الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 أبريل 2021 07:14
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – خطر كورونا يحوم من جديد فوق إيران

تطرقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال لـ"مهدية بهارمست"، لموضوع دخول إيران في الموجة الرابعة من انتشار وباء كورونا. حيث استطلعت الصحيفة آراء خبراء في مجال الأمراض المعدية، شددواً خلال حديثهم على ضرورة إغلاق البلاد لمدة أسبوعين للسيطرة على الموجة.

انتشرت التكهنات أمس حول الحجر الصحي في طهران، وحتى أن وزارة الصحة أعلنت في بيانها الأخير أن 257 مدينة في البلاد هي ضمن حالة الخطر وأن البلاد بحاجة لعطلة ضرورية لمدة أسبوعين. وخلافاً لذلك، فإن هناك احتمال لزيادة عدد الوفيات اليومي إلى أكثر من 600 شخص. ولكن بعد أقل من ساعة على البيان، ورد أن الوزارة أعربت عن أسفها لما قيل ونفت الإعلان عن ضرورة إغلاق البلاد لمدة أسبوعين. ولكن هذه المرة كالعادة، تدخل محافظ طهران وأعلن رفع الحجر الصحي عن طهران. حيث يتم تطبيق القيود فقط لمدة أسبوعين ويمكن تمديدها حسب الحاجة.

وكذلك عندما أعلن وزير الصحة أن العالم فوجئ بالسيطرة على كورونا في إيران. ففي ذلك الوقت، أذهلنا ما قاله أيضاً. وخلافاً لذلك، خفّضت جميع البلدان عدد الوفيات إلى أقل من 10 أشخاص من خلال توفير اللقاح وبدء التطعيم. وفي غضون أسبوع، تضاعف عدد الوفيات في إيران بسبب كورونا. ولقاح الكورونا متوفر أيضاً بجرعات صغيرة (بالتنقيط)، وتم تطعيم أقل من واحد بالمائة من الإيرانيين حتى كتابة هذه السطور. والآن، مع بدء عطلة النوروز وتهور الحكومة، سافر أكثر من مليون شخص وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة، حيث أن أكثر من 6000 منهم مصابين بالكورونا، وقد قاموا بالسفر من خلال وسائل النقل العام ولمسافات بعيدة ضمن أماكن مغلقة. وفي الأسبوع الثاني سمعت همسات عن بداية الذروة الرابعة. ولكن لم تكن هنالك آذان تُصغي لذلك. وفي نهاية المطاف، بلغ عدد الوفيات أمس 193، تلاها 257 مدينة ضمن حالة الخطر. ولهذا السبب، طلب العديد من الخبراء وخبراء الصحة من الحكومة الإغلاق الفوري لطهران وغيرها من المدن ذات الحالة الخطرة لمدة 10 أيام.

غير أن وزير الصحة نمكي اعترف أمس، بأن بعض الناس يريدون التعويض عن إفلاسهم السياسي من خلال الوفيات، قائلاً “البعض يستخدم كورونا وموت أهل هذه البلاد كأداة سياسية حتى يتمكنوا من تعويض إفلاسهم السابق وإعادته إلى طبيعته في الأشهر المقبلة”. وبالطبع، من هو الذي لا يعرف أن الحكومة فضّلت الدورة الاقتصادية على حياة وصحة الناس في هذه الأشهر الأربعة عشر. ولكن اعتراف وزير الصحة نقطة مهمة. حيث يبدو أن وزارة الصحة هذه المرة ألقت الكرة في ميدان الحكومة، رغم أن القرابين هم دائماً الناس.

مع ذلك، أعلن الدكتور حريرتشي نائب وزير الصحة أمس عن تفاصيل إغلاق الوظائف في المدن ذات الحالة الحرجة لمدة أسبوعين. وفي إشارة إلى بعض هذه القيود، قال حريرتشي: “على سبيل المثال، يجب إغلاق وظائف المجموعة الثانية في المدن ذات الحالة الخطرة لمدة أسبوعين من يوم الإعلان. وتشمل هذه المهن الحدائق ومراكز الترفيه في مجملها، ومجموعات المحلات المفتوحة والمغلقة، والأسواق الداخلية، ومراكز التسوق الكبيرة والأسواق المؤقتة، بما في ذلك الأسواق النهارية والمحلية”. وأضاف: “وكذلك، مراكز ترقيم المركبات، ومصففي الشعر الرجالي والنسائي، ومراكز بيع مستحضرات التجميل، وبيع السجاد، والأدوات المنزلية، والأثاث، وديكورات المباني، ومراكز الألعاب والمنتجات الثقافية ومحلات الملابس والحقائب والأحذية وما إلى ذلك واستوديوهات التصوير الفوتوغرافي ووكالات الاستشارات العقارية والمطاعم والمقاهي وما إلى ذلك، يجب إغلاقها بالكامل ضمن المدن ذات الحالة الحرجة ولا ينبغي أن تحظى بقبول أصحاب المهن أي يجب أن تُفرض”. وقال حريرتشي إن وزارة الصحة والأجهزة المسؤولة ووزارة الصناعة والتعدين والتجارة والنقابات والنقابات المعنية هي المسؤولة عن مراقبة هذا الإغلاق.

وتعليقاً على الوظائف التي سيتم إغلاقها في المدن ذات الحالة شبه الحرجة قال حريرتشي: “قائمة وظائف المجموعة 3 التي سيتم إغلاقها في هذه المدن تشمل الصالات، والمسابح المغلقة والنوادي الرياضية والمقاهي و …الخ التي يجب إغلاقها على مدار 24 ساعة في اليوم”. وأضاف “أيضاً معاهد تعليم الموسيقى واللغات يجب أن يكون العدد الأقصى بها 10 أشخاص والمتاحف والمسارح ورياض الأطفال يجب إغلاقها في هذه المدن”. ولكن هل يكفي إغلاق الوظائف في المدن ذات الحالة الحرجة لمدة أسبوعين لتجاوز ذروة كورونا الرابعة!؟

في هذا الصدد أوضح الدكتور مسعود مرداني، عضو اللجنة الوطنية لهيئة مكافحة كورونا، حول أزمة كورونا أنه “للأسف، وضع كورونا في طهران اليوم أسوأ بكثير مما يدركه الآخرون وذلك لأننا في الطليعة. وبالطبع، لا ينبغي أن يكون من الصعب على الناس فهم هذه المأساة. وربما معدل المصابين والجالسين في المشافي آخذ في الازدياد. وإذا استمر هذا، فإن عدد الوفيات سيكون كارثياً. وعلى الرغم من أنه لا يمكنني التعليق في الوقت الحالي على عدد الوفيات في الأيام القليلة المُقبلة، إلا أنه عادة ما يكون أعلى من الرقم المعلن عنه اليوم”.

وأضاف أخصائي الأمراض المعدية أنه “في حال كانت عملية التطعيم بطيئة ومتأخرة كما في الماضي، فسنستمر في مغادرة ذروة ودخول ذروة تالية. وإذا لم تصل الأجسام المضادة للأشخاص إلى المستوى المناسب وكذلك لم يتم تطعيم نصف الشعب، فإن هنالك احتمالية لصعودنا إلى الذروة الألف”.

إذا لم يتم تطبيق عطلة العشرة أيام، فسنواجه كارثة بعيدة كل البعد عن ما يتخيله العقل. ورغم أنه منذ فترة، وبعد دراسة هذه القضايا، اتفق جميع أعضاء اللجنة العلمية للهيئة الوطنية لمكافحة كورونا على ضرورة إعلان عطلة كاملة لمدة 10 أيام في المناطق الحرجة، حتى أنه لم يكن لدينا شخص واحد يخالف هذا الرأي، وبهذه التفسيرات نتمنى أن يتم تطبيق العطلة في القريب العاجل، حتى نتمكن في الشهرين المقبلين من تقليل عدد وفيات كورونا مرة أخرى.

من جهته، قال الدكتور حميد عمادي، أخصائي الأمراض المعدية والمدارية عن الوضع المقلق لكورونا في إيران: “يتزايد عدد المرضى المحولين إلى المستشفى يوماً بعد يوم، وكما تعلم لا يوجد سرير فارغ للمرضى في وحدة العناية المركزة. وحالة المستشفى سيئة للغاية بالنسبة لمرضى كورونا. وإذا استمرت عملية التطعيم بنفس الطريقة، فلن يتم السيطرة على كورونا وإيقاف وذرواتها في أي وقت قريب. ومع ذلك، أتمنى أن يكون لقاح كورونا متاحاً للجميع في أسرع وقت ممكن”.

وأضاف: “لذلك، من أجل السيطرة على هذه الذروة الأخيرة، من الأفضل إغلاق البلاد لمدة أسبوعين على الأقل. والعطلة لمدة أسبوعين مهمة للغاية بالنسبة لطهران والمدن الحرجة الأخرى. وإذا لم يحدث هذا، فإن السلطات سترتكب خطأً كبيراً. وفي رأيي، يجب تطبيق العطلات في طهران اعتباراً من يوم غد، وذلك لأن عدد المرضى المحولين إلى المستشفيات قد ارتفع بشكل حاد.

وقال أخصائي الأمراض المعدية عن الوضع بعد العطلة التي تستمر لأسبوعين: “بالطبع، بعد أسبوعين من الإغلاق، إذا تركنا الناس كما كانوا قبل عام، فمن المرجح أن يتدهور الوضع مرة أخرى. ومع ذلك، فإن إجازة لمدة 10 أيام ضرورية حقاً لطهران وذلك لأن الوضع سيء للغاية بحيث لا يوجد سرير لعلاج المرضى في المستشفى. ولا يزال العديد من المرضى ذوي الحالات الحرجة ينتظرون دخولهم المستشفى.

وشدد عمادي على انخفاض عمر المرضى، وقال: “في الآونة الأخيرة، أغلب المرضى الذين يذهبون إلى المستشفى هم من الشباب وذي حال سيئة ويعانون من تأثر حاد في الرئة. وبالطبع كما هو الحال في خوزستان، فقد توفى أطفال يبلغون من العمر سنة وتسعة أعوام بسبب المرض، ويمكن أن يحدث الشيء ذاته في طهران. لذلك، ومن أجل عدم تكرار مثل هذه الحوادث أحث العائلات على الاهتمام أكثر بأطفالهم، حيث قد يشارك الأطفال في نقل المرض لأفراد الأسرة الآخرين، ولكنهم هم أنفسهم أقل عرضة للإصابة بمشاكل في الرئة.

وأضاف: ليس لدي اهتمام بتوقع زيادة في الوفيات، ولكن ما نراه في المستشفيات هو علامة على كارثة كبيرة أمامنا. ومع ذلك، في رأيي الجميع ملومون على الذروة الرابعة، وذلك لأن شخصاً واحداً أو مؤسسة وجماعة معينة ليسوا مسؤولين عن الوضع المأساوي اليوم، ولكن كل واحد منا بما في ذلك الشعب ووزارة الصحة والحكومة هم المسؤولون عن الأزمة الحالية.

بدوره، قال الدكتور جمال ميرزايي، أخصائي الأمراض المعدية عن الأزمة الأخيرة في طهران: “توقعنا الذروة الرابعة نهاية العام الماضي. وفي هذا الصدد، قمنا بتذكير الناس مراراً وتكراراً بالممارسات الصحية مثل عدم الذهاب للأسواق والتسوق، وقلة مشاهدة المعالم السياحية والزيارة وتقييد السفر في أيام النوروز، ولكن للأسف كانت هذه بعض الأشياء التي لم نُحبّذ توقعها ولكنها حدثت.”

وقد تجاوزت نتيجة الذروة الرابعة تنبؤاتنا حيث شهدنا بعد عطلة النوروز مباشرة موجة جديدة من كورونا وزيادة في عدد المرضى الذين يزورون المستشفيات والعيادات. ومع زيادة عدد الحالات في المشافي يزداد عدد الوفيات. وهذه الأزمة أو الذروة الجديدة ما هي إلا عدم اتباع للوائح الصحية وعدم الالتفات للتعليمات الصحية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: