إلى الإتفاق النووي”، والتي هي جوهر ونتاج الخطة المذكورة أعلاه، هي في الواقع تناقض واضح ومليء بالخداع وعامل في التحايل على السياسات المعلنة من قبل القائد الأعلى للثورة.

تقوم السياسة الرسمية للجمهورية الإسلامية على مبدأي “الرفع الفوري لجميع العقوبات” و”التحقق” من الإجراءات الأميركية من جانب إيران. ومن الواضح أن تطبيق الخطة المذكورة عمليا ينتهك كلا المبدأين مما يؤدي إلى الإبقاء على هيكل العقوبات وإفراغ يد إيران.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: