ترند إيران – احتفالات الأربعاء الأخير من السنة الشمسية
تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، مع إحياء ليلة الأربعاء الأخيرة من السنة الشمسية الحالية (تنتهي 20 آذار/ مارس 2021)، أو كما تعرف باسم "تشهار شنبه سوري" بالفارسية. وعبّر البعض عن سعادته بهذه الاحتفالات رغم الظروف الصحية في البلاد، فيما رفض البعض القيام بهذه الطقوس كونها عادات وثنية حسب تعبيرهم، فيما أصر جزء من المغردّين على أن هذه الطقوس من أصل البلاد ويجب المحافظة عليها.
وتشهار شنبه سوري هو مهرجان تقليدي إيراني يقام في آخر ليلة الأربعاء الأخير من السنة الفارسية ويعود مصدرها إلى اللغة الفارسية القديمة ويحمل معاني عدة أهمها الاحتفال والأحمر المتوهج.
يقوم الإيرانيون، الشباب خاصة، بالاحتفال بهذا العيد منذ آلاف السنين عن طريق إشعال نيران كبيرة في مداخل الطرقات، ويعمد الكثيرون إلى القفز فوقها وهم يرددون أشعاراً محلية. يعد هذا احتفالاً لاستقبال النوروز وإعلان مجيء الربيع وبدء السنة الفارسية الجديدة.
يقيم الناس هذا الاحتفال “لتحقيق الأمنيات ودفع البلاء” إذ يتم استعمال جرة من الفخار يوضع فيها كمية من الفحم الأسود علامة على الحظ السيئ، وقليل من الملح لتذر في عين الحاسد وقطعة نقد لتنهي الضيق المادي.
على مواقع التواصل الاجتماعي، رحّب بعض المغرّدين بهذه الاحتفالات، عارضين الصور لاحتفالاتهم بهذه المناسبة. وأوضحت فاطمة أبو الفضل “أننا احتفلنا اليوم باستخدام الألعاب النارية، كما أشعل ملايين الإيرانيين النيران عند غروب الشمس وقفزوا فوقها. كم هي جميلة عاداتنا وتجعلنا أكثر تمسكاً بأرضنا وتاريخنا”.
أما علي شاه بابائي، فاشتكى من احتفالات هذا العام القليلة نظراً لانتشار وباء كورونا، وأضاف “هذا العام، بسبب الفيروس، أشعلنا النار في فناء منزلنا، لكن قبل عامين، كان كل الناس في الزقاق يشعلون حريقًا كبيرًا معًا، وكنا نسمع الأغاني، وكان الأولاد يرقصون، أتمنى أن تتغير الأحوال في السنة المقبلة وأن نعود لحياتنا الطبيعية”.
على المقلب الآخر، رفض بعض المغرّدين هذه الاحتفالات، معتبرين أنها طقوس وثنية لا يجب أن تبقى في الجمهورية الإسلامية، ورفضها البعض أيضاً نظراً لعدد الجرحى الذين يصابون بحروق. وأوضح مهران شيخي أن هذه الليلة أسفر حتى الآن عن 8 قتلى و1030 جريحاً، متسائلاً “لماذا كل هذا؟ ألا يمكننا أن نحتفل بهدوء؟”.
ولفت سيد مهدي سيد رضائي إلى “أنني هذا العام، كما في كل عام، لم أصرف أموالي على هذه التفاهات”، مضيفاً “يجب أن يأتي اليوم الذي نتخلى فيه عن هذه العادات التي لا معنى لها ونتائجها سلبية كل سنة على أرواح الناس”.
وأوضح أمير حسين برزوئي أنه “من حسنات غلاء المعيشة في البلاد، أن عدد المفرقعات النارية قد أصبح أقل من السنوات الماضية بسبب الأسعار المرتفعة، تخيلوا أننا استمتعنا بساعات من الهدوء بسبب هذه الأزمة”.
أما وحيد بروماند، فرفض المطالب بإلغاء هذا العيد بسبب أعداد الإصابات، مشيراً إلى “أننا قدّمنا آلاف الشهداء من أجل الحفاظ على الإسلام والثورة، ألا تستحق عاداتنا وتقاليدنا أن نضحي من أجلها كي تبقى موجودة ونحافظ عليها؟”.