الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أبريل 2021 06:54
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – هل تعرفتم على روحاني حديثاً؟

أجرت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، عدة مقابلات مع ناشطين سياسيين، تحدثت فيها عن "واقع الرئيس حسن روحاني بين المعسكرين الأصولي والإصلاحي". مشيرة إلى أن الإصلاحيين ليس لديهم خيار سوى انتقاد الوضع الراهن، وأن الوضع لا يمكن الدفاع عنه بأي حال من الأحوال، على حد قولها.

قبل الانتخابات بشهرين وبضعة أيام انتقد السادة الإصلاحيون بطريقة ما حكومة روحاني ونهجها وسياساتها وكأن سفينة روحاني رست الليلة الماضية وصدمت الجميع. ليس الأمر وكأنهم هم أنفسهم من تسببوا في تشكيل هذه الحكومة ولم يكن لروحاني حتى أن يحلم بالرئاسة لو لم يحظ بدعم هذا التيار خلال انتخابات الدورتين الماضيتين. والشاهد أنه عندما يحمي محمود واعظي بصدره وينكر دعم التيار الإصلاحي، ويُسمع صوت الجميع ويتم إجراء التذكيرات اللازمة.

والآن مع الأخذ في الاعتبار أنه موسم الانتخابات وقد نفخ الناس أرواحهم التي وصلت للشفاه بفضل تصرفات الحكومة وبالطبع مشاكل العقوبات، فإنهم يفضلون فصل طريقهم عن الحكومة. حيث أنهم غير مدركين أن هذه الممارسة ليست سوى مناهضة للدعاية، ولا يقتصر الأمر على أن رأس المال الاجتماعي الساقط لا ينعشها فحسب، بل إنه يزعج ويهين أولئك القلائل الذين يأملون في تيار الإصلاح.

وكذلك عندما قال صادق خرازي في مقابلة مع “ايلنا ” إن “روحاني لم يحدث فرقاً، لقد أخطأنا وظننا أنه إصلاحي….الخ وقد كان نهج روحاني نهجاً أمنياً بحتاً… وكان السيد خاتمي قلقاً منذ اليوم الأول من أن السيد روحاني لن يعد يريد التشاور بعد وصوله لمبتغاه.” والسؤال الذي يطرح نفسه، إذن لماذا لم ينطق أي من الإصلاحيين بهذا الكلام حتى الآن؟

وعلى وجه التحديد عندما حدق السيد روحاني في عدسة الكاميرا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، قبل اندلاع أعمال الشغب، وقال إن لدينا كاميرا ونقوم بالرصد ولم ينتقد أي من السيدات والسادة الإصلاحيين نهج روحاني الأمني آنذاك؟ والسؤال الآخر هو متى وأين أثار السيد خاتمي هذه المخاوف التي لم نسمعها؟ الآن عشية الانتخابات الرئاسية التي هي الشاغل الرئيسي لجلب الناس إلى صناديق الاقتراع، تذكرتم قول مثل هذه الأشياء؟ أو عندما يقول السيد خرازي “ترى السيد جهانغيري قادماً إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عام 2017 ويغير الأدبيات السياسية للانتخابات وبعد الانتخابات يتم اصطحابه إلى الباب الأمامي ودون أن يدرك ذلك، أنزلوه من الباب الخلفي حيث ما يزال يركض خلف الحافلة ولن يقبل كل ما قلناه حول ما فعلوه به.” والسؤال هو كيف يمكن للناس أن يثقوا بالسيد جهانغيري الذي لا يزال يدافع عن بقائه في الحكومة، أو بأشخاص مثله في التفكير؟ كيف يثق الناس بكم وبحزبكم حيث من جهة بسبب عدم كون روحاني إصلاحياً وكونه أمنياً واضطهاده للإصلاحيين وأنت تقول وتعترف بخطئك ولكن بالمقابل تسعى للتشاور مع محمد جواد ظريف وإقناعه بمرشح ليس إصلاحياً بالأصل ولا رجل دين حتى؟!

لذلك نرى أن الإدلاء بمثل هذه التصريحات يقابل بردود فعل عديدة ويعتبر محاولة فاشلة للنأي بالنفس عن الحكومة. وعلى سبيل المثال صرّح محمد صادق كوشكي الناشط السياسي الأصولي: “لا أعتقد أن مثل هذه التصريحات لها أي تأثير على الرأي العام. وذلك لأن الناس الآن مستاؤون جداً من أداء الحكومة ولا يلتفتون إلى هذه القضايا. حيث أن الناس قلقون بشأن مخاوفهم المادية بسبب تصرفات الحكومة ويمكن أن تكون هذه الكلمات مهمة على الأكثر للنشطاء السياسيين الغير قلقين بشأن سبل عيشهم.” وشدد على أن “محاولة فصل الحكومة عن التيار الإصلاحي في الوقت الحالي ليست سوى إهانة لوعي الشعب.” ورداً على السؤال كيف يمكن للإصلاحيين محاولة تقديم خيار مثل ظريف الذي هو مماثل لفكر روحاني وغير إصلاحي بينما ينتقدون روحاني ويفصلونه عنهم؟ قال كوشكي: “في رأيي السيد ظريف ليس لديه نيّة لخوض الانتخابات، وطرح اسمه من قبل بعض الإصلاحيين ليس سوى أمر لتسخين ساحة الانتخابات.”

من هنا، اعتبر الناشط السياسي الإصلاحي نصر قوامي، في حديث مع الصحيفة، أنه “على أي حال يجب على المرء أن يقول الحقيقة ويخبر بها في وقتها. حيث أن الإصلاحيين دعموا روحاني بينما كان واضحاً منذ البداية أنه ليس إصلاحياً. وقد كان الأمر واضحاً عندما قام باختيار وزير الداخلية. وقال إنني لن أمنح وزارة الداخلية للإصلاحيين.” وأضاف: “كان واضحاً أنه ليس إصلاحياً ولا يتبع الخطاب الإصلاحي ولكن في ظل هذه الظروف لا يستطيع الإصلاحيون فعل أي شيء آخر. وفي حال لم يشاركوا في الانتخابات ولم يصوتوا، فلن يكون ذلك صائباً. أو إذا ذهبوا وصوتوا لجليلي على سبيل المثال فليس من الواضح ما سيحدث. حيث أننا كنا على مشارف الحرب وكنا تحت الفصل السابع من ميثاق حقوق الإنسان. وفي إدارة روحاني الأولى، حُلّت هذه المشكلة وساد الاستقرار الاقتصادي، ولكن ترامب جاء وانسحب من الاتفاق النووي وعادت العقوبات. وخطأ الحكومة هو أنها لم تفعل ذلك عندما أصر ترامب على أننا نتفاوض حيث أن الكثير من العقوبات لم يتم فرضها بعد”، مشدداً على “أننا ننتقد روحاني وأفعاله بشدة والحقيقة يجب أن تُقال.”

ورداً عما إذا كان الإصلاحيون في حكومة روحاني الثانية، الذي كانت مواقفه أقرب إلى مواقف الأصوليين، لم يكن لديهم فرصة للتعبير عن الحقائق، حيث انتظروا حتى الأشهر التي تسبق الانتخابات، قال قوامي: “لقد قلنا ذلك في ذاك الوقت. وقد قلت بنفسي مرات عديدة إن روحاني رجل أمن. ولا يتبع الخطاب الإصلاحي. وقد دعمه الإصلاحيون وهم يعلمون أنه أمني. وبالطبع هو نفسه قال إنه رجل قانون لكني لا أعلم أين درس القانون. وعندما كنت في محكمة الثورة كان روحاني ضمن الجيش وقوات الأمن. إذن فالأمر ليس بجديد.”

أما الناشط السياسي الأصولي أمير رضا واعظي آشتياني، في حديث مع الصحيفة، فهو من بين أولئك الذين يعتقدون بأن مثل هذه التصريحات لا تساعد الإصلاحيين بأي شكل من الأشكال. وحتى أنه اعتبر هذا النهج ضار واعتقد أنه “لتحقيق هدف المشاركة القصوى يجب خلق جو من الهدوء حيث أن مثل هذا الإجراء يتعارض مع ذلك.”

حيث قال: “سؤالي للسيد خرازي ما المشكلة التي تحلها مثل هذه التصريحات؟”، وأضاف: “لا أعتقد أن رواية هذه القصص هي علاج للألم اليوم، ومن الضروري أن يأتي شخص ما إلى السلطة ويستجيب لمطالب الناس لذلك فإن هذه الشكوك ليس لها تأثير إيجابي.”

و قال الناشط السياسي الأصولي: “من الأفضل أن نبتعد عن هذا النهج وأن نغير خطابنا”. وقال: “يجب أن نحاول لمرة واحدة شرح خططنا للمرشحين بأكثر الطرق تهذيباً واحتراماً دون اتهام أو وصم بعضنا البعض. ويجب على خبراء السياسة أيضاً أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك لتشجيع الرأي العام باستخدام الأدب المناسب، بدلاً من التحدث بطريقة تجعل الناس أكثر إحباطاً.” وتابع: “لا أعتبر مثل هذه اللقاءات والخطابات منطقية وعادلة وأعتقد أن ليس لها أي تأثير سوى خلق جو من القلق وزيادة الالتهاب.”

ولدى سؤاله عما إذا كان النأي بالنفس عن حكومة روحاني في هذا الوقت من شأنه أن يساعد الإصلاحيين، قال أشتياني: “إنه لا يساعد الاصلاحيين لأنهم فشلوا في الاختبار مع حكومة روحاني. وقد قام بوضع كل البيض في سلة روحاني وهم شركاء بهذا الوضع. ولا يمكنهم تغيير هذه الحقيقة تحت أي ذريعة .”

وقال الناشط السياسي الأصولي رداً على ما إذا كان انتقاد خرازي أمس لا يتعارض مع نهج حزبه، الذي قال إنه يسعى للحصول على المشورة بشأن ترشيح ظريف، والذي هو خيار مماثل لروحاني: “لاحظ أن حزب نداي الإيراني ليس في الحقيقة منظمة يمكنها أن تلعب دور القاطرة وتقوم بتعريف مرشح. حيث أن هذا الحزب جزء من عائلة إصلاحية يجب أن تتفاعل مع الآخرين. وكما يريد السيد خرازي أن يكون له نصيب في الحكومة المقبلة، وكل هذا الكلام من أجل ذلك.”

للإنصاف تجدر الإشارة إلى أن الإصلاحيين ليس لديهم خيار سوى انتقاد الوضع الراهن، وأن الوضع لا يمكن الدفاع عنه بأي حال من الأحوال. وحتى لو كان مبنى دفاعياً يمكنهم بنهاية المطاف أن يفخروا بأنهم منعوا المجاعة مثلما قال إسحاق جهانغيري. لذلك من المنطقي محاولة فصل نهجهم عن الحكومة. ولكن المشكلة تكمن في أنهم يفكرون في الأمر بعد فوات الأوان وأنهم يذهبون بذلك بسرعة كبيرة. حيث لا يمكن إرجاع الوقت، ولكن ربما يمكن نصح الإصلاحيين بدلاً من مهاجمة روحاني في سياق خرازي، الذي زاد مقدار الإشارة إلى الأخطاء وبإظهار صدقه – على افتراض أنه صادق – انتظروا حتى يلين قلب جسد صوتكم. حيث أن مثل هذه التصريحات هي مثل نثر الملح على جراحهم، وتهين وعيهم، وتدفعهم ضد الإرادة، أي في اتجاه مقاطعة صندوق الاقتراع.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: