الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 أبريل 2021 21:51
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – الخوف والأمل في البورصة

ناقشت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقابلة مع خبيرين في سوق رأس المال، موضوع تطورات سوق رأس المال والآفاق الاقتصادية في العام المقبل. وأوضح الخبيران أن بعض المساهمين متفائلون بشأن وضع سوق الأسهم ويعتقدون أن الانخفاض الحاد في العام الماضي لن يحدث مرة أخرى، ولكن هناك أشخاص ليسوا متفائلين بشأن اتجاهات السوق بل يعطون إمكانية حدوث تراجع مرة أخرى.

انتهت عطلة  عيد النيروز في إيران وعاد نشطاء البورصة إلى التداول بجدية في السوق بشكل أكبر. فبعض المساهمين متفائلون بشأن وضع سوق الأسهم ويعتقدون على الأقل أن الانخفاض الحاد في العام الماضي لن يحدث مرة أخرى ولكن هناك أشخاص ليسوا متفائلين للغاية بشأن اتجاهات السوق بل يعطون إمكانية حدوث تراجع مرة أخرى .

كان عام 2020 عاماً استثنائياً في تاريخ إنشاء البورصة، حيث شهدت رحيل ثلاثة رؤساء للبورصة. كما وصل مؤشر البورصة إلى ذروة تاريخية، لكن هذا التراجع رافقه انخفاض أكثر حدة مما أدى إلى احتجاجات كثيرة على وضع البورصة. وبعد هبوط مؤشر الأسهم الذي كان مرتبطًا في البداية بالتصحيح، عززت توقعات ارتفاع المؤشر مرة أخرى في صفوف المساهمين ولكن ليس فقط لم يلب توقعات المساهمين بل حل انعدام الثقة والتشاؤم تدريجياً محل التفاؤل. وعلى الرغم من انخفاض مؤشر سوق الأوراق المالية بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2020  إلا أنه بإجمالي عائد 155٪، إلا أنه حقق أعلى عائد بين الأسواق المالية وزادت قيمة سوق رأس المال بنسبة 178٪ مقارنة ببداية عام 2020 إلى أكثر من 7.2 تريليون تومان.

إن سوق الأوراق المالية في العام الجديد ليس لديه طريق سهل لأجل الوصول إلى أرقام قياسية غير مسبوقة في عام 2020. كما أشاد محمد علي دهقان دهنوي رئيس مؤسسة الأوراق المالية والبورصه في خطاب ألقاه مؤخرًا بالتوقعات طويلة المدى لسوق رأس المال. حيث تظهر الإحصاءات الجديدة أن اقتصاد البلاد قد خرج من الركود وزادت ربحية الشركات، وأشار إلى عدد من العوامل التي أدت إلى تراجع المؤشر في العام السابق بما في ذلك التسعير النحوي والسياسات غير الصحيحة والتعليقات التي لم تأخذ في الاعتبار حساسيات سوق رأس المال.

تعتزم وزارة الاقتصاد اتخاذ إجراءات لتحسين وضع سوق رأس المال، بما في ذلك التعزيز المستمر والارتقاء بالأنظمة التنظيمية وكشف الانتهاكات في سوق رأس المال وتعزيز الشفافية و تدفق معلومات الشركات إلى المساهمين وتوسيع الأنشطة التسويقية لتشمل جميع الأسهم بالإضافة الى إصدار البيع الثانوي للأوراق المالية وأسهم الخزينة من قبل الناشرين وتوفير التأمين على المحفظة الصغيرة للأفراد الذين تقل ممتلكاتهم عن 10 ملايين تومان. كما أن تطوير صناديق الاستثمار من حيث الحجم والتنوع وكذلك تسهيل ظروف تشغيلها ومراقبة الأنشطة المتعلقة بسوق رأس المال في الفضاء الإلكتروني، وتسهيل وتسريع إصدار التراخيص للمؤسسات المالية لتعزيز أساليب الاستثمار غير المباشر هي من بين خطط وزارة الاقتصاد للعام 2021. وفي الوضع الحالي، تآكلت ثقة الناس في سوق رأس المال ويجب تعزيز هذه الثقة وإحيائها ولا يمكن للإعلان عن البرنامج ومجرد الدعم اللفظي أن يقضي على تشاؤم المساهمين تجاه البورصة. ويبدو أن تحقيق سجلات الذهب التي حدثت في البورصة العام الماضي بعيد المنال في عام 2021 ولكن على الأقل باتباع التعليمات الصحيحة وتجنب التعليقات الخاطئة  يمكن استعادة الثقة لهذا السوق لضمان النجاح.

من هنا، رأى محلل سوق رأس المال مهدي سوري، في حديث مع الصحيفة، أن “جميع دول العالم تواجه عامًا مليئًا بالغموض وأي توقعات لأوضاع السوق قد تكون خاطئة، ولكن مع هذه الأوصاف إذا لم يكن هناك تغيير في المتغيرات الأخرى، فإننا لا نرى نموًا مرتفعًا أو هبوطًا حادًا لمؤشر الأسهم”، واصفاً “التحدي الأكبر للسوق بأنه إحباط وتثبيط عزيمة المساهمين المستعدين لمغادرة السوق”، ومضيفاً “أهم الإمكانات الإيجابية للسوق الأساسي الحالي هي جزء كبير من الأسهم نشهد الآن مواجهة بين القيمة السوقية والتشاؤم وطالما أن هناك تشاؤمًا ودخل الناس السوق بسبب القيمة فيعتقدون أنهم قد يتمكنون من الشراء بأسعار منخفضة لذا فإن المشترين ليسوا في عجلة من أمرهم للشراء ولكن البائعين كذلك فهم في عجلة من أمرهم للبيع خاصة أنه على الرغم من التقلبات غير المتكافئة فقد انخفضت سيولة السوق بشكل سلبي”.

ورأى خبير سوق رأس المال أن “تشاؤم الناس وتثبيطهم وعدم التزام المسؤولين بالسوق سينخفضان في النهاية وستجد الأسهم طريقها لقيمتها لهذا السبب كانت النتيجة الإجمالية للسوق في عام 2021 إيجابية”، مضيفاً “عادة ما يتم تحديد التوقعات التحليلية للمستثمرين الذين تعتمد تداولاتهم على التحليل ولكن قوتهم في سوق الأسهم قد انخفضت بشدة بسبب العدد الكبير من المساهمين الصغار وقوتهم. ففي السنوات السابقة إذا قرر المساهمون القانونيون دخول السوق فسيكونون مؤثرين جدًا في وضع السوق وسيتبعهم صغار المساهمين ولكن الآن يتمتع صغار المساهمين بالسلطة التي يجب أن نأخذها في الاعتبار في التداول”.

من جهته، رأى خبير سوق رأى خبير سوق رأس المال سعيد درخشاني أنه “في السوق نمت ربحية بعض الشركات وانخفضت ربحية شركات أخرى ولا يوجد سبب لارتفاع أسعار جميع الشركات وانخفاضها دفعة واحدة كما كانت التقلبات الحالية في المؤشر نتيجة الارتفاع غير المنطقي الذي حدث العام الماضي”، مضيفاً “إذا كان هناك اتفاق في الساحة الدولية ولم يرتفع الدولار فإن المؤشر سينخفض مرة أخرى وقد تكون هناك بعض الشركات في البورصة ذات قيمة في ضوء الأسعار العالمية ولكن هذا ليس هو الحال مع السوق ككل فعندما تكون نسبة 60٪ من السوق أعلى من القيمة  يمكن أن تؤثر على السوق بالكامل وتتسبب في انخفاض المؤشر”.

وأكد درخشاني أنه “في سوق المال يجب ألا ترتفع أو تنخفض أسهم جميع الشركات في نفس الوقت بشكل أساسي إذا لم يرتفع سعر الدولار يجب أن ينخفض مؤشر سوق الأسهم مرة أخرى فإذا ظل سعر الدولار في منتصف الطريق، يمكن أن ينخفض المؤشر إلى مليون واحد، ولكن إذا ارتفع الدولار فقد يرتفع المؤشر”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: