الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 أبريل 2021 07:03
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – من طوابير الدجاج الصباحية إلى صعوبة تأمين إفطار رمضان

عرضت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في تقرير لها، غلاء الأسعار في إيران مع اقتراب شهر رمضان. حيث أوضحت الصحيفة أن الأسعار حالياً في السوق الإيراني تصعّب على المواطنين الحصول على المواد الأساسية لموائدهم الغذائية.

 مع بقاء أقل من أسبوع حتى بداية شهر رمضان، يزداد سعر المواد الغذائية في سلة الأسرة يومًا بعد يوم. في السنوات الأخيرة دأبت حكومة التعقل والأمل، أي حكومة الرئيس حسن روحاني، مع حلول شهر رمضان المبارك على إعلان إجراءات للسيطرة على أسعار ضرورات الناس وخاصة المواد الغذائية لأنه في اعتقادهم يجب على المواطنين أن يعبدوا الله ويصوموا شهر رمضان براحة البال ودون القلق على معيشتهم. لكن الوضع مختلف هذا العام. تصاعد فيروس كورونا وعجز الحكومة عن السيطرة عليه والقرارات الساعية والتي لا أساس لها التي اتخذت لمنع المزيد من انتشار فيروس كورونا من جهة والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والانخفاض الحاد في القوة الشرائية للشعب من ناحية أخرى، ضيقت المجال للعائلات الإيرانية وجعل مائدة رمضان أصغر.

تظهر نظرة على البيانات الإحصائية لمركز الإحصاء الإيراني متوسط سعر المواد الغذائية خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة عشية شهر رمضان المبارك، أنه ليس لدى الحكومة خطة محددة على جدول الأعمال لتوريد ومراقبة أسعار المواد الغذائية عالية الاستهلاك. في الواقع على الرغم من أن الحكومة ملزمة بموجب القانون بالتحكم في أسعار السلع الأساسية ومراقبة أسعار السلع في السوق باستمرار لمنع الإفراط في البيع وزيادة الأسعار فإن أزمة الدجاج في الأشهر الأخيرة أظهرت أنه ليس هناك رغبة في السيطرة على السوق من الحكومة.

حتى السنوات الماضية كانت العقوبات ذريعة جيدة للحكومة لإلقاء اللوم على زيادة الأسعار والامتناع عن القيام بعملها لكن الآن يبدو أن عذرًا آخر يسمى كورونا دفع الحكومة إلى إلقاء اللوم على عدم كفاءتها خاصة هذه الأيام. تفاصيل جديدة لإغلاق المجموعات 2 و 3 و 4 في المدن البرتقالية والحمراء مما سيكون له بلا شك تأثير مباشر على الأسعار في السوق.

المخاوف بشأن أسعار الدجاج ليست سوى واحدة من التحديات التي تواجه الناس هذه الأيام عشية شهر رمضان المبارك. إن إلقاء نظرة على أسعار المواد الغذائية الأخرى مثل الأرز واللحوم ومنتجات الألبان وما إلى ذلك يظهر بوضوح أنه في شهر رمضان هذا العام ستكون مائدة مجموعة كبيرة من الناس فارغة جداً! وبحسب إحصائيات صادرة عن مركز الإحصاء الإيراني فإن سعر الأرز الذي يعتبر القوة المهيمنة للإيرانيين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ارتفع بنسبة 42٪. في الواقع إذا اشترت عائلة إيرانية كيلوغرامًا من الأرز بسعر 12500 تومان في نيسان/أبريل من العام الماضي فعليها اليوم إنفاق أكثر من 34000 تومان لشراء كيلوغرام من الأرز الإيراني(1$= 25050 تومان، بسعر السوق). كما أن زيادة أسعار لحم الضأن الأحمر بنسبة 53 في المائة وزيادة لحم البقر ولحم العجل بنسبة 44 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي تؤكد تهور الحكومة في السيطرة على أسعار الأطعمة البروتينية. في غضون ذلك أكد مسؤولون من وزارة الصحة وخبراء التغذية مرارًا أنه من أجل الحفاظ على صحة جيدة وتقوية جهاز المناعة لمنع الإصابة بفيروس كورونا يجب أن تصل الكمية الضرورية من البروتين إلى الجسم.

إذا افترضنا أن توفير اللحوم الحمراء غير ممكن للعديد من الأسر فيجب أن نفكر في استخدام بديل مثل الدجاج لاستهلاك الطعام. ارتفعت أسعار الدجاج بأكثر من 76 في المائة في عام واحد فقط.

لكن مع مراجعة أسعار الألبان في السوق ومراجعة اتجاه نمو أسعار الألبان على مدى السنوات القليلة الماضية تظهر أيضًا أرقامًا غريبة. وبحسب إحصائيات مركز الإحصاء الإيراني، كان سعر الكيلوغرام الواحد من اللبن الزبادي 3700 تومان بينما هذا العام تم تقديم كيلوغرام واحد من اللبن بسعر 9500 تومان. بمعنى آخر ارتفع سعر اللبن بأكثر من 163 في المائة.

كما ارتفعت أسعار منتجات الألبان الأخرى في السوق بحيث ارتفع سعر لتر واحد من الحليب المبستر بنسبة 30٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي من 6100 تومان إلى 8000 تومان. كما ارتفع سعر عبوة الجبن التي تزن 500 جرام بنسبة 30٪. وارتفع سعر الزبدة إلى مستوى قياسي مقارنة بالعام الماضي. في العام الماضي تم تقديم قالب زبدة 100 جرام بسعر 4600 تومان بينما يتم الآن تقديم هذا العنصر الغذائي بمتوسط سعر 10000 تومان في المتاجر.

يعتبر الشاي مع السكر من أكثر المواد التي تستهلكها الأسرة في شهر رمضان المبارك. شهد سعر السكر في جدول أسعار المواد الغذائية أعلى نمو هذا العام. وعليه بلغ سعر كيلوغرام واحد من السكر في نيسان/ أبريل من العام الماضي 8500 تومان بينما يُعرض الآن كيلوغرام واحد من السكر في السوق بسعر 24 ألف تومان. كما تقدم عبوة شاي سعة 500 جرام والتي تم بيعها بسعر 59000 تومان العام الماضي بمعدل 89000 تومان لكل عبوة بزيادة قدرها 51٪.

كما أن من أكثر المواد الغذائية استهلاكا للأسر والتي واجهت تقلبات أسعار عدة مرات في السنوات الماضية معجون الطماطم والذي ارتفع بنسبة 70٪ من 17000 تومان للكيلوغرام الواحد إلى 29000 تومان. وبالمثل شهد الزيت نمواً بنسبة 72٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

بالأمس كانت قوائم الانتظار لشراء الدجاج لا تزال قائمة ولكن بسبب وضع الدجاج المجمد في السوق تم تقليص قوائم الانتظار إلى حد ما. مع زيادة المعروض من الدجاج في السوق تمت إزالة القيود المفروضة على شراء دجاجتين لكل شخص ويمكن للمواطنين الحصول على المزيد من الدجاج. في غضون ذلك تتواصل التكهنات حول أسباب أزمة الدجاج. في غضون ذلك، أشار المتحدث باسم الحكومة علي ربيع إلى العقوبات باعتبارها السبب الرئيسي لأزمة الدجاج. وبالطبع فإن رئيس هيئة الزراعة ورئيس البرلمان قد صرحا بأن المشاكل الهيكلية والإدارية هي سبب الوضع الحالي. أوضح مهدي يوسف خاني رئيس نقابة تجار الدواجن والأسماك في طهران أمس أسباب الفوضى في السوق. وردا على سؤال حول دور وزارة الجهاد للزراعة في موضوع اضطرابات الدواجن قال: “سلسلة التوريد ضعيفة حقًا وعندما يكون العرض ضعيفًا يكون العرض منخفضًا. إذا كان الإنتاج كافياً فلن تكون هناك مشكلة في العرض التوريد على الإطلاق. حوالي 10٪ من المشاكل كانت في دورة التوزيع ومراكز البيع بالتجزئة لكن 90٪ من المشاكل كانت تتعلق بعملية توريد هذا المنتج وارتفاع أسعاره وانتهاكات مزارعي الدواجن”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: