الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 أبريل 2021 14:29
للمشاركة:

التهديدات الإسرائيلية لضرب المشروع النووي الإيراني بين الواقع والوهم

بالتزامن مع زيارة يقوم بها عدة شخصيات عسكرية أميركية إلى تل أبيب، وفي ظل المعارضة الإسرائيلية المستمرة للتوصل لتسوية ملف الاتفاق النووي، وتهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتكررة بتوجيه ضربة منفردة للمشروع النووي الإيراني، أجرت "جاده إيران" مقابلة مع الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل ياسين، لنقاشه حول منطقية الخيار الإسرائيلي بتوجيه ضربة منفردة للمنشآت النووية الإيرانية، وماهية الخطر الحقيقي الذي تشكله إيران بالنسبة لتل أبيب اليوم.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل ياسين، اعتبر أن “الحديث الإسرائيلي عن توجيه ضربة لإيران ضرب من الخيال، فهي تتحدث عن الخطر النووي الإيراني منذ عقدين من الزمان، وخلال هذه الفترة لم تطلق إلا مجرد تهديدات وتحذيرات”. ولفت ياسين إلى  أن إسرائيل تعترف بأن المشروع النووي الإيراني يشكل خطرًا بالنسبة لها لأنه يفقدها التفوق العسكري في المنطقة، لكنها وفي المقابل تعترف بأن أي عمل ضد إيران سيترتب عليه ضربات إيرانية للعمق الإسرائيلي وهي غير مستعدة لذلك. بالتالي تسعى تل أبيب لأن يتولى المجتمع الدولي هذه المهمة نيابة عنها، إما بمواجهة إيران عسكريًا أو تشديد العقوبات ضدها لثنيها عن تطوير برنامجها النووي”، مضيفًا أن الخطر الإيراني شكّل تهديدًا وفرصة لإسرائيل في ذات الوقت فقد منحها الفرصة لاختراق العالم العربي تحت دريعة “الخطر الإيراني”.

وتابع ياسين، بأن “إيران دولة لديها خبرة في مواجهة التهديدات الخارجية، وقد أخذت العبرة من المفاعل النووي العراقي، لذلك نشرت مشروعها النووي في عدة مناطق، بالتالي حتى لو امتلكت إسرائيل قنابل ذكية فإنها لن تسعفها في مواجهة المشروع النووي الإيراني، لمحدودية قدرتها على اختراق المسافات في حين تتواجد المنشآت النووية الإيرانية في عمق الأرض”.

وفي إجابته على سؤال حول الخطر الإيراني الحقيقي المحدق بإسرائيل اليوم، قال ياسين إن “إسرائيل في الحقيقة تخشى من كل شيء سواء المشروع النووي أم الصواريخ البالستية أم حلفاء إيران في المنطقة، إلا أنها وفي ذات الوقت تميّز بين الخطر التكتيكي الآني والخطر الاستراتيجي بعيد المدى، فعلى سبيل المثال هي تعتبر أن حلفاء إيران في قطاع غزة يمثلون تهديدًا تكتيكيًا قابل للاشتعال في أي لحظة، ولكن التهديد الاستراتيجي الأكبر والأخطر يأتي من إيران والمنطقة الشمالية على وجه التحديد، لأن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترى أن إيران وحزب الله اللبناني لديهم قدرات عسكرية كبيرة وصواريخ عالية الدقة، تستطيع ضرب العمق الإسرائيلي والمنشآت الاستراتيجية هناك كحقول الغاز، وفي حال تحقق هذا السيناريو فإن تل أبيب ستواجه معضلة حقيقية إذ لن تتمكن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي من مواجهة هذا الكم من الصواريخ، وفي حال فشلت في التحدي فستواجه أزمة ثقة كبيرة داخليًا”. 

وأوضح ياسين أن “إسرائيل تعمل منذ سنوات في المنطقة الرمادية، أي أنها تتعمد مواجهة إيران بصورة خفية لا تحملها المسؤولية، كقيامها بعمليات اغتيال لشخصيات إيرانية أو توجيهها ضربات سيبرانية لبعض المنشآت الإيرانية، فخلال الفترة الممتدة 2011-2013 التي أسمتها إسرائيل سنوات الحسم في مواجهتها مع إيران لم  تقدم على أي مواجهة حقيقية وجريئة مع طهران”.

وأِشار ياسين إلى  مدى خطورة الجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة على إسرائيل، قائلًا “تتحدث التقديرات الأمنية الإسرائيلية عن إمكانية توجيه إيران ضربات للمنشئات الاستراتيجية الإسرائيلية من اليمن وعن امتلاك جماعة أنصار الله الحوثي طائرات مسيّرة انتحارية وهجومية، كذلك تحظى إيران بهذه القدرة من الداخل العراقي والسوري واللبناني، بالتالي فإن الحديث الإسرائيلي عن توجيه ضربة منفردة لإيران هو مجرد حديث للاستهلاك الإعلامي”.

ياسين لفت إلى  أن هناك بعض التقديرات الصادرة عن الأجهزة الأمنية أخيرًا، ترى أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى  تسوية ملف الاتفاق النووي الإيراني، بشرط أن يتم تحسن هذه الشروط، وأهمها أن يكون هذا الاتفاق بدون سقف زمني محدد، كذلك أن يكون للمراقبين الدوليين كامل الحرية لمراقبة المنشآت النووية الإيرانية”. 

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: