الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 أبريل 2021 06:58
للمشاركة:

إيران والقوى الدولية في فيينا.. مساعي لكسر الجليد عن الاتفاق النووي

في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن للبيت الأبيض؛ شارك وفد أميركي بشكل غير مباشر في محادثات تمهيدية لإحياء الاتفاق النووي احتضنتها العاصمة النمساوية فيينا، وقد انطلقت المباحثات نهار الثلاثاء 6 نيسان/ أبريل 2021.

ورغم المساعي الأوروبية لعودة جميع الأطراف التي وقعت على الاتفاق عام 2015 إلى طاولة المفاوضات، إلا أن طهران أبت حضور الوفد الأميركي، قبل أن ترفع جميع العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على إيران، سواء العقوبات التي عادت بانسحابه من الاتفاق النووي في أيار/ مايو 2018، أو تلك التي فرضها بعد ذلك، حيث بلغت زهاء 1600 عقوبة.

الجدير ذكره، أن الإصرار الإيراني على رفض أي مشاركة للولايات المتحدة في محادثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي نتج عنه غياب العالم الأميركي عن الاصطفاف إلى جانب أعلام الدول الحاضرة، لكنه في ذات الوقت لم يمنع حضور وفد أميركي بالقرب من مكان انعقاد المفاوضات، حيث تواجد هذا الوفد برئاسة المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية روبرت مالي في فندق إمبريال، أما باقي الوفود المشاركة (إيران، روسيا، الصين، بريطانيا، ألمانيا وفرنسا) فقد أجرت المحادثات في فندق غراند، ليتحول الوفد الأوروبي لوسيط بين إيران وأميركا متنقلًا في سبيل ذلك بين الفندقين.

وترأس الوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية عباس عراقشي الذي تعرض لمحاولة اعتداء، قبيل اجتماع الدول المشاركة في الاتفاق النووي، من قبل أحد أفراد المعارضة الإيرانية المقيم في النمسا بعد أن وجه له عبارات مسيئة، ما دفع السفارة الإيرانية في فيينا لمطالبة الشرطة النمساوية بتوفير الأمن للوفد الإيراني المشارك في اجتماع اللجنة النووية.

رغم إعلان عراقشي عن تفاؤله بالمحادثات الجارية خلال اجتماع اللجنة المشتركة في فيينا، ووصفها بالبناءة وأنها في المسار الصحيح، إلا أنه شدد على ضرورة رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده، لإحياء الاتفاق النووي. معلناً عن استعداد طهران لتعليق إجراءاتها النووية الأخيرة فور رفع العقوبات والتحقق من ذلك والعودة إلى تنفيذ كامل الاتفاق.

في المقابل أكد رئيس الوفد الأميركي، المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأميركية، على عدم جدية طهران في العودة للاتفاق النووي، بسبب إصرارها على رفع العقوبات قبل العودة إلى التزاماتها النووية. واصفاً محادثات فيينا بالخطوة الأولى في مسار طويل يهدف لإعادة واشنطن وطهران للالتزام بالاتفاق المبرم عام 2015.

أوروبياً، غرد نائب الأمين العام لشؤون العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا على تويتر وجوب الاستفادة الفصوى من الفضاء الدبلوماسي لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح وقال أن المحادثات كانت إيجابية وبناءة.

أما مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف وصف بتغريدة له أن اجتماع اللجنة المشتركة كان ناجحاً، وأضاف أن إعادة إحياء الاتفاق النووي لن يكون أمراً فورياً، والأمر يتطلب وقتاً، لكن العمل على تحقيق ذلك قد بدأ.
عقب انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة، تم الاتفاق على تأليف لجنتين واحدة لمتابعة رفع العقوبات والثانية تختص بالتقنية النووية، التي بدأتا بالعمل مباشرة. وبعد ساعات من انطلاق عمل اللجنتين أفادت الوفود المشاركة أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ستعاود الانعقاد يوم الجمعة 9 نيسان/ أبريل 2021، حيث سيستمر عمل اللجان المشكلة إلى أن تلتئم اللجنة مجددًا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: