الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 مارس 2021 07:27
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – ارتباط بعض الدول العربية بإسرائيل سيعود بالخسارة عليهم

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لعباس حاجي نجاري، موضوع الأخبار التي انتشرت عن نية بعض الدول العربية تشكيل تحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران. حيث رأى الكاتب أنه إذا خلقت هذه الدول أرضية لتهديد إيران بطبيعة الحال يجب أن يكونوا مستعدين لدفع ثمن إعطاء هذا المجال لهم وهو بالطبع لن يكون سهلاً عليهم، حسب وصفه.

زعمت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي أن قادة النظام في إسرائيل كانوا يحاولون تشكيل تحالف عسكري في المنطقة ضد إيران بمشاركة بعض شيوخ المنطقة، إلى جانب بيان صادر عن جامعة الدول العربية يزعم أن الجزر الثلاث في إيران تابعة للإمارات. كل هذا يظهر وهمًا جديدًا عانى منه حكام المنطقة الرجعيون وهذه المرة بالاعتماد على الإسرائيليين، ويحاولون كسب المصداقية والهيبة وبالطبع تعريض أمن المنطقة للخطر أكثر.

ذكرت شبكة 24 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة تجري محادثات منذ شهور لتشكيل تحالف دفاعي أمني بقيادة حلف شمال الأطلسي لمواجهة تهديدات جمهورية إيران الإسلامية. وأضافت المصادر نفسها أن المحادثات جارية لاتخاذ موقف مشترك للتصدي لامتلاك إيران قنبلة ذرية وبرنامجها الصاروخي. كما يزعم التقرير أن الدول الأربع المشاركة في المحادثات تعتبر برامج طهران النووية والصاروخية وسلوك إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط تهديدًا حقيقيًا للمنطقة بأسرها. بالتوازي مع هذه المحادثات تعمل إسرائيل على تعزيز علاقاتها مع الدول العربية الأخرى.

كما ذكرت يورونيوز الأسبوع الماضي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية شككوا مرة أخرى في سيادة إيران على الجزر الثلاث في الخليج وشددوا على سيادة الإمارات العربية المتحدة على أبو موسى و طنب الكبرى والصغرى. وفي القرار النهائي للاجتماع الذي تم اعتماده خلال اجتماع أعضائها في القاهرة عاصمة مصر اتهمت الدول العربية إيران بانتهاك سيادة الإمارات واصفة إياها بأنها خطوة نحو زعزعة استقرار المنطقة وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين. في مكان آخر في البيان ندد أعضاء في جامعة الدول العربية بخطوة إيران لفتح مكتب في أبو موسى ودعوا إلى انسحاب القوات الإيرانية من الجزيرة.

قبل أقل من أربع سنوات بعد توليه منصبه في البيت الأبيض اصطف دونالد ترامب مع حكام المنطقة بما يتماشى مع مشروع رهاب إيران ومن خلال إذلالهم كأبقار ألبان أميركية تمكن من إبرام عقود بمليارات الدولارات مع تعزيز المصانع لقد وسعت صناعة الأسلحة الأميركية هيمنتها في المنطقة وذهب المشروع إلى أبعد من ذلك ليخبر السعوديين أنه لولا الولايات المتحدة فسيتعين عليهم التحدث بالفارسية في الرياض في غضون أسبوع. لكن ترامب على الرغم من كل تلك الحملة ونشر حاملات الطائرات النووية والغواصات والقاذفات في المنطقة لم يفشل فقط في تأمين المشايخ ولكنه فشل أيضًا في الدفاع عن مصداقية الجيش الأميركي الذي يدعي أنه أكبر قوة عسكرية في العالم. وعندما تم استهداف طائرة بدون طيار متقدمة وإسقاطها فوق الخليج بمضاد إيراني بالكامل للطائرات وهو نظام “الثالث من خرداد” على الرغم من التفاخر الأولي بشأن قصف المراكز داخل بلدنا لم يجرؤ ترامب على الرد عندما أُبلغ باحتمال رد إيراني قوي وقيل له إنه سيتعين عليه دفع ثمن نعوش الآلاف من القوات الأميركية وحينها أدركت الأبقار الحلوبة في المنطقة أن العمود المهتز لم يعد يعتمد عليه. وتكرر هذا العجز بالطبع خلال استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ الإيرانية بعيدة المدى وعدم قدرة الأميركيين على الرد عليها. واتضح للمشيخات أنه من خلال ربط ذيولهم بجمال ترامب أنه لا يمكنهم كسب الهيبة والسلطة لأنفسهم. واهتزت بقية أمنهم بشدة وهو دليل على المصير المهين للسعودية والإمارات في التحالف ضد الشعب اليمني المظلوم وانسحاب الغربيين منه بسبب تبعات جرائمهم بحق الشعب اليمني.

الآن بينما أظهر الديمقراطيون خلال رئاسة بايدن على ما يبدو أن استعادة المصداقية الأميركية في العالم أكثر أهمية من الحفاظ على الموقف الهش لأنظمة الخليج فإنهم يحاولون التخلص من الأزمة التي خلقها ترامب في العراق ودول أخرى في المنطقة ومن المؤكد أن الأنظمة الرجعية  في المنطقة التي أشركت على شبكات العنكبوت للنظام الصهيوني المحتل ستكلفهم أكثر بالتأكيد وربما سيحرمها الأمن القليل المتبقي لها من أزماتها الداخلية التي بلغت ذروتها بهزيمتها من المقاومة اليمنية.

في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى بعض النقاط:

  • أولاً، الاصطفاف الحالي في المنطقة القائم على الاستراتيجية الأميركية والصهيونية بشأن رهاب إيران خاطئ بشكل أساسي لأن إيران ليس لديها توقعات من هذه المشيخات وقد شددت مرارًا وتكرارًا على ضرورة التحدث معهم لحل سوء التفاهم في المنطقة وبشكل أساسي لا تعتبرهم تهديدا لإيران.
  • ثانياً، بالطبع مع انفتاح الصهاينة على المنطقة وانفتاح هذه الأنظمة على الصهاينة فإن الوضع مختلف لأنه بحسب العداء الصهيوني المعلن للشعب الإيراني إذا خلقت هذه المشيخات أرضية لتهديد إيران بطبيعة الحال يجب أن يكونوا مستعدين لدفع ثمن إعطاء هذا المجال لهم وهو بالطبع لن يكون سهلاً عليهم.
  • ثالثاً، يجب على حكام المنطقة أن يتذكروا أنه حيث لم تستطع الولايات المتحدة أن تفعل شيئًا لهم بهذه الهيمنة والقوة العسكرية فمن الطبيعي أن النظام غير الشرعي والشعب الصهيوني لا يستطيعان فعل أي شيء. مع اختلاف أنه من الآن فصاعدًا فإن أي اضطراب في عملية التطورات في المنطقة سيُكتب على حسابهم وسيتعين عليهم دفع ثمنه.
  • رابعاً، لقد أظهرت إيران مرارًا وتكرارًا أنها لا تخشى التهديدات الأميركية فحسب  بل إنها ترد أيضًا بشكل حاسم على أي مؤامرة من قبل وكلاء الولايات المتحدة الإقليميين وخاصة الصهاينة.
  • خامساً، كان متوقعا أن تكون هزيمة أنصار الله للسعودية تعبيرا عن مقاومة الشعب اليمني وعبرة للنظام في السعودية والإمارات بأن لا مزيد من الانخراط ضد قوى المقاومة. لكن من الواضح أن تعزيز علاقاتهم مع الكيان الصهيوني باعتباره الجاني الرئيسي للجرائم في المنطقة في السبعين عامًا الماضية سيضعهم أمام كل قوى المقاومة والتي بالطبع ستكون صعبة جدًا على رجعي حكام المنطقة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: