الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 مارس 2021 08:00
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – المقاومة النشطة أمام الغرب تنتصر على الدبلوماسية

ناقشت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في مقال لـ"نوید مؤمن"، خلفيات قرار أميركا والترويكا الأوروبية الأسبوع الماضي سحب القرار الذي يدين إيران من مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث رأى الكاتب أن ما أدى إلى هذا القرار هو المقاومة النشطة للبلاد، وليس الدبلوماسية التي اعتمدتها الحكومة.

أدى تراجع الترويكا الأوروبية في مجلس المحافظين بشأن إصدار قرارات جديدة ضد بلدنا إلى تحليلات مختلفة وبعض التكهنات حول سبب حدوث هذا السلوك من الجهات الغربية. في غضون ذلك  اعتبرت بعض وسائل الإعلام المؤيدة لـ “الدبلوماسية الغربية” و “الاقتصاد الموجه للعقوبات” تراجع الجانب الآخر نتاج “دبلوماسية حكومية فاعلة” وتؤكد أن استمرار هذا النهج في مجال السياسة الخارجية سوف يجلب المزيد من الفوائد لإيران. وأما “الاستطلاع الزائف” للحادث أدى إلى خطابات مضللة للجمهور. ولكن  “استراتيجية المقاومة النشطة” هي الخط الأحمر السياسي والإعلامي والدعائي لمؤيدين التيار الغربي في البلاد.

كان رد فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على “دبلوماسية التسول” أو “استراتيجية تحويل العدو إلى صديق” واضحًا للغاية. رداً على نفس الاستراتيجية الرادعة وغير الفعالة  لم تفِ إدارة أوباما بالعديد من التزاماتها بعد انتهاء الاتفاق النووي كما وافقت الترويكا الأوروبية على تصرفات الولايات المتحدة التي انتهكت هذا الاتفاق وكانت الدبلوماسية المعيبة نفسها من قبل إدارة ترامب حيث انسحب بسهولة من الاتفاق النووي مع إيران محولة “مثالية بعض المسؤولين في الوفاء بالالتزامات الغربية” إلى “مركز ثقل” لعبتها المناهضة لإيران بالانسحاب من الاتفاق النووي وممارسة الضغط الأقصى على بلادنا.

في الوقت الحاضر فإن إدارة بايدن وشركائها الأوروبيين في الولايات المتحدة فرحون بـ “دبلوماسية التسول” وهم يعتقدون أن “السياسة الخارجية الموجهة للعقوبات” من ناحية ستزيد من “قوتهم التفاوضية والتنازلات” تجاه بلادنا ومن ناحية أخرى ستزيد “تكاليف المقاومة على الغرب”. ولكن مما لا شك فيه أن التذرع بالدبلوماسية الموالية للغرب في مجال السياسة الخارجية ووضع كل بيض الدبلوماسية في سلة الترويكا الأوروبية كان له نتيجة كارثية لإيران، والإصرار على هذه الدبلوماسية مرة أخرى (التي فشلت في الاختبار في أسوأ الأحوال) بطريقة ممكنة في السنوات الأخيرة وهو أيضًا خطأ مزدوج لا يمكن إصلاحه. على أي حال فإن ما أدى إلى انسحاب الغرب من القرار المناهض لإيران في مجلس المحافظين لم يكن “دبلوماسية التسول”. فإن تحذير جمهورية إيران الإسلامية من إلغاء أي اتفاق مع الوكالة علاوة على ذلك  فإن الهمسات حول “رد إيران الصارم على القرار الجديد المناهض لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، بما في ذلك التحرك نحو التخصيب بنسبة 60٪ وتفعيل القدرات الخاصة لبرنامجنا النووي لم تترك مجالاً للمخاطر الغربية في المعادلة. بعبارة أخرى وصل اللاعبون الأميركيون والأوروبيون إلى نقطة فاقت فيها “تكلفة اللعبة المعادية لإيران” “فائدة” اللعبة. ومن الواضح  في مثل هذه الحالة  أن الجانب الآخر ليس لديه خيار سوى التراجع والاستسلام. والميزة الأساسية لاستراتيجية “المقاومة النشطة” هي أنها تزيد “تكلفة لعبة العدو” مقابل “مصلحتها” وتجبرها في النهاية على التراجع عن قراراتها ومواقفها.

أدى إصرار التيار الداخلي الموالي للغرب على “عكس المصدر” والعلاقة بين “الانسحاب الأخير للغرب في مجلس المحافظين” و”الدبلوماسية القائمة على التسامح مع الغرب” إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأوروبية. في الوقت الحاضر تحاول واشنطن والترويكا الأوروبية اعتبار انسحابهما القسري من القرار المناهض لإيران بمثابة “تنازل” سخي قدمه الغرب لإيران. وحتى في البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية بعد قرارهما بالانسحاب اعتبروا هذا الانسحاب فرصة للدبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي وينبغي على بلادنا احترمه. ويجب الاعتراف بأن جزءًا مهمًا من الجرأة الأميركية الأوروبية المشتركة ضد إيران في التصريحات العديدة التي صدرت في الأشهر الأخيرة وجهودهم لتقديم العنوان الخاطئ للرأي العام العالمي يرجع إلى استمرار النظرة السلبية في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية لبلدنا.

لا شك أن المهمة الرئيسية لوزارة الخارجية هي إيصال رسالة قوية وحاسمة تظهر للولايات المتحدة وأوروبا أنهم “مدينون” وليسوا “دائنين” في مواجهة الانسحاب وتجاهل الاتفاق النووي. بينما ترحب واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بـ “الدبلوماسية السلبية الموجهة للغرب” فإنهم مرعوبون من “استراتيجية المقاومة النشطة” وتحولها إلى نموذج كبير في سياستنا الخارجية. ففي مثل هذه الحالة  يجب تعزيز هذا النوع من الاستراتيجية وليس من خلال تقديم عناوين وإشارات مقلوبة لإعطاء الأمل للعدو لبلورة وإرساء “سياسة خارجية موجهة للعقوبات” في البلاد.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: