الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 أبريل 2021 02:54
للمشاركة:

محادثات فيينا.. تُمهد الطريق لعودة واشنطن وطهران للاتفاق النووي

تنبعث من جديد إشارات أمل من العاصمة النمساوية فيينا، في مسار تسوية لعودة واشنطن وطهران للاتفاق النووي الموقع عام 2015. فبعد انتهاء المباحثات التمهيدية يوم الجمعة 9 نيسان/ أبريل، حول مصير الاتفاق النووي، برعاية أوروبية استمرت لأربعة أيام على مستوى نواب وزراء خارجية إيران وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، أبدت جميع الأطراف تفاؤلاً بأن المحادثات على طريقها الصحيح، معلنين رغبتهم بالحفاظ على الإيجابية التي توصلوا إليها، من خلال متابعة الاجتماعات الأسبوع المقبل في فيينا.

أما على الجانب الآخر من المباحثات فكان الوفد الأميركي يتابع التطورات عن كثب، عبر الوسيط الأوروبي، فلم يحظ بمقعد على طاولة المحادثات، لعدم رغبة طهران بالتفاوض بشكل مباشر مع واشنطن، قبل رفع جميع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على طهران، سواء العقوبات التي عادت بانسحابه من الاتفاق النووي في أيار/ مايو 2018، أو تلك التي فرضتها من خلال سياسة “الضغط الأقصى” لإعادة طهران لطاولة المفاوضات حول ملفها النووي أو تلك التي تتعلق بملفات النفوذ الإيراني في المنطقة.

تصرُّ طهران على عدم التوقف عن المضي أنشطتها النووية، قبل رفع جميع العقوبات الأمريكية وعودتها للاتفاق النووي. غرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر” جميع العقوبات التي فرضها ترامب كانت ضد الاتفاق النووي ويجب إزالتها، بغض النظر عن التسميات التعسفية.. يجب أن تعود أميركا التي تسببت بهذه الأزمة للامتثال الكامل أولاً وسترد إيران بالمثل بعد التحقق منها”.

عقب انتهاء محادثات فيينا أكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقشي “أمامنا طريق مليء بالعراقيل ويتطلب الكثير من العمل، الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية قوية من جانب أميركا لتقرر إلغاء جميع العقوبات، ونأمل في تحقيق النتائج”

وأشار عراقشي إلى التقدم الذي أحرزته لجان الخبراء في محادثات فيينا وقال “يمكن القول إنهم دفعوا العمل للأمام وباتت بعض الإجراءات التي ينبغي الطرفان إتباعها أكثر وضوحاً عن ذي قبل”.

في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن إدارة الرئيس جو بايدن لن ترفع العقوبات عن طهران، إلا بعد عودة إيران للامتثال للاتفاق النووي. وأضاف أن الرد سيشمل رفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي، دون الإفصاح عما إذا كان الرفع سيشمل العقوبات المرتبطة بما تعتبره أميركا “دعم طهران للإرهاب”.

ووصف الأخير المحادثات الأخيرة في فيينا بأنها “بناءة” رغم أنه قال “يجب أن لا نسمح للتوقعات بأن تتجاوز ما نحن عليه الآن”.

روسيا والصين أيضاً أعلنتا عن ارتياحهما للتقدم في المباحثات الهادفة لإعادة طهران وواشنطن لالتزاماتهما ضمن الاتفاق النووي. حيث .. السفير الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا غرد على تويتر “ستعاود اللجان الاجتماع الأسبوع المقبل من أجل الحفاظ على الزخم الإيجابي”.

أما ممثل الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانغ تشون صرّح للصحفيين عقب انتهاء المحادثات في فيينا ” قلصت جميع الأطراف خلافاتها، ونعيش في حالة من الإيجابية باتجاه اتفاق تدريجي”.

كذلك، أشاد الاتحاد الأوروبي الذي ترأس المحادثات في فيينا، عبر بيان صدر عن نائب الأمين العام للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية إنريكي مورا، بمواقف الدول المشاركة ولفت إلى تبادل الآراء البناءة التي تتجه نحو تحقيق النتائج.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: