الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أبريل 2021 07:24
للمشاركة:

ترند إيران – “غاندو” يثير جدلًا سياسيًا وشعبيًا: لماذا أُوقف بث الموسم الثاني؟

أثار عرض الجزء الثاني من مسلسل الإثارة والتشويق والجاسوسية "غاندو" الجدل على الساحتين السياسية والشعبية في إيران. وتدور أحداث المسلسل المثير للجدل حول المفاوضات النووية التي عقدتها إيران، حيث تم اتهام عدد من كبار الدبلوماسيين في البلاد بالتجسس.

وكان مسلسل “غاندو” قد عاد إلى شاشة التلفزيون الرسمي في جزء جديد مع بداية العام الشمسي في إيران في 21 مارس/ آذار. وما أن بدأت حلقات المسلسل حتى انطلقت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث صعّد الأصوليون من هجماتهم على فريق المفاوضات النووية الإيرانية الذي ترأسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف. فيما سارع هذا الأخير لنشر فيديو لأغنية وطنية على صفحته على إنستغرام، معربًا عن ولائه لبلاده كرد غير مباشر على تلميحات “غاندو” بأن ظريف هو عميل أجنبي.

وكان الموسم الأول للمسلسل والذي عرض على مدار 30 حلقة عام 2019، قد أثار حفيظة الإصلاحيين بسبب الطريقة التي ظهر فيها ظريف وفريق التفاوض النووي. وأفادت التقارير بأن ظريف أرسل حينها رسالة إلى القائد الأعلى علي خامنئي يقدم فيها استقالته، ويقال إن خامنئي رفضها. وبعد الجدل الذي أحدثته الحلقات التي عُرضت في الموسم الثاني، فقد أفادت وسائل إعلام إيرانية أنه تم تعليق بث الحلقات المتبقية بضغط من الرئيس حسن روحاني.

سياسيا، أدى المسلسل المذكور إلى إثارة الجدل أيضاً. فقد جرى تصوير الباحث الإيراني المقرب من ظريف محمد علي شعباني في المسلسل على أنه جاسوس بريطاني. ورد شعباني عبر تويتر على هذه الاتهامات، وتهكّم عليها قائلاً “وقت المفاوضات كان عمري 26 عاماً، والأكثر سوءاً أنهم جاؤوا بممثل قصير عمره 45 سنة ليلعب دوري. هذه الاتهامات من التلفزيون والإذاعة الإيرانية مضحكة”.

من جهته، هاجم أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي حكومةَ حسن روحاني، من خلال تغريدة على صفحته بموقع “تويتر”، ردًّا على الانتقادات الموجَّهة لمسلسل “غاندو” التلفزيوني الذي توقَّع نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وغرَّد رضائي مستخدمًا وسم “غاندو” قائلاً “لستُ متخصِّصًا في الأفلام والسينما، لكن حينما أرى صيحات المسؤولين الحكوميين التي تحمل سخرية وإهانة لموسميْ مسلسل تلفزيوني، فإنَّني أشعر أنَّ غضبهم ليس ناتجًا عن ضعف المسلسل، بل قلقًا من إنتاج الموسم الثالث، بينما لا يكون لديهم القُدرة على ممارسة الضغوط على الرقابة”.

شعبياً، تفاعل الإيرانيون مع هذا المسلسل على مواقع التواصل، والبعض دعمه معتبراً أنه يكشف حقيقة حكومة روحاني. ورأى مجتبى أميني  أن “سلسلة غاندو أثبتت أن صناعة السينما والموسيقى يمكن أن تكون أكثر فاعلية من آلاف الساعات من الخطابات السياسية، وأثبت الفن أنه يمكن أن يكون مساعداً في عملية مكافحة الفساد”.

بدوره، اعتبر غلام حسين أن “منع حكومة روحاني استمرار بث مسلسل غاندو، يظهر أن المعلومات التي وجدت في المسلسل حقيقية، وغضب الإصلاحيين جاء لأنهم علموا أن استمرار هذا المسلسل سيؤدي إلى سقوطهم في الانتخابات، لذا قرروا إغلاق أفواه المنتقدين”.

أما سيد منصور موسوي، فشدد على أنه “يجب على منتقدي المسلسل أن يعلموا أنه يمكنهم إيقاف المسلسل إلا أنه لا يمكنهم قتل الحقيقة التي بات الجميع يعرفها”.

على المقلب الآخر، انتقد البعض المسلسل، معتبرين أن الأصوليين هم المسؤولين عن إنتاجه وهدفه انتخابي. وطلب الصحافي علي أصغر شفيعيان بسخرية من المنتجين لغاندو أن “يذكروا بوضوح في المسلسل أسماء مرشحيهم المفضلين الذين يجب أن يحظوا بتصويت الناس في الانتخابات الرئاسية حتى لا يصوتوا مرة أخرى لخائن فاسد ومؤيد للغرب”.

فيما، وجه الناشط الإصلاحي حامد رضا كاظمي انتقادات إلى غاندو قائلًا إن دبلوماسيي وزارة الخارجية هم من بين أكثر السياسيين ولاء في البلاد.

أما مسلم معين فاعتبر أن “الهدف من المسلسل سياسي”، مضيفاً “لو كان هناك معلومات صحيحة، لماذا لا يتم البحث في العلاقات المشبوهة بين أصحاب النفوذ في وزارة الخارجية وعرضها للناس بوضوح، لا ينبغي إخفاء مثل هذه الأسرار إذا كانت حقيقية، لكن لماذا لم يتحرك أحد إذا كانت المعلومات صحيحة؟”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: