الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 أبريل 2021 22:27
للمشاركة:

صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران – مباحثات حول السبع مليارات دولار

ناقشت صحيفة "همشهري" الصادرة عن بلدية طهران، في مقابلة مع الأمين العام للغرفة الإيرانية الكورية بويا فيروزي، موضوع زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي إلى طهران. حيث أكد فيروزي أن أولوية القطاع الخاص في هذه المباحثات هي توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وكوريا ونقل رأس المال والمعرفة والتكنولوجيا.

وصل رئيس الوزراء الكوري الجنوبي إلى طهران وستُظهر محادثاته التي تستمر لثلاثة أيام في إيران ما إذا كان جليد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين سوف يذوب أم أن النتيجة ستكون تفاهماً سياسياً للانفتاح الاقتصادي بعد المحادثات النووية النهائية في فيينا. حيث أن تشونغ سي كيون هو أول رئيس وزراء كوري جنوبي يزور إيران منذ 44 عاماً. حيث من المقرر أن يجري رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، الذي وصل طهران أمس وكان في استقباله وزير الطرق والتنمية الحضرية محمد إسلامي، محادثات مع الرئيس حسن روحاني والنائب الأول للرئيس إسحاق جهانغيري ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وكما يقال أيضاً أن تشونغ سيلتقي مع رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وعلي لاريجاني مستشار القائد الأعلى للثورة. ولكن النقطة المهمة للنشطاء الاقتصاديين هي أنه من المقرر أيضاً أن يلتقي رئيس الوزراء الكوري الجنوبي مع مسؤولين من الشركات الكورية العاملة في إيران، بما في ذلك Samsung Electronics و LG Electronics و SK Network.

وفقاً لصحيفة همشهري، فقد تُنهي زيارة تشونغ سي كيون لطهران فترة من العلاقات التجارية الباردة بين البلدين. حيث أنه مع تصعيد العقوبات خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، توقفت الشركات الكورية مثل Samsung و LG رسمياً عن أنشطتها في إيران وتتوقع الآن إزالة الحواجز التي تحول دون عودتها إلى السوق الإيرانية. وقد جاءت الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الكوري الجنوبي منذ 44 عاماً في وقت كانت فيه العلاقات بين البلدين في أعلى مستوياتها على الإطلاق من التوتر، خاصة بعد تجميد أصول النقد الأجنبي الإيرانية واحتجاز ناقلة نفط كورية جنوبية. وقد وصل تشونغ سي كيون الآن إلى طهران بعد أيام قليلة من إطلاق سراح ناقلة النفط الكورية، ولكن لم ترد أنباء عن إطلاق سراح الأموال الإيرانية. وفي الوقت ذاته، تجري محادثات جادة لإحياء الاتفاق النووي، ومن المحتمل أن يكون الإفراج عن ما لا يقل عن 7 مليارات دولار من أصول النقد الأجنبي الإيرانية المجمدة جزءاً من اتفاق محتمل في محادثات فيينا.

حيث أكد بويا فيروزي، الأمين العام للغرفة الإيرانية الكورية، في حديث مع الصحيفة، “أنه تم تقديم آراء القطاع الخاص إلى غرفة التجارة الإيرانية من خلال الغرفة الإيرانية الكورية، وبهذه الطريقة، تم إرسال مجموعة من وجهات النظر والمطالب من مختلف المؤسسات لطرحها في المباحثات.” وأضاف: “إن أولوية القطاع الخاص في هذه المباحثات هي توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وكوريا ونقل رأس المال والمعرفة والتكنولوجيا. ونعتقد أن التوجه المستقبلي للتعاون الاقتصادي بين البلدين يجب أن يرتكز على نمط التنمية والإنتاج ووقف استيراد السلع التي يمكن إنتاجها محلياً”. وقال: “يجب انتظار بدء المحادثات السياسية بين مسؤولي البلدين لتوضيح المناخ العام للمحادثات حتى يكون لدينا صورة أفضل للآفاق المستقبلية بشأن العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين طهران وسيول. ونحن ننتظر حالياً لنرى ما ستؤل إليه نتيجة هذه المحادثات السياسية.

ورداً على سؤال مفاده أنه على افتراض أن التفاهم الانفتاحي والسياسي لفتح وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، دون إزالة العقبات أمام المصارف، بما في ذلك قضية مجموعة العمل المالي، فإلى أي مدى يمكن زيادة مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، أجاب “في غياب بنود مجموعة العمل المالي (FATF)، فإن المعاملات المصرفية والتجارة صعبة مع البلدان الأخرى، كما هو الحال مع المصارف الكورية الجنوبية”، مؤكداً أنه “إذا كنا نتطلع إلى فتح علاقاتنا الاقتصادية مع الدول الأخرى، بما في ذلك تحسين العلاقات المصرفية مع العالم، فيجب حل عقدة مجموعة العمل المالي، وذلك لأن مسار التعاون المصرفي العالمي، سواء أكان كورياً أو صينياً أو أي مصرف لدولة ما، فجميعهم يجب عليهم العبور من قناة مجموعة العمل المالي”.

الأمين العام للغرفة الإيرانية الكورية رداً على سؤال حول مدى تفاؤله بنجاح محادثات رئيس الوزراء الكوري الجنوبي في طهران، قال: “لا يمكننا أن نأخذ هذه المحادثات على محمل الجد إلا عندما تتخذ كوريا الجنوبية إجراءات عملية، ولا يمكننا أن نكون متفائلين حتى يتم الإفراج عن الأموال الإيرانية في المصارف الكورية الجنوبية وعودة العجلة التجارية والاقتصادية لإيران. على أي حال، سيكون تحرير أصول النقد الأجنبي علامة على تحسن العلاقات، ويبقى أن نرى فيما إذا كان الطرف الآخر سيتعهد بالتزامات جادة لوصول إيران إلى هذه الأصول المحجوبة أم لا.”

وفقاً للأمين العام للغرفة الإيرانية الكورية، فقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الشهرين الأولين من هذا العام إلى أدنى مستوى ممكن في العقد الماضي؛ بحيث أنه خلال الفترة المذكورة 32 مليوناً و 770 ألف هي الصادرات الإيرانية إلى كوريا الجنوبية و 473 مليون دولار هي قيمة الواردات من كوريا الجنوبية حيث مجموعها نصف مليار دولار. وقد ذكّر فيروزي أيضاً بضرورة توفير إطار عمل حتى لا تترك الشركات الأجنبية، بما في ذلك الشركات الكورية الأخرى الشركات المحلية وراءها، وبالنظر إلى العلاقات العالمية، فلا يمكنهم بسهولة مغادرة الساحة تحت تأثير صانعي السياسة.

ستكون القيود غير القانونية على الوصول إلى موارد المصرف المركزي في سيول هي المحور الرئيسي للمحادثات. ووفقاً لصحيفة همشهري، لا يزال من غير الواضح فيما إذا كان مسؤولون من المصرف المركزي الكوري ضمن فريق التفاوض مع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي أم لا، وما إذا كان من المقرر عقد اجتماع مع حاكم المصرف المركزي الإيراني. حيث يُصر المصرف المركزي الإيراني على أنه في هذه المحادثات، لا ينبغي فقط توضيح أصول النقد الأجنبي للمصرف والبالغة 7 مليارات دولار، ولكن ستلاحق إيران أيضاً الغرامات المتأخرة عن سداد المبلغ. وبغض النظر عن محادثات رئيس الوزراء الكوري الجنوبي حول الأصول البالغة 7 مليارات دولار في طهران، فإن رغبة مسؤولي البلدين في إعادة مستوى العلاقات التجارية إلى ما قبل ترامب أمر بالغ الأهمية أيضاً.

الجدير بالذكر أنه قبل العقوبات الأميركية في عهد ترامب، كانت إيران تُصدر النفط ومكثفات الغاز والبتروكيماويات والكافيار إلى كوريا، بينما تستورد طهران سلعاً مثل السيارات والأجهزة المنزلية ومنتجات الصلب والهواتف المحمولة حتى بداية العقد الماضي حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين طهران وسيول 16 مليار دولار في السنة. حيث تأمل إيران في زيادة صادراتها النفطية إلى 2.3 مليون برميل يومياً وذلك من خلال رفع العقوبات الأميركية وإزالة العقبات التي تعترض علاقاتها المصرفية مع العالم، وكوريا الجنوبية التي كانت دائماً مشتر رئيسي وتقليدي للنفط، وخاصة مكثفات الغاز أصبح بإمكانها الآن أن تكون على قائمة المتقدمين والمشترين. وقد يكون تواجد رئيس وزراء كوريا الجنوبية بعد 44 عاماً خطوة ودلالة على الإرادة السياسية بين طهران وسيول لإنهاء الأجواء الباردة في العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومن هذا المنظور يجب الانتظار 3 أيام على الأقل لتتوضح نتيجة محادثات اليوم بين إيران وكوريا الجنوبية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: