الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 مارس 2021 08:05
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – رؤوس أموال إيران تتوجه للاستثمار في العملات الرقمية

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال لـ"سیاوش رضائي"، موضوع توجّه الإيرانيين إلى سوق العملات الافتراضية. حيث أوضح الكاتب أنه بسبب زيادة مخاطر أسواق الاستثمار التقليدية في البلاد مثل العملات والذهب والأسهم يتزايد إقبال الإيرانيين على هذا السوق العالمي يومًا بعد يوم.

بعد تغيير اتجاه سوق الأسهم من آب/ أغسطس من العام الماضي، ترافق تدفق الاستثمار مع العديد من التغييرات بينما كان سوق الأسهم حتى العقد الثاني من آب/ أغسطس في طليعة جذب رأس المال الجزئي والكلي. ومع استمرار الاتجاه التنازلي لسوق الأوراق المالية تمت إعادة توزيع رأس المال الشعبي بين الأسواق المختلفة وذهب البعض إلى سوق العملات والذهب مرة أخرى والبعض الأخر كان  لديه سيولة كبيرة فتوجه إلى سوق الإسكان. ولكن سوق الأوراق المالية لا يزال يستضيف جزءًا كبيرًا من رأس المال سواء أولئك الذين ظلوا في البورصة لسنوات وحققوا عائدًا إيجابيًا أو أولئك الذين لم يعد لديهم مبرر لبيع الأسهم بسبب الخسائر الكبيرة.

ولكن في الإيام الأولى لهذه السنة انفتح سوق جديد أمام المستثمرين الإيرانيين حيث تمكن سوق العملات المشفرة الذي جذب انتباه بعض المستثمرين منذ عام 2017 بقفزة سعرية منذ الأيام الأخيرة من عام 2020، ونموه السريع أدى لجذب عدد من المستثمرين. وبناءً على ذلك بدأ عدد من المستثمرين الإيرانيين الذين زاد عددهم في الأشهر الأخيرة برأس مالهم في شراء مجموعة متنوعة من العملات المشفرة وخاصة البيتكوين. وفي هذا الصدد أصبحوا مضيفين لقنوات التدريب لتداول العملات الافتراضية. على الرغم من أن سوق العملات المشفرة قد شهد تقلبات عالية خلال هذه الفترة، إلا أنه شهد نموًا مذهلاً بشكل عام  بحيث وصلت عملة البيتكوين بالأمس إلى رقم تاريخي قدره 54 ألفًا و 219 دولارًا بنمو قدره 2000 784 دولار أو 5.4 بالمائة.

وفي غضون ذلك ارتفعت عوائد السوق والعملة والذهب منذ بداية العام الحالي (بدأ في 21 آذار/ مارس 2020) وحتى يوم أمس أكثر من العام الماضي. وعلى هذا الأساس حقق الدولار الأميركي عائدًا بنسبة 62.6٪ منذ بداية العام الشمسي الحالي على الرغم من الاتجاه النزولي الذي سجله أمس حيث نما بنسبة 74.1٪. لكن بورصة طهران لا تزال السوق الأكثر ربحًا لأولئك الذين دخلوا السوق العام الماضي، على الرغم من سلسلة الانخفاضات في الأشهر الأخيرة بمتوسط عائد 135.9 في المائة. طبعا من دخل هذا السوق منذ شهر تموز/ يوليو من العام الحالي رغم متوسط العائد المرتفع تعرض لخسائر فادحة.

حتى يوم أمس، شهد المؤشر الإجمالي لبورصة طهران 4 أيام إيجابية فقط وانخفض في الأيام الأخرى. ومع ذلك، مع التحسن النسبي للأوضاع في هذا السوق  نما المؤشر خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتُظهر دراسة العائد ومعدل النمو لمؤشر إجمالي الأسهم على أساس شهري في 12 شهرًا من العام الحالي بشكل جيد اتجاه سوق الأسهم. ومع ذلك، مع الأحداث التي وقعت في البورصة في 11 آب/ أغسطس، سلكت البورصة مسارًا مختلفًا، حيث عاد سهم طهران للتراجع بعد ذلك وبلغت البورصة سالب 8.2٪ وانخفضت بمقدار 965 وحدة مقارنة بالشهر السابق. وفي أيلول/ سبتمبر تعزز الاتجاه النزولي للمؤشر بحيث تراجع المؤشر وبلغ عائده سالب 9.2 في المائة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر أيضًا، وصل العائد على البورصة إلى 11.4٪ سالب. ومع ذلك منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام  تسارع المؤشر بشكل طفيف في الانخفاض وبذلك انخفض المؤشر في هذا الشهر وبلغ عائده سالب 4.7 في المائة، وهو ما يظهر انخفاضًا أقل مما كان عليه في الأشهر السابقة. بعد خمسة أشهر من العوائد السلبية في بورصة طهران، تمكن مؤشر الأسهم الإجمالي من تسجيل نمو ووصل إلى 6.9 بالمائة في كانون الأول/ ديسمبر. ولكن الأحداث على الساحة الدولية تسببت في تضاؤل المناخ الإيجابي حيث انخفض مؤشر الأسهم الإجمالي خلال كانون الثاني/ يناير بمقدار سالب 20٪. وأما في شباط/ فبراير، كانت عودة بورصة طهران إيجابية مرة أخرى وهذا الشهر نما المؤشر بما يعادل 7.6 في المائة. وهذا الشهر عاد المؤشر للتراجع ووصل إلى سالب 2.2٪.

على الرغم من أن الخبراء حذروا دائمًا من المخاطر العالية لسوق العملات الرقمية والاستثمار فيها، فقد رحب المستثمرون الإيرانيون بها بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. ويوجد الآن عدد كبير من قنوات البيع والمواقع النشطة في الفضاء الإلكتروني. وقد استثمر عدة ملايين من الأشخاص في هذا السوق. كما ذكرنا سابقًا ارتفعت عملة البيتكوين بالأمس باعتبارها العملة المشفرة الأكثر شيوعًا. وبالتالي من حيث سعر الدولار الحالي في السوق الإيراني، فإن قيمة كل بيتكوين تزيد عن 1.3 مليار تومان (1$= 24800 تومان، بسعر السوق). وفي بداية هذا العام، كان سعر البيتكوين 28907 دولار وبالتالي  في حوالي شهرين نمت هذه العملة الافتراضية بمقدار 25359 دولارًا أي ما يعادل 87.7٪. ومن خلال تحويل هذا النمو إلى التومان، يمكن القول أن سعر البيتكوين قد ارتفع بأكثر من 614 مليون تومان خلال هذه الفترة. نمت البيتكوين في الأشهر الستة الماضية بمقدار 436 في المائة وفي العامين الماضيين إلى 460 في المائة. وبالتالي، بسبب زيادة مخاطر أسواق الاستثمار التقليدية في البلاد مثل العملات والذهب والأسهم يتزايد إقبال الإيرانيين لهذه السوق العالمية يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من عدم توفر معلومات دقيقة عن عدد المشترين الإيرانيين للعملات الافتراضية وقيمة استثماراتهم  تشير تقارير غير رسمية إلى دخول ما يقرب من مليوني إيراني إلى السوق في الأشهر المقبلة وهذا يعني بأنه يجب مراقبة جاذبية الأسواق المحلية والعملات الافتراضية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: