الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 مارس 2021 07:47
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين بالنسبة لإيران

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"سعيد نوروزي"، موضوع مقاربة الإصلاحيين للفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في أميركا. حيث رأى الكاتب أنه بالنظر إلى سلوك الإدارة الأميركية الجديدة أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة، خلافًا لمعتقدات بعض الناس، لا تختلف عن قبل وسياسة الفصيلين الأميركيين هي نفسها أي ضرب إيران، حسب تعبيره.

مع الإعلان عن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كان الإصلاحيون بالطبع سعداء للغاية برحيل دونالد ترامب ووصول رئيس ديمقراطي. وهو ما يشار إليه بـ “حملة بايدن في طهران”. والرئيس حسن روحاني الذي يعتبر الديمقراطيين مهذبين قال إنه هزم ترامب معبرا عن ذلك بالقول “الحرب الاقتصادية انتهت”. ووزير الخارجية محمد جواد ظريف أعرب عن سعادته قائلاً “نعم من الواضح أن بايدن يختلف عن ترامب فالجميع سعداء بمغادرة ترامب وقدوم بايدن” . كل الأنظار كانت على الإدارة الأميركية الجديدة وكانوا ينتظرون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. ولكن التفاؤل بجو بايدن، لم يكن سوى سرابًا. وفي نظرة على كلام الإدارة الأميركية الجديدة تظهر أنه على الرغم من وعود إدارة بايدن الانتخابية فإنها لا تنوي العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران. ومن ناحية أخرى تظهر مراجعة مواقف مسؤولي البيت الأبيض بساطة وتفاؤل وخيال سياسيي بلادنا اتجاههم. وحتى رغم عودة الديمقراطيين إلى السلطة يبقى الاتفاق النووي على الأرض. فعلى سبيل المثال يقول بايدن رئيس الولايات المتحدة “نحن مستعدون للانخراط في مجموعة 5 + 1 لكننا سنواجه أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.

وهكذا تصف الناطقة باسم البيت الأبيض “جين ساكي” موقف واشنطن من الاتفاق النووي بقول “إذا عادت إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي فإن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه”. و كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في الأيام الأخيرة “لن نقدم أي حوافز أحادية الجانب لإقناع الإيرانيين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وإذا كان تصور الإيرانيين هو أننا سنقدم لهم تنازلات أو خطوات أحادية الجانب دون اتخاذ أي إجراء من جانبهم للامتثال الكامل لمجلس الأمن الدولي فقد اساؤو الفهم”. وبالطبع لم تكن هذه الخطوة المناهضة لإيران من قبل الإدارة الأميركية الجديدة بعيدة عن الواقع. وكانوا قد أعلنوا رسميًا في الأشهر التي سبقت انتخابات 2020 أنهم لن يعودوا إلى الاتفاق النووي بسهولة. ولكن للأسف انتظر المسؤولون الحكوميون الإيرانيون، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي والمشاكل القائمة، الولايات المتحدة. واعتقدو أن هناك فارق بين ترامب وبايدن فيما يتعلق بإيران. فقبل أشهر من فوز بايدن قال كبير مستشاري بايدن ووزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكين أن “بايدن يسعى إلى “اتفاق أقوى” مع إيران إذا فاز في انتخابات 2020″. حتى وزير خارجية إدارة باراك أوباما جون كيري المسؤول أيضًا في إدارة بايدن اليوم في كانون الأول/ ديسمبر 2019 توقع فوز بايدن وقال “إن جو بايدن يعرف أنه لا يكفي العودة إلى حيث كنا وكما تمت إضافة مواضيع جديدة في آخر ثلاث سنوات ونصف جو بايدن يعلم أنه يتعين علينا التأكد من أن لدينا كل شيء في الاتفاقية”.
من الواضح أن نبرة الخطاب المستخدمة واضحة حيث كان ترامب يقول “أن الإتفاق النووي سيء وأريد غيره”، وأما الديمقراطيون قالوا “الاتفاق النووي ليس سيئاً ولكن ليس كافياً في شكله الحالي”.

بعبارة أخرى كلاهما يعبر عن “لهجة مختلفة” في “مطلب واحد” لإيران والاتفاق وعلى الرغم من اختلاف مقاربتهما إلا أن نواياهما وأهدافهما واحدة. لكن اليوم بالنظر إلى سلوك الإدارة الأميركية الجديدة أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة، خلافًا لمعتقدات بعض الناس، لا تختلف عن قبل، و ما تزال هي نفسها، وسياسة كلا الفصيلين الأميركيين هي ضرب إيران وزيادة مشاكل الجمهورية الإسلامية. وإذا كان هناك فرق بينهما فأحدهما فرض عقوبات معادية للإنسان والآخر لا يفكر حتى في رفعها ويستمر أحدهم بالإعلان رسمياً أنه يريد إسقاط إيران وآخر يريد تدمير إيران بقفاز مخملي بيد من حديد تحته.

اليوم لم يعد هناك ثنائي القطب الجمهوري-الديموقراطي الذي كان دائمًا نقطة خلاف بين الغربيين والتيار الثوري. فالمئات من العقوبات المعقدة في إدارة أوباما ومئات العقوبات الشديدة في إدارة ترامب هي دليل على هذا. وحتى على عكس مزاعم بعض التيارات اتخذت الحكومات الديمقراطية في بعض الأحيان إجراءات معادية لإيران ومعادية للشعب أكثر من الجمهوريين. لذا فليس من الحكمة والعقلانية أن ننظر إلى رجال الدولة الأميركيين وأن نتوقع من الولايات المتحدة حل مشاكل البلاد، بل هم سيزيدون من مشاكل الناس الذين عانوا كثيرًا خلال هذه السنوات.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: