الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 مارس 2021 07:41
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – الحكومة تحت مطر الاحتجاج

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقال لـ"سید علي رضا كريمي"، موضوع اجتماع حكومة الرئيس حسن روحاني تحت المطر. حيث رأى الكاتب أن هذا المطر قد يكون علامة على أمطار النقد والاحتجاج التي هطلت على روحاني خلال فترة توليه رئاسة الحكومة.

كان الاجتماع الأخير لحكومة الرئيس حسن روحاني هذا العام (ينتهي في 20 آذار/مارس) المحفوف بالمخاطر خاصاً أو من الأفضل القول أنه لا يُنسى. طبعا هذا الاختلاف لم يكن بسبب الكلمات بل بسبب المطر الذي بدأ يتساقط بسرعة من وسط خطاب الرئيس وتبلل حسن روحاني والوزراء الآخرين. وهذا ما دفع المراقبين والإعلاميين للالتفات إلى تساقط الأمطار ونشر تفسيرات مثيرة للاهتمام بدلاً من الالتفات إلى آخر خطاب للرئيس. فمثلاً اعتبر البعض هذه المسألة دليلاً على عدم كفاية الحكومة لأنها لم تستطع التنبؤ بالمطر وعقدت اجتماعاً تحت السماء. كما خلص البعض إلى أن تبلل الوزراء أي حكومة روحاني ليس لها خبرة على الإطلاق ولهذا يجب أن تتبلل.

كان هناك أيضًا أشخاص لديهم تفسير شعري لهذا الحدث وقالوا إن هذا المطر والحكومة التي تحته يعني أن العام المقبل سيكون مبارك. مثل هذه النصوص أرفقت بصور حسن روحاني تحت المطر الذي كان في مزاج جيد أمس وفتح الباب للنكات.

لكني أريد أن أنظر إلى الأمر من منظور مختلف. لا تلك التحليلات السوداء واستجواب الحكومة بأكملها صحيحة ولا الإطراء المشترك. يبدو أن هذا المطر قد يكون علامة على أمطار النقد والاحتجاج التي تهطل على الحكومات. حتى في بعض أوقات العام كانت السماء تمطر مثل الفيضانات قليلاً ما تكون أمطار النقد والاحتجاج خفيفة بل كانت شديدة وهذا أمر طبيعي.

تعرضت حكومة حسن روحاني للاعتراض كثيراً. من جهة كانت اعتراضات سياسية بدأت في آب/ أغسطس الماضي، حيث كان من المهم ألا يكون روحاني في السلطة وينبغي أن ينتقدوا ويحتجوا وفي بعض الأحيان كانوا مثل الأطفال يضربوا أرجلهم بالأرض ويومئوا برؤوسهم.

من ناحية أخرى كانت هناك احتجاجات للناس العاديين ويجب إعطاء هذه المجموعة الحق. كان المشروع الاقتصادي لحكومة روحاني هو السيطرة على التضخم وخلق الرخاء الاقتصادي خطوة بخطوة وفقًا للانفتاح في السياسة الخارجية. لكن الحكومة واجهت أمرين رئيسيين. كانت هناك شخصيات معروفة ومناسبة نزلت من قطار الحكومة والمشكلة الثانية كانت وصول صاحب الشعر الأصفر المجنون، أي دونالد ترامب، إلى أميركا. تسببت الحالة الأولى في تولي الدعاة والمعارف دفة القيادة وتسببت الحالة الثانية في أن تكون الحكومة بلا روح وحركة. لم يسعَ حسن روحاني لإعادة المجموعة الأولى بشكل صحيح، بل حاول إدخالهم إلى الحقول التي صممها بالحيل التي يعرفها عند الضرورة.

لكن كلما ذهبنا كلما زادت سماكة إملاء الحكومة كانت أصوات المعارضة تسمع أعلى وأفضل إلى أن جاء ترامب وأخل بالتوازن تمامًا. الآن كان الرئيس يواجه مجموعة لها صوت مسموع لأن ظروف المجتمع تسببت في سماع الانتقادات لذلك حدث تغيير في الاستراتيجية ومحاولة إعطاء نقاط لهؤلاء الأشخاص لذلك كان هناك تغيير في الاستراتيجية وتم إجراء محاولة لإعطاء نقاط لهؤلاء الأشخاص. ربما تسببت بعض هذه النقاط في خفض هذه المجموعة من فتيل النقد، لكن التجربة أثبتت أن إعطاء مثل هذه النقاط ليس له نهاية جيدة، وهذا هو بالضبط ما حدث. ومع ذلك، تبين أن حسن روحاني أصبح الرئيس الوحيد للجمهورية الإسلامية الذي يلتفت إلى محيطه. كانت المجموعة الأولى تحتج بلا رحمة على الحكومة والمجموعة الثانية أي الشعب كانت ضيقة الأفق لدرجة أنهم أعربوا علانية عن أسفهم للتصويت لروحاني والإصلاحيين الذين كانوا في يوم من الأيام مؤيدين للحكومة وقدموا أصواتًا قليلة التزم بعضهم الصمت والبعض احتجوا. لم يبق أحد مؤيدا وبقي حسن روحاني وحيداً.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا حدث هذا؟ هل لم يكن من الممكن لروحاني أن يتصرف بطريقة لا تفقده تأييد الشعب والإصلاحيين؟ بالتأكيد يمكن ذلك. كان لا بد من اتخاذ إجراءات أعاقتها الدائرة الأولى فمنذ البداية ارتكب الرئيس خطأه الأول بتقديم تنازلات للمجموعة الأولى. تكرر هذا الخطأ بطرق مختلفة ولم يكن هناك أحد ولا تيار ليكون مظلة ومأوى للحفاظ على الحكومة آمنة.

أمس غرق جميع وزراء الحكومة بمن فيهم حسن روحاني في أمطار غزيرة ومن بين ردود الفعل على الحادث لم يقل أحد “أتمنى لو كنت الملجأ له”. البعض أطلق النكات والبعض الآخر كتب تحليلات سوداء.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: