الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 أبريل 2021 08:16
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – الصيد في مياه فيينا العكرة

ناقشت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"حانية مسجودي"، موضوع الاجتماع الذي عقد في فيينا، وتأثيره على الداخل الإيراني. ورأت الكاتبة أن الليبراليين والغربيين الداخليين يحاولون خفض سعر صرف الدولار في الفترة التي تسبق الانتخابات من خلال إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ورفع بعض العقوبات النووية، بهدف الفوز في الانتخابات.

انعقد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا. ومع كل التحليلات والتكهنات والتوقعات استؤنف الاجتماع يوم أمس في فيينا. وهذا الاجتماع هو استمرار للاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للاتفاق النووي والذي بدأ يوم الجمعة 2 نيسان/ أبريل وتم عبر الانترنت. وخلال الأيام الأخيرة ومع اقتراب هذا الاجتماع، وأولئك الذين كانوا ينتظرون الإشارات الغربية للتوسط بين إيران والولايات المتحدة جعلوا من أسواقهم ساخنة وكما جعلوا من تحليلاتهم تبدو منطقية.

ولكن منطقية من أيّ منطلق. في البداية رأى الكثيرون في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا وسيلة لتبادل الشروط بين إيران والولايات المتحدة، وذلك لأن مشكلة إيران الرئيسية هي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم رفع العقوبات النووية وغير النووية. ومن ناحية أخرى كان السبب لسلوك وخطوات إيران لتقليص التزاماتها. وأما التحليل الثاني فيتعلق بالعلاقة التي لا تنفصم بين أوروبا والولايات المتحدة ودور هذه العلاقة في نكث العهود لبريطانيا وألمانيا وفرنسا في الاتفاق النووي. وفي الوقت ذاته، فإن أولئك الذين يعتقدون أن هذا الوقت هو المناسب لتقليل التوترات مع الولايات المتحدة يتحدثون عن ضرورة استئناف الحوار والمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ويؤكدون أن إيران ليس لديها أي مشكلة مع أوروبا والمشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة؛ لذلك فإن عقد هذا الاجتماع هو من أجل تبادل شروط البلدين. وفي خضم ذلك، صرّح كبار مسؤولينا مراراً وتكراراً بأنه لن نجري أي محادثات مباشرة أو حتى غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا ولكن في المقابل تصدح وسائل الإعلام الحكومية بإحياء الاتفاق النووي ويقترحون سياسة تدريجية لعودة أميركا لهذه الاتفاقية.

ظهر يوم الجمعة وبعد الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين، ترددت أنباء عن أنه كان من المقرر أيضاً حضور الوفد الأميركي في فيينا في نفس اليوم وذكرت بعض وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة حضرت الاجتماع أيضاً حيث صرّح عباس عراقتشي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، على الفور في محادثة مع “بابيان” أن الأعضاء الحاليين فقط في الاتفاق النووي سيكونون حاضرين في اجتماع يوم الثلاثاء في فيينا، وقال: لن تحضر الولايات المتحدة أي اجتماع تحضره إيران، بما في ذلك اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، وهذا أمر محسوم.

ومن ناحية أخرى غرّد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن إيران والولايات المتحدة لن يلتقيا وأن هذا الاجتماع غير ضروري.

و لكن “روبرت مالي” المبعوث الأميركي في الشأن الإيراني، قال في رسالة على تويتر، في إشارة إلى اجتماع اللجنة المشتركة الذي عقد يوم الثلاثاء في فيينا، إن هنالك مفاوضات صعبة تنتظرنا.

وكما قال المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي مساء الجمعة إن واشنطن لا تتوقع إجراء محادثات مباشرة مع إيران في هذا الوقت.

وكما قال عراقتشي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، في الرابع من نيسان/ أبريل قبل مثوله أمام لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حول تصريحاته بأننا لن نجري أي محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة: ليس لدينا أي سياسة تدريجية (الخطوة بالخطوة) ولن نقبلها.

وفي خضم ذلك، ادعى مسؤول أميركي بأن الحكومة الأميركية لا تسعى للإبقاء على بعض العقوبات النووية كوسيلة ضغط ضد إيران.

وقد شدد ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، في بيان على أنه لن تجري محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا وأعرب في تغريدة عن أمله في أن يكون اجتماع الاتفاق النووي في فيينا بداية لعملية رفع العقوبات الأمريكية عن إيران وأن تعود طهران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق.

من ناحية أخرى ومن خلال دراسة مواقف الجانبين والنظر في أوضاع السياسة الداخلية للبلاد بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والأنشطة الانتخابية لجبهة الإصلاح يبدو أن الإشارة الداخلية هي أن الهدف الانتخابي هو للتأكيد على الوجود الأميركي في الاجتماع ومناقشة الاتفاق النووي ورفع العقوبات، على الرغم من حقيقة أن مسؤولي وزارة الخارجية صرحوا بأنهم لن يجروا أي محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة. ولكن يبدو أن رسالة جبهة الإصلاح إلى بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي وإعادة ربط جميع القضايا بهذا الحدث كانت خلف الكواليس.

حيث يبدو أن الليبراليين والغربيين الداخليين يحاولون خفض سعر صرف الدولار والبنود الأساسية في الفترة التي تسبق الانتخابات من خلال إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ورفع بعض العقوبات النووية، وذلك لتذكير الرأي العام مرة أخرى وإلقاء فكرة بأنه “إذا لم تكن هناك مجاعة في البلاد، فأنت مدين لنا بذلك”. وهي ذات الحيلة التي استخدموها في انتخابات 2013. ويبدو هذا التحليل منطقياً وذلك لأن الليبراليين في البلاد يعلمون أنه ليس لديهم فرصة للفوز في الانتخابات بسبب أفعالهم المشينة، ولهذا السبب يسعون إلى إعادة الانخراط في فكرة “الاعتماد على القدرة الداخلية” والتمسك بالنافذة الغربية كي لا يفقدوا السلطة.

على أي حال استؤنف يوم أمس الاجتماع الثامن عشر للجنة الاتفاق النووي المشتركة والسيد عباس عراقتشي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية يترأس وفدنا وسيرافقه ممثلون من أجهزة أخرى بما في ذلك المصرف المركزي ووزارة النفط وهيئة الطاقة الذرية. والجدير بالذكر إلى أن المشاورات الفنية ستكون ضمن إطار اجتماعات الخبراء في مجالي رفع العقوبات والقضايا النووية وهي من بين أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال هذا الاجتماع، وعلى هامش اجتماع اللجنة هنالك اجتماعات ثنائية مع رؤساء الدول الأعضاء في مجموعة الـ4+1. ويبقى أن نرى فيما إذا كان ممثل من الولايات المتحدة سيحضر اجتماع اللجنة المشتركة أو اجتماعات الخبراء ذات الصلة، كما تم التأكيد عليه أم لا.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: