الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أبريل 2021 06:42
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – فرصة فيينا لكسر الجمود

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية "حسن بهشتي‌ بور"، موضوع الاجتماع المقبل في فيينا بين إيران والدول المشاركة في الاتفاق النووي. حيث أبدى الكاتب أمله في أن تكون هذه المفاوضات بداية جيدة لتنفيذ الالتزامات الأميركية والعودة إلى الوضع الأصلي للاتفاق النووي.

من المقرر أن يجتمع ممثلو إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا يوم الثلاثاء حيث يبدو أن الولايات المتحدة قد تراجعت عن موقفها فيما يخص الاتفاق النووي في الأيام الأخيرة. إذ أوضح الاجتماع الأخير لوزير الخارجية الأميركية والدول الأوروبية الثلاث الأطراف في الاتفاق النووي أن إصرار الولايات المتحدة على موقفها من عودة إيران إلى التزاماتها من دون مقابل قد وصل إلى طريق مسدود. أصبح من الواضح أن إيران لن تقبل أن الولايات المتحدة التي وقعت على الاتفاق النووي ورفضت الوفاء بالتزاماتها أن تقدم الآن وعدًا لم يتم الوفاء به لإقناع إيران باستئناف التزاماتها في الاتفاق النووي. ومع تزايد وضوح مطالب إيران أصبحت الولايات المتحدة مستعدة لتمهيد الطريق للمحادثات مع إيران وإظهار تراجع كبير من خلال تعليق سلسلة من العقوبات المفروضة عليها. وعلى الرغم من أن تعليق هذه العقوبات يجب أن يكون في سياق العقوبات الرئيسية، بما في ذلك بيع النفط الإيراني والمنتجات البتروكيماوية وإمكانية إعادة الأموال إلى البلاد، لكن لا يمكن وصف التعليق لتوفير مساحة للحوار وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بالمثمر.

النقطة الأساسية في التطورات الحالية هي أن إيران أعلنت أن على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات ومن ثم اختبار إيران، ثم إجراء مفاوضات حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. حينها ستكون إيران قادرة على التحقق مما إذا كانت هذه العقوبات قد رفعت بالفعل ويمكنها اتخاذ الإجراءات التي تريدها ثم البدء في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي وهناك نوعان من وجهات النظر حول تنفيذ هذا الطلب.

النهج التدريجي أي خطوة بخطوة، يعني يجب أن تتفق إيران والولايات المتحدة على خارطة طريق عامة ثم تنفيذها خطوة بخطوة. كما أن هناك خطة أخرى تتفق معها حتى روسيا بحيث يتم اتخاذ الإجراء بنفس الطريقة وقد ذكرها الرئيس روحاني من قبل وهو أن الولايات المتحدة سترفع أو تعلق بعض العقوبات وعندما تعلم إيران وتقتنع بأن الإجراء لم يكن حبراً على ورق وتم تنفيذه، فإنها ستعيد تنفيذ بعض التزاماتها الحالية التي خفضتها. وفي هذا السياق، يمكن للطرفين دخول المرحلة التالية وبهذه الطريقة ستتخذ الولايات المتحدة إجراءً مرة أخرى، وبعد ذلك ستتخذ إيران إجراءً جديدًا مقابل الإجراء الثاني. وهذا ليس نهجًا تدريجيًا ضمن إطار عمل مخطط و لكن كل طرف يتخذ الخطوة الأولى لبناء الثقة وعندما يحدث ذلك ينتقلون إلى الخطوة التالية. أن الفرق بين هذه الطريقة والنهج التدريجي هو أنه بعد تشغيل كل مرحلة والتحقق منها يدخل البلدان المرحلة التالية وهذه الممارسة في الواقع تبني الثقة وتثبت أن مواقف الجانبين قد تجاوزت الورق وهذا الإجراء جيد خاصة في الوضع الحالي حيث وصل انعدام الثقة إلى أعلى مستوى ممكن ويمكن أن يخلق ثغرات جيدة لكسر الجمود في الاتفاق النووي.

في النهاية قد تكون محادثات يوم الثلاثاء في فيينا خطوة إلى الأمام، ومن المفترض أن يتفاوض ممثلو إيران ومجموعة 4 + 1 مع بعضهم البعض، ومن ثم سوف تناقش مجموعة 4 + 1 نتائج هذه المحادثات مع ممثل الولايات المتحدة الذي سيكون في فيينا. وبالنظر إلى الأحداث والمواقف التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، يمكن أن نأمل أن تكون هذه المفاوضات بداية جيدة لتنفيذ الالتزامات الأميركية والعودة إلى الوضع الأصلي للاتفاق النووي.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: