الجادّة: طريقٌ في اتجاهين

بعد سلسلة “آدم ها”، جاده إيران تفتتح محطة أدبية جديدة

للمشاركة:

جاده ايران- ديانا محمود

رسم الأدب الفارسي خطوطه العريضة منذ بدايات القرن التاسع الميلادي حتى يومنا هذا بألوان عديدة زاهية، كما عبَر محطات متنوعة أبدع في بعضها دون الآخر، حيث عُرفَ الأدب الفارسي في مواضيع التصوف والعرفان مما جعل اسمه يقترن بهذا المجال، لذلك كان من الطبيعي أنْ تتجه الدراسات العالمية ومنها العربية إلى هذا الجانب المشرق من الأدب الفارسي لتلمع أسماء مثل جلال الدين الرّوميّ وحافظ الشيرازيّ وفردوسي وسعدي الشيرازيّ في المكتبة العربية كنخب عرفها الأدب في الشرق وأثرت على الغرب أيضاّ. لكننا في محطتنا هذه على جادة ايران نرغب بتقديم جانب آخر من هذا الأدب وهو الأدب المعاصر، الذي ازدهر في القرن العشرين وأنتج عددا من الأسماء الكبيرة وصل منها القليل إلى عالمنا العربي منها صادق هدايت وجلال آل أحمد وفروغ فرخزاد.

بعد سلسلة "آدم ها"، جاده إيران تفتتح محطة أدبية جديدة 1

وحمل الأدب الفارسي المعاصر تقسيمات سياسية ترافقت مع العصر الحديث، حيث تعتبر اللغة الفارسية اليوم اللغة الرّسميّة لثلاث دول هي أفغانستان وإيران وطاجكستان، وبالطبع لكلّ دولة خصوصيتها الثقافيّة وطابعها الأدبي المستقل على الرغم من وجود قواسم مشتركة كثيرة وتقاطعات واضحة بسبب اللغة الواحدة من جهة، وتوحد أسباب النهضة في المنطقة من جهة ثانية.
وعند الوقوف على أسباب النهضة التي شهدتها العديد من الدول الآسيوية والأفريقية في القرن العشرين يمكن القول أن الطباعة والصحف والترجمة والتيارات الفكرية في العالم الحديث والبعثات التبشيرية والمدارس وحركات التحرر أثرت بدرجات مختلفة على تلك الدول وبالتالي على النهضة الأدبية التي شهدتها في زمن واحد تقريباً وهو مطلع القرن العشرين، ويمكن للباحث ملاحظة هذه التقاطعات بشكل واضح عبر الدراسات المقارنة بين الآداب في المنطقة.
بالطبع كان للترجمة بشكل خاص تأثير على تشكيل نواة الأدب المعاصر فاذا بحثنا بالشعر الحر أو الراوية أو القصة القصيرة سندرك إن رواد هذه الأجناس الأدبية في الشرق تأثروا بالترجمات ومطالعة الآداب الغربية، لكن هذا العامل لم يكن ليكفي لو لم يكن الشرق بيت الآداب العريقة فهو خالق الأساطير والملاحم والقصص الشعبية ودواوين الشعر.
ولذلك فإننا ابتداءً من يوم الجمعة المقبل سنعمل في جاده إيران على تقديم محطة أدبية اسبوعية تحتوي على إضاءات في أجناس الأدب الإيراني المعاصر من شعر و قصة قصيرة، وذلك عبر التعريف برواد هذين الحقلين وترجمة بعض آثارهم، آملين أنّ نُوفق في نقل صورة تعريفية عن هذا الأدب بطريقة ممتعة ومفيدة للمهتمين والقراء.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: