الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 أبريل 2021 05:11
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – هل تغير الموقف الأميركي قبيل مفاوضات فيينا؟

أجرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، مقابلة مع عدد من الخبراء، للوقوف عند تفسيرهم لما اعتبرته تغيّر في الموقف الأميركي قبل اجتماعات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق النووي. حيث شدد الخبراء على ضرورة أن تستغل إيران الوضع العالمي الحالي وعدم التهاء قوى البلاد السياسية بالصراعات الداخلية، والتعامل بذكاء مع الوضع الحالي.

تظهر كلمات محمد باقر قاليباف وتغريدات محمد جواد ظريف أن الحكومة والبرلمان يعتبران النهج الجديد للحكومة الأميركية أمر مرتبط بأفعالهما. اعتبر ظريف أن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة قد أعادت الأميركيين أخيرًا إلى رشدهم. لكن يعتقد قاليباف اعتقادًا راسخًا أن قانون رفع العقوبات قد فتح المجال للصناعة النووية وغير اللعبة أحادية الجانب.

في هذا السياق، اعتبر الخبير في الشؤون النووية أبو الفضل ظهروند، في حديث مع الصحيفة، أنه “لا يوجد تغيير في اللهجة الأميركية، ثانيًا ليس هناك تحرك في السياسة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الإجراءات”، مؤكداً أنه “في مسائل المصلحة الوطنية والأمن، ستكون وجهة النظر الحزبية الأسود والأبيض مكلفة بالتأكيد”.

وأشار ظهروند إلى أن “خطوات الحكومة الأخيرة سارت إلى جانب القرار البرلماني والاتفاق الإيراني الأخير مع الصين جنبًا إلى جنب لطي الصفحة لصالح جمهورية إيران الإسلامية لكن يجب ألا ننسى أن وضع الأميركيين في المنطقة هو سيئ للغاية لدرجة أنه عند هذه النقطة يمكن لأدنى زلة وضع بايدن وفريقه أمام أسوأ وقت. لذا فإن الموقف المهتز للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان والانتصارات الدراماتيكية لليمنيين والمقاومة السورية لم تترك مجالاً لمسؤولي البيت الأبيض للإصرار على موقفهم بعد الآن.”

وأكد أبو الفضل ظهروند أن “أميركا لم تغير في سلوكها”، مشيراً إلى أن “فريق بايدن يحاول العودة إلى الاتفاق النووي بأقل تكلفة ممكنة وإقناع إيران ليس فقط بالوفاء بالتزاماتها في الاتفاق ولكن أيضًا للدخول في مفاوضات في مجالات أخرى”، مضيفاً “السياسة تتحرك بين صفر وواحد. لا يمكن القول صفر أو واحد. إذا كان من الممكن الحصول على واحد هذا أمر جيد للغاية ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا فليس الحال أن تظل الولايات المتحدة عند الصفر. هناك بالتأكيد اعتبارات تدفع الولايات المتحدة إلى تغيير طريقة تعاملها مع إيران من أجل جذب إيران إلى مجالات اهتمامها”.

وأشار الخبير في القضايا النووية إلى أنه “ما يجب أن نهتم به هو المصالح الوطنية للبلاد. أعتقد أن العامل الأهم الذي أثر على موقف الأميركيين هو موقف القيادة الواضح والحاسم والشفاف الذي يقوم على أساس التنفيذ الكامل لالتزامات الولايات المتحدة ورفع العقوبات. والمسألة الثانية أن الوضع الأميركي في المنطقة ليس جيداً. في اليمن نشهد تقدم أنصار الله وحرب اليمن تقدمت على حسابهم. ليس لديهم وضع جيد في العراق أيضا وفي أفغانستان بحسب اتفاق الدوحة عليهم أن يغادروا أفغانستان بنهاية نيسان/ أبريل”.

وأضاف ظهروند “بالتأكيد لعب البرلمان أيضًا دورًا في خلق الضغط وترك الحكومة حرة في اتخاذ الخطوات التالية. كما كان استكمال الخطوات التي اتخذتها الحكومة فعالاً. يجب أن ننظر عن كثب إلى دور هذه العوامل في تغيير السلوك الأميركي. النقطة المهمة هي أننا في إيران نقترب من عشية الانتخابات. من المهم بالتأكيد للأميركيين أن تكون الإدارة القادمة متوافقة مع الاتفاق النووي وأن نهجها الموالي للغرب ملون مثل حسن روحاني. لقد استخدموا أيضًا ضغط ترامب الأقصى حتى الآن لذا فهم يعتقدون أنه من خلال تقليل هذه الضغوط في الدقيقة 90 سيقنعون الجمهور بأنه يمكنهم الاستمتاع بالناس في الحديقة الخضراء الأميركية”.

هذا الخبير في القضايا النووية أكد “أن موضوع اتفاق الصين يتم طرحه أيضًا. الحقيقة أنها وجهت ضربة لموقف الأميركيين وضيقت وقتهم ونرى أنهم أظهروا مرونة قبل شهر كما يتضح من الاجتماع الافتراضي الذي طلبه الأوروبيون والذي كان الأميركيون على استعداد لحضوره. بشكل عام نحن نبحث فيما إذا كانت المعلومات الاستخباراتية بين سياسيينا ستتحسن وستأخذ في الاعتبار الأمن والمصالح الوطنية بغض النظر عن مواقف اليسار واليمين. أعتقد أنه يمكنهم اتخاذ خطوات جيدة لصالح الناس وإدارة المشهد السياسي فيما يتعلق بأوروبا والمنطقة بشكل جيد. يجب أن نأخذ في الحسبان المصالح الوطنية ليس من المفترض أن يفعل الآخرون أي شيء من أجلنا فنحن من نحصل على نصيبنا بصرامة وذكاء ويقظة. على الصعيد الدولي عندما ننظر إلى الولايات المتحدة فهي لا تتمتع بأوضاع جيدة وعلينا أن ننظر إليها من هذه الزاوية”.

وأعرب عن اعتقاده أنه “إذا تم رفع العقوبات خطوة بخطوة فإن الأميركيين سوف يسيئون استخدام رفع جزء من العقوبات وهو ما سيكون جولة جديدة من اللعبة. إذا استطعنا المقاومة فستفتح لنا نافذة جيدة لأنه إذا استطاع الأميركيون الحفاظ على تفاعلهم مع إيران والاتفاق النووي والتخلي عن لعبتهم وهي قضية الإسراف وتغيير النظام في إيران فستكون هناك بالتأكيد عاصفة ضدهم قريباً”، مضيفاً “يمكن أن ينقذوا أنفسهم لأن دخول الصين وروسيا إلى هذه الساحة سيغير ميزان القوى في المنطقة إلى الأبد ضد الغرب وليس بعيدًا جدًا عندما يذهب الأميركيون إلى الجانب الآخر من المملكة العربية السعودية. لذا فإن وضعنا جيد جدًا طالما أننا نبدو أذكياء ولا ننشغل في مواضع اليمين واليسار. لقد عملنا بجد طوال هذه السنوات وتحملنا الضغوط ودفعنا ثمنا باهظا واليوم هو الوقت الذي إذا توخينا الحذر يمكننا جني ثمار الصبر. الآن ليس الوقت المناسب لرفع الأثقال السياسي والحزبي إنه الوقت الذي يجب أن نلعب فيه أوراقنا بشكل جيد وجني ثمار أمتنا من هذه الظروف الجديدة في المنطقة”.

من جهته، رأى الخبير في الشؤون الدولية حسن بهشتي بور أنه “في الوضع الحالي يمكن لإيران والولايات المتحدة اتباع سياسة العمل ضد العمل فيما يتعلق بقضية الاتفاق النووي لأن هذه القضية هي حل وسط”، مضيفاً “إذا نظرنا إلى القضايا والتطورات من وجهة نظر متفائلة يبدو أن الولايات المتحدة انحرفت إلى حد ما عن موقفها السابق وتريد رفع العقوبات خطوة بخطوة. في السابق كانت مسألة العودة إلى الاتفاق النووي مشروطة بمفاوضات مع إيران. ورداً على ذلك شدد المسؤولون الإيرانيون على أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق وأنه لا داعي للتفاوض للعودة إليه وأن عليهم الوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاق الدولي ورفع العقوبات”.

وتابع خبير الشؤون الدولية “بعد الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا يبدو أنه تقرر عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي خطوة بخطوة وقد تم اعداد الخطة في هذا الصدد. من ناحية أخرى أعلنت موسكو أن لديها خارطة طريق لعودة الولايات المتحدة ويبدو أن أحد الأهداف الرئيسية لزيارة وزير الخارجية الروسي لطهران في الأيام المقبلة سيكون من أجل هذه المسألة”.

واعتبر بهشتي بور “أن لقاء الثلاثاء بين إيران ومجموعة 4 + 1 يدور حول كيفية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ومن المحتمل أن تجري هذه المجموعة محادثات مستقلة مع الأميركيين”، مضيفاً “يبدو أن حكومة بايدن وفريقه تراجعوا إلى حد ما عن مواقفهم السابقة ومستعدون للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن هذه القضية”.

وأشار بهشتي بور إلى أنه “إذا أردنا النظر إلى هذه القضايا من وجهة نظر تشاؤمية فلا بد من القول إن هذه هي أيضا وعود وقد يستغرق تحقيقها وقتا. من ناحية أخرى صرح الأميركيون بالفعل أن الجغرافيا السياسية للمنطقة تختلف عن عام 2015 وأنهم يبحثون عن تغييرات في الاتفاق النووي بينما يصر الجانب الإيراني على تنفيذ الاتفاق ولا يؤمن بإعادة التفاوض بشأنه”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: