الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 أبريل 2021 22:53
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – هل أتت استقالة سعيد محمد برغبته؟

ناقشت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقابلة مع الناشط والمحلل السياسي محمد مهاجري، موضوع تصريح أحد قياديي الحرس الثوري عن إقالة سعيد محمد. حيث رأى مهاجري أنه لم تكن هناك حاجة في الواقع لنقل قضية داخلية للحرس الثوري الإيراني إلى الخارج وإذا كانت هناك أي مشكلة فيجب حلها داخل الحرس، حسب تعبيره.

الآن اتضح أن ادعاء أحد أعضاء ائتلاف الأصوليين بأن سعيد محمد قد تم إقالته لم يكن عبثياً وأنه كان يعرف شيئاً عند تقديم استقالته، وكذلك سبب الترحيب البارد دلّ على عدم رغبة الأصوليين بقدوم سعيد محمد. وكما أشارت عناوين الصحف إلى أن نبأ استقالته من مقر خاتم الأنبياء، انتشر من قبل بعض وسائل الإعلام والمواقع الأصولية أنه “تم فصله”. هذا يعني أنه أجبر على الاستقالة ولم يكن هذا خروجًا طوعيًا. في الوقت نفسه مع هذه الاستقالة انتشرت شائعات عن تشكيله تحالفًا مع محسن رضائي في الانتخابات المقبلة.

تم تأكيد هذه المعلومات من خلال كلمات حميد رضا ترقي عضو التحالف والآن التصريحات الصريحة للواء يد الله جواني النائب السياسي للحرس الثوري الإيراني. وأشار جواني أمس إن الحرس الثوري الإيراني لا يدعم سعيد محمد أو أي مرشح آخر في الانتخابات ولن يفعل ذلك و “هذا الجو الذي نشأ في الشبكات الاجتماعية المحلية ووسائل الإعلام الأجنبية وخاصة في شبكات الأقمار الصناعية المعادية للثورة والذي يقدم أحيانًا سعيد محمد كمرشح مدعوم من الحرس الثوري الإيراني يتم إنشاؤه من جهة من قبل أولئك الذين يريدون تشويه صورة الحرس الثوري الإيراني. ومن ناحية أخرى يتأثر بالناس الذين يعتقدون أنه لأن سعيد محمد كان مسؤولاً عن قيادة معسكر بناء خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني ودخل ساحة الانتخابات، فمن المرجح أنه دخل الساحة الانتخابية برأي وموافقة ودعم الحرس الثوري الإيراني. بالمناسبة كان عزل سعيد محمد من مسؤولية قيادة معسكر بناء خاتم بسبب هذا الانتهاك وعدم مراعاة الأنظمة من قبله”.

لكن سعيد محمد أصر على تفسير استقالته على أنها طوعية وليست أمرًا بالتنحي. وعندما استقال من قيادة قاعدة خاتم في آذار/ مارس أعلن أنه “بسبب بعض الشائعات وبعض العيوب السياسية – الانتخابية ومن أجل حماية المعسكر الجهادي الثوري لخاتم الأنبياء أستقيل من منصبي. ومن المؤمل أن تنجح هذه القاعدة أكثر فأكثر في مواصلة مهامها وأن تضيف ورقة ذهبية أخرى لمكتب الخدمة التابع للحرس الثوري الإسلامي. وأنا كجندي للقائد الأعلى للثورة سأظل دائمًا فخوراً بخدمة الشعب الإيراني المقدس في خدمة النظام المقدس للجمهورية الإسلامية وفي ضوء الإمام والقيادة والشهداء الأعزاء للثورة.”

يعتقد محمد علي بور مختار وهو شخصية سياسية أصولية أن قضية انتخاب سعيد محمد أغلقت بهذا التعليق من قبل اللواء جواني. وقال، في حديث مع الصحيفة، “إنني أعتقد أن السيد سعيد محمد نفسه لن يترشح للرئاسة بهذه الطريقة بعد الآن لأن العقلية تجاهه أصبحت سلبية”.

تحدث مسؤول في الحرس الثوري الإيراني الآن عن انتهاك أدى إلى طرد السيد سعيد محمد من معسكر خاتم الأنبياء. قد يكون هذا الانتهاك عصيانًا للأمر أو حالات أخرى لا نعرفها. الآن بغض النظر عن جوهر هذا الانتهاك يمكن القول إن أولئك الذين أرادوا أن يأتي السيد سعيد محمد إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والترشح لمنصب الرئاسة لدعمه أصبحوا الآن متشككين.

لعدة سنوات كان محمد الرئيس التنفيذي لشركة Sepasad وهي شركة تابعة لمعسكر خاتم الأنبياء. على الرغم من أن لديه خبرة في العمل في الحرس الثوري الإيراني إلا أنه لا يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة وغالبًا ما يُدعى مهندسًا.

وعلق الناشط والمحلل السياسي محمد مهاجري على الموضوع قائلاً: “لم يوضح اللواء جواني في خطابه ما إذا كان يقصد دخول السيد محمد إلى الساحة الانتخابية أم لا. في الوقت نفسه ليس مسؤولاً يمكنه التعليق على هذه المسألة لأنه كان لا بد من الإعلان عن هذه المسألة من خلال قيادة الحرس الثوري الإيراني”.

وأضاف مهاجري “دون أن أنوي دعم مرشح معين أقول إن تصريحات السيد جواني لم تكن لصالح الحرس الثوري الإسلامي ولو أنه قال الشيء نفسه عن شخصيات مثل السيد رضائي أو السيد قاسمي أو السيد دهقان كنت سأقول الشيء نفسه ولم تكن هناك حاجة في الواقع لنقل قضية داخلية للحرس الثوري الإيراني إلى الخارج وإذا كانت هناك أي مشكلة فيجب حلها داخل الحرس الثوري الإيراني. الحرس الثوري الإيراني هيئة عسكرية مهمتها حماية أمن البلاد وحدودها ومما يثير القلق أن مثل هذه النقاشات ستخرج من هذه الهيئة. بشكل عام أنا لا أعتبر هذه الكلمات إيجابية ليس للسيد محمد بل للحرس الثوري ككل”.

وقال مهاجري: “إنني أحث أحباء الحرس الثوري الإيراني على عدم تغطية هذه المعارك في وسائل الإعلام. لأنهم وضعوا الحرس الثوري الإيراني بالفعل في مرحلة تسبب ضربة لنفسه.” ولدى سؤاله عما إذا كانت تصريحات جواني قد تكون مصدر قرار مجلس صيانة الدستور قال “لم يعلن مجلس صيانة الدستور أبدًا عن معايير مراجعة المؤهلات وليس واضحًا ما هي المعايير التي سيوافق ويرفض الأفراد عليها . ليس من الممكن في الواقع القول ما إذا كانت هذه الملاحظات لها أي تأثير على نتيجة مراجعة أوراق اعتماد السيد محمد.”

وختم مهاجري أن “المسار الانتخابي في هذه الفترة الانتخابية غامض وغير شفاف ومن الواضح حتى الآن أن الإقبال سيكون ضعيفا وإذا كانت المشاركة منخفضة فإن جميع المرشحين حتى من سيصبح رئيسا سيكون خاسراً”.  وأضاف لا أعلم عن مسار انتخاب السيد محمد والجو الانتخابي غير واضح على الإطلاق”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: