الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أبريل 2021 06:25
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – اجتماعات فيينا.. محاولة درامية لتهميش قضية العقوبات

تناولت صحيفة "كيهان" الأصولية، في تقرير لها، موضوع الاجتماع المقبل في فيينا حول الاتفاق النووي. حيث شددت الصحيفة على إلزامية رفع الولايات المتحدة لجميع العقوبات المفروضة على إيران بما في ذلك تلك التي فرضت خلال إدارة دونالد ترامب، من أجل عودة طهران إلى الاتفاق النووي.

قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن روب مالي المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران سيمثل الولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة بشأن اتفاق نووي في فيينا يوم الثلاثاء.

كما تحدث عباس عراقتشي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية الأحد عن اجتماع اللجنة المشتركة لمجلس الأمن الدولي في فيينا يوم الثلاثاء أنه “في فيينا لن نجري أي محادثات مع الأميركيين بشكل مباشر أو غير مباشر. سوف نتفاوض مع اللجنة المشتركة ودول 4+ 1 وسنعلن رغبتنا وشرطنا في العودة إلى الاتفاق النووي. مطلبنا وشرطنا هو أن تفي الولايات المتحدة أولاً بجميع التزاماتها في الاتفاق وترفع كل العقوبات ومن ثم نختبر صدقها حقًا”، مضيفاً “ليس لدينا ولا نقبل أي مقترحات خطوة بخطوة”.

يأتي موقف السيد عراقتشي المثير للتفكير حيث لا يحق للولايات المتحدة حضور اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بسبب انسحابها الرسمي من الاتفاق في عهد ترامب. وبناءً على ذلك لم يكن على الحكومة ووزارة الخارجية حضور اجتماع الثلاثاء واشتراط حضورهما بغياب الولايات المتحدة.

إن مطلب إيران منطقي وواضح وأنه إذا رفعت العقوبات بالكامل فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي. وعليه فإن وجود الولايات المتحدة في الاجتماع القادم للجنة للاتفاق النووي هو في الواقع انتهاك لشروط إيران الأساسية. من ناحية أخرى يجب على الولايات المتحدة أن ترفع تمامًا جميع العقوبات المفروضة على إيران بما في ذلك تلك التي فرضت خلال إدارة دونالد ترامب. في غضون ذلك يجب رفع العقوبات المفروضة على إيران في عهد باراك أوباما ورؤساء أميركيين سابقين آخرين.

وتصدرت صحف الأحد عناوين رئيسية مثل “بداية نهضة الاتفاق النووي”، “إحياء الاتفاق النووي في المرحلة الثانية”، “مفاوضات صريحة لكن غير مباشرة”، “تسريع محادثات الاتفاق النووي”، “لقد تم كسر مأزق الاتفاق النووي” ورحبوا بالخطة المخادعة للولايات المتحدة وأوروبا بحماسة. تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى لعب دور رئيسي في إحياء الاتفاق دون رفع العقوبات باجتماع سخيف. أي أن الولايات المتحدة ستعود إلى مجلس الأمن الدولي دون رفع العقوبات وستُجرى محادثات جديدة بشأن التزامات إيران.

لقد مضى ما يقرب من 6 سنوات منذ توقيع الاتفاق النووي. خلال هذا الوقت لم تف الولايات المتحدة وأوروبا بالتزاماتهما بأي شكل من الأشكال. لكن للأسف فإن وسائل الإعلام المتسلسلة في خطوة غير مسبوقة تخلق جوًا يبدو فيه أن غزوًا كبيرًا قد حدث وأن الجانب الغربي قد أوفى بجميع التزاماته. تريد أوروبا والولايات المتحدة أن تحضر كل من إيران والولايات المتحدة اجتماع يوم الثلاثاء في فيينا لكن لا تريدان التفاوض مباشرة مع بعضهما البعض. هذا العمل في الحقيقة ينضح وجه القضية ويهمش المطالب الإيرانية.

كما ذكرنا سابقًا فإن مطلب إيران واضح وهو رفع جميع العقوبات ومن ثم التحقق منها من قبل إيران لذا فإن إجراءات مثل عقد اجتماع مشترك هو مجرد عمل درامي ومهين يهدف إلى تهميش قضية “رفع العقوبات”.

في غضون ذلك قد تستخدم الولايات المتحدة وأوروبا حيلة “العلكة” المتكررة. على سبيل المثال تبلغ قيمة الأصول الإيرانية المحظورة من قبل الولايات المتحدة حوالي 100 مليار دولار. في غضون ذلك قد تقوم الولايات المتحدة في خطوة خادعة وهجومية بالإفراج عن مبلغ صغير جدًا من الأصول الإيرانية معادلة ذلك بالرفع الكامل للعقوبات والإفراج الكامل عن الأصول الإيرانية المحظورة ومن ثم المطالبة بتنازلات وأموال جديدة من إيران.

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي مساء السبت أنه أجرى محادثات مع نظيره الأميركي حول مختلف القضايا بما في ذلك إيران والمحادثات المقبلة حول مجلس الأمن الدولي في فيينا. كتب وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي على تويتر أنه أجرى محادثة هاتفية مهمة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين وناقش فيها القيم المشتركة بين الجانبين. وغرد أشكنازي بأن بلينكين أطلع تل أبيب على آخر التطورات في المحادثات النووية الإيرانية لا سيما المحادثات المقبلة في فيينا. وفي الختام كتب وزير الخارجية الإسرائيلي أنه أبلغ نظيره الأميركي أن التحالف الاستراتيجي بين تل أبيب والولايات المتحدة يقوم على قيم ومصالح مشتركة وأنه له أهمية كبيرة.

وتحدث وزير الخارجية محمد جواد ظريف هاتفيا مع نظيره البريطاني دومينيك روب. وناقش الجانبان خلال المباحثات آخر المستجدات المتعلقة بالاتفاق النووي ولا سيما عقد اجتماع أمام اللجنة المشتركة في فيينا. وجدد وزير خارجيتنا في هذه المحادثة ضرورة الرفع الكامل والنهائي للعقوبات الأميركية غير القانونية والظالمة حتى تتمكن جمهورية إيران الإسلامية من التحقق منها”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: