الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 مارس 2021 07:38
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – اليمنيون يتمرنون على الانتقام من تل أبيب

تناولت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في أحد تقاريرها، موضوع الحرب بين اليمن والسعودية وهجمات حركة "أنصار الله" في الداخل السعودي. حيث كتبت الصحيفة أنه يمكن القول إن حرب اليمن مع إسرائيل ستكون حتمية، نظراً لدعمها للرياض، وبالتالي تعتقد "وطن امروز"، أن عمليات "توازن الردع" بمثابة تمرين لمهاجمة تل أبيب.

شنّ اليمنيون قبل حوالي 20 شهراً هجموماً موازناً لجرائم آل سعود من خلال تبني استراتيجية جديدة لمواجهة المعتدين. وخلال هذه الفترة تم تنفيذ ست جولات من العمليات المشتركة لوحدة الصواريخ والمسيّرات والتي أطلق عليها اسم “توازن الردع” من الأراضي اليمنية وحتى كافة أنحاء المملكة العربية السعودية وقد كان ذلك بشكل رئيسي رداً على قصف المناطق المدنية في اليمن من قبل آل سعود. وكانت آخر هذه الهجمات عملية “توازن الردع 6” والتي نُفّذت مساء الأحد بثمانية صواريخ و 14 طائرة مُسيّرة وأثيرت عقبها قضايا مهمة. حيث شمل الهجوم هجوماً صاروخياً على مدينة الدمام والموانئ المحيطة التي تقع على بعد 1500 كيلومتر من صنعاء (عاصمة اليمن). وقد دفع الهجوم بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليمنيين إلى التكهن بأن العملية كانت تمريناً على استهداف الأراضي المحتلة في فلسطين. وبالنظر إلى أن البيان الصادر عن حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية وأنصار الله والذي مفاده معارضة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وكذلك النظر في التعاون الدفاعي والأمني لهذا الكيان مع الإمارات والسعودية على جزيرة سقطرى ومأرب ومع التنظيم الحالي في المنطقة، فإن احتمال مواجهة عسكرية يمنية مع الكيان الصهيوني أمر غير مُستبعد.

إن الهجوم اليمني الواسع على السعودية مساء الأحد واستهداف مينائي رأس التنورة والخُبر الإستراتيجيين في محافظة الدمام إضافة إلى كونه ضربة قاسية للبنية التحتية النفطية السعودية يُظهر أن اعتماد واستمرار استراتيجية “توازن الردع” ضد المعتدين ستكون قادرة على تغيير معادلة المعركة اليمنية لصالح قوات أنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية. و”توازن الردع” هي مجموعة عمليات مطروحة على جدول الأعمال منذ آب/ أغسطس 2019 من قبل جماعة أنصار الله اليمنية رداً على هجمات التحالف السعودي على الأراضي السعودية. وقد أدّت الهجمات الوحشية التي شنتها القوات الجوية السعودية على المطارات والشرايين الاقتصادية والبنية التحتية المتبقية في اليمن إلى ابتكار عملية “توازن الردع” ضد منشآت أرامكو النفطية والمطارات العسكرية السعودية في كافة أرجاء السعودية.

كانت أولى هذه العمليات والتي أطلق عليها اسم “توازن الردع 1″ منذ ما يقرب عن 20 شهراً في آب/ أغسطس 2019، وكانت على شكل غارة بطائرات مُسيّرة على حقل النفط ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو في منطقة الربع الخالي بمحافظة الشرقية السعودية، حيث كان أكبر هجوم آنذاك. حيث يقع الحقل على بعد 10 كيلومترات فقط من الحدود الجنوبية للإمارات وتستخرج السعودية منه نصف مليون برميل من النفط يومياً. وقد قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في شرح للعملية: ” قامت 10 طائرات مسيرة وفي وقت واحد باستهداف هذا الحقل والمصفاة التي تحتوي على خزان استراتيجي بسعة تزيد عن مليار برميل من النفط”.

وكانت العملية الثانية بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر 2019 حيث استهدفت مصافي “بقيق” و”خريص” شرقي السعودية والجدير بالذكر أن هذه العملية أدّت لخفض إنتاج النفط السعودي بنسبة 50% وزيادة أسعار النفط العالمية بنسبة 19% آنذاك.

والعملية الثالثة كانت عشية اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين وحكام المصارف المركزية للمجموعة بتاريخ آذار/ مارس 2020 في الرياض وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى السعودية وقد استهدفت العملية مواقع سعودية حيوية في ميناء ينبع ومنشأة أرامكو النفطية. وقد تم الهجوم بـ12 مُسيّرة وصاروخين من طراز قدس وصاروخ ذو الفقار البالستي. وتجدر الإشارة أن هذه العملية كانت رداً على مقتل 40 مدنياً يمنياً بتاريخ 15 شباط/ فبراير 2020 حيث كان أغلب الضحايا من النساء والأطفال.

والعملية الرابعة كانت بتاريخ تموز/يوليو 2020 وقد كانت عملية واسعة النطاق استهدفت العاصمة السعودية الرياض. ووفقاً للعميد يحيى سريع فقد تمت العملية بعدد كبير من الصواريخ البالستية وصواريخ قدس وذوالفقار والمُسيّرات. وقد تم استهداف وزارة الدفاع والمخابرات السعودية وقاعدة الملك سلمان الجوية وبعض المواقع العسكرية في الرياض وجيزان ونجران. وتجدر الإشارة أن هذه العملية كانت رداً على استمرار الحصار والعدوان الظالمين على الأمة اليمنية.

أما العملية الخامسة تمت باستخدام 15 مُسيّرة وصاروخ بالستي من طراز ذو الفقار واستهدفت العمق السعودي. وقد تم استهداف 5 مطارات سعودية بذات الوقت حيث أدّى الهجوم لتأجيل عشرات الرحلات الجوية وكما استهدفت هذه العملية مواقع حساسة في الرياض ومواقع عسكرية في خميس مشيط وأبها.

والعملية السادسة تمت يوم الأحد بتاريخ 7 آذار/ مارس 2021 وكانت عملية مشتركة بين سلاح المُسيّرات والصواريخ واستهدفت مناطق مهمة في السعودية. حيث استخدم بالهجوم صاروخ بالستي من طراز ذو الفقار و7 صواريخ من طراز بدر1 و10 مُسيّرات من طراز “صمّاد3” و4 مُسيّرات هجومية من طراز K2.

إن النفوذ العسكري والأمني للكيان الصهيوني في المجال الأمني لليمن منذ الغزو السعودي لهذا البلد كان متماشياً مع المصالح الإماراتية والسعودية. وبصرف النظر عن الدعم الاستخباراتي لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) للسعودية والتعاون العسكري الصهيوني مع الإمارات وميليشياتها المرتزقة في عدن وجزيرة سقطرى، فقد أدّى التحرك السياسي للكيان الصهيوني ضد حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية إلى تشديد العقوبات والحصار على الشعب اليمني وعلى إثر ذلك تم إدراج الكيان الصهيوني في قائمة الأعداء الفعليين لليمنيين إلى جانب الولايات المتحدة كحليف للمعتدين. وقد أعلن وزير النقل في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية قبل شهرين في خطاب أن الكيان الصهيوني ينهب الموارد والثروات في جزيرة سقطرى بغطاء من الإمارات. ومن جهة أخرى تحدثت القناة العاشرة الصهيونية بشكل علني عن وجود شراكة استراتيجية بين الكيان الصهيوني والسعودية ضد محور المقاومة، وكما تمنّت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية التوفيق للسعودية مؤكدة أن انخراطها في اليمن أدى لسعادة إسرائيل. والجدير بالذكر الإشارة إلى أنه قبل هذه القضايا، قال عبد الملك بدر الدين الحوثي الأمين العام لحركة أنصار الله اليمنية في الذكرى الثانية للعدوان السعودي على اليمن: “واشنطن وتل أبيب هما الجناة وهما الداعمان الرئيسيان للهجوم على اليمن والشعب اليمني”. وكما أن معارضة حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية لمقترح تطبيع العلاقات بين الدول العربية والصهاينة عامل آخر حولها إلى تهديد محتمل لليمنيين. وبناء على ذلك يمكن القول إن حرب اليمن مع الكيان الصهيوني ستكون حتمية وبالتالي يمكن اعتبار عمليات “توازن الردع” بمثابة تمرين لمهاجمة الأراضي المحتلة.

رأى السعوديون ساحة المعركة خاسرة في السنوات الثلاث الماضية بعد تعاظم القدرة الصاروخية اليمنية وتقدم أنصار الإسلام والجيش في وسط وشمال اليمن، و من ناحية أخرى مع هزيمة التحالف مع الإمارات على الساحة السياسية لم يعد لديهم ما يقولونه، وهم الآن يسعون لتشكيل تحالف جديد في عدوانهم على اليمن وذلك بجر تركيا إلى الحرب اليمنية ومعركة مأرب. وبالأمس غرّد مجتهد وهو معروف بالكشف عن أسرار آل سعود، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيتعين عليه طلب المساعدة من تركيا في اليمن وذلك ضمن الوضع الاضطراري الراهن وأن تركيا ستقبل بذلك بشرط أن تُغضب الإمارات. لذلك يقف بن سلمان على مفترق طرق بين اضطراره على طلب المساعدة من تركيا والحصول على موافقة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وقد انتشر خبر التواجد التركي في اليمن على نطاق واسع ضمن وسائل الإعلام اليمنية منذ أكثر من عام. وعلى الرغم من أن حزب الإصلاح ذو الميول الإخوانية جزء من التحالف السعودي ويوفر جزءاً كبيراً من الميليشيات التابعة لحكومة منصور هادي إلا أن الوجود الإماراتي في المناطق الجنوبية من اليمن قد جذب الإخوان إلى تركيا. وتشهد محافظة تعز، باعتبارها القاعدة الرئيسية لجماعة الإخوان المتحالفة مع تركيا حالة توتر منذ شهور ويقاتل الإخوان عناصر من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى بالدعم الكامل من الإمارات. وعلى الرغم من أن الوجود التركي في الحرب يبدو أنه يركز على الدعم اللوجستي للسعوديين إلا أن الحقيقة هي أنه إذا فتحت تركيا الباب للحرب مع اليمن خاصة في مأرب فإن إردوغان سيدخل في لعبة خطيرة يمكن وصفها بـ “الفخ” للرئيس التركي الديكتاتوري. والذي أصبح واضحاً على مرّ السنين أن المعتدين على اليمن بغض النظر عن مدى تدخلهم لن يكون لهم مصير أفضل من آل سعود في قتال أنصار الله.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: