الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 مارس 2021 07:14
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – لغة الاتفاق النووي المشتركة

أجرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، مقابلة مع الخبير في العلاقات الدولية عبد الرضا فرجي راد، ناقشت فيها موضوع سحب قرار إدانة إيران في مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث رأى فرجي راد أنه حتى الآن، وبعد وصول بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة، لا تزال الخطوات المتخذة، تمضي في اتجاه إيجابي وإلى الأمام وذلك برغم كونها بطيئة وغير فعالة.

لم يعد الاتفاق النووي قابلاً للتفاوض، هذا هو الصوت الذي يجب أن يسمعه كل من الولايات المتحدة والغرب، وذلك لأن الموقف الذي أعلنه رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني محمد جواد ظريف ثابت وواضح وقاطع. وكما يعتقد سيرغي لافروف وميخائيل أوليانوف، بصفتهما الشخصيات الرئيسية لروسيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسياسة الخارجية، بأنه على بايدن أن يتخذ المزيد من الخطوات العملية لإظهار أن العودة إلى الاتفاق النووي ليس مجرد شعار ولكنه التزام يجب إحياؤه.

سحبت الدول الأوروبية المشاركة بالاتفاق النووي مسودة قرار ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أفادت وكالة إيسنا نقلاً عن قناة الجزيرة أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا سحبوا مسودة قرار ضد إيران تم تقديمه لأعضاء مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن الترويكا الأوروبية، دعماً للخطة الأميركية ضد إيران قدمت مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعرب عن قلقهم البالغ إزاء افتقار إيران للشفافية النووية بحسب زعمهم. وقد وصف مسؤولون روس القرار بأنه “خطوة سياسية غبية وخطيرة” ودعوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التصرف بمسؤولية. وكما شدد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي على أن اتخاذ قرار ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون بمثابة التهديد للدبلوماسية.

بعد انسحاب الدول الأوروبية من إصدار القرار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن ذلك حدث من خلال “جهود” طهران. وأشار خطيب زاده إلى أنه: “من خلال الجهود الدبلوماسية المكثفة في طهران وفيينا وعواصم جميع أعضاء مجلس المحافظين، وخاصة الدول الأوروبية الثلاث وكذلك الصين وروسيا تم رفض مشروع القرار”. وأضاف أن هذه التطورات يمكن أن “تحافظ على مسار الدبلوماسية الذي فتحته إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتمهد الطريق أمام التنفيذ الكامل لالتزامات جميع الأطراف في الاتفاق النووي”. من جهته، دعا المبعوث الروسي إلى فيينا، ميخائيل أوليانوف في بيان لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى بذل أقصى قدر من الدبلوماسية لحل قضية الاتفاق النووي الإيراني.

بدوره، أوضح وزير الخارجية الروسي، موقف بلاده من التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي وإمكانية إحيائه. وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن التطورات المحيطة بالصفقة النووية بعد انسحاب الإدارة الأميركية السابقة عام 2018 والجهود المبذولة لإحياء الاتفاق، حيث قال “نأمل أن يتم استعادة هذا الإجراء وأن يكون تنفيذ عملية الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الاتفاق النووي)، وفقاً للإطار المتفق عليه مبدئياً وممكناً في المستقبل القريب وذلك لأن إيران تحدثت مراراً عن استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي بمجرد استعادة توازن المصالح المفقود”.

في هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية عبد الرضا فرجي راد أن “إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب غادرت ترامب الاتفاق النووي ويريد الرئيس جو بايدن الاتفاق النووي وتغييره كذلك، أو في حال لم يتغير، يريد أخذ ضمانات والتزامات وبناءً على هذه الالتزامات، يمكنه التحدث مع إيران بشأن الصواريخ والقضايا الإقليمية والاستقرار الإقليمي. وربما لا يريدون ربط هذه القضية بشكل مباشر بالاتفاق النووي. ولكنهم يريدون هذا الالتزام”.

وأوضح فرجي راد أنه “من ناحية أخرى تقول إيران للأميركيين أنتم من غادرتم الاتفاق النووي وعليكم العودة ويجب رفع العقوبات وإيران محقة بذلك. والسؤال لماذا يفعل الأميركيون هذا؟ ذلك لأن لديهم مشكلتان، إحداهما داخل الولايات المتحدة، والشخصيات المؤثرة في الكونغرس، والأخرى خارج الولايات المتحدة، وهي حلفاءهم مثل إسرائيل والسعودية، حيث لا يبدو أنهم يريدون تجاهلهما. حيث دخل خيار ثالث الآن إلى العلاقة الإيرانية الأميركية هو أوروبا والذي يبدو أنه وسيط، وفي بعض الأحيان تكون هذه الوساطة فعالة إلى حد ما، ولكن من ناحية أخرى عندما أراد الأوروبيون الموافقة على الاتفاق النووي كان لديهم ملاحظات بشأن برنامج الصواريخ الإيراني والقضايا الإقليمية. بطريقة ما، فإن الأوروبيين أثناء محاولتهم الحفاظ على الاتفاق النووي، قاموا بإرسال إشارات أيضاً بأنه يجب الضغط على الإيرانيين لإدراج هذه القضايا التي يعاني منها كل من الأوروبيين والأميركيين، للمناقشة”.

وتساءل خبير السياسة الخارجية “لماذا وصلنا إلى النقطة التي انسحب فيها الأوروبيون من القرار بإذن من الولايات المتحدة؟ من ناحية، زادت إيران تخصيب اليورانيوم بل وأنتجت معدن اليورانيوم بنسبة 3%. ومن ناحية أخرى، اتفقوا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أساس ربع سنوي، حيث يقترب الشهر الأول من نهايته وقد ألغت إيران البروتوكول الإضافي، ولكن بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن بعد 3 أشهر في حال لم تتوصل إيران إلى نتيجة بشأن رفع العقوبات، يمكنها أن تخفض أو حتى لا تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بالإشراف والمراقبة. والأوروبيون في الحقيقة ضمن طريق مسدود ولا يريدون أن يزداد الوضع توتراً ومن ناحية أخرى يريدون الحصول على تلك التنازلات وسيعود الاتفاق النووي إلى مكانه والعقوبات سيتم رفعها تدريجياً، ولكن تم تضمين هذه الأمور ضمن المسألة بشكل عام. لذلك قاموا باتخاذ حل ثالث للحفاظ على مصداقية الطرفين، نظراً للضغوط التي مارستها إيران عليهم خلال أسبوع أو أسبوعين، وفي الواقع أنهم سمحوا قبل شهرين بإجراء مفاوضات بشأن طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران للإعلان عن آثار موقعي اليورانيوم في المحادثات الفنية التي ستعقد في نيسان/أبريل، والتي وافقت عليها إيران”، مضيفاً “لم يكن لمحادثات الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أي تأثير على هذه القضية. حيث سمعنا من سياسيين أوروبيين مجهولين أيضاً أنه تم الاتفاق على إجراء محادثات أولية في أوروبا في المستقبل فيما يتعلق بالاتفاق النووي”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أطراف الاتفاق النووي تقترب من كلام مشترك، قال “نعم، حيث تحدث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بلطف شديد، أي حتى بعد الصراع في العراق والذي قتل فيه أميركي، كان هناك شعور بأن الأميركيين كانوا يتحدثون بصخب، على الرغم من عدم تورط إيران بذلك، ولكن وكالات الأنباء أو بعض أعضاء الكونغرس أعلنوا أنهم مدعومون من إيران، لكننا رأينا أن ألين لغة استخدمها الأميركيون كانت بعد الانسحاب من تبني القرار المعادي لإيران”.

وأضاف فرجي راد “أعلن بليكن ثمانية بنود في استراتيجية السياسة الخارجية الأميركية. وبندان من هذه البنود مهمان للغاية: التأكيد على الدبلوماسية، إضافة لمواجهة الصين”، معتبراً أنه “إذا كانوا يريدون تصعيد التوترات مع إيران، ويقومون بعمل غير قانوني، ويتجاهلون حجة إيران العقلانية بأن واشنطن من غادرت الاتفاق النووي، وعليها العودة، وقد فات الأوان، وكما ينبغي عليها دفع تعويضات. لذلك، إذا أرادوا تجاهل ذلك، فقد تجاهلوا أحد المبادئ المهمة للبنود الثمانية في استراتيجية العلاقات الخارجية الأميركية، وإذا تم تجاهلها، فسيتم أيضاً التشكيك في البنود الأخرى”.

ورأى الخبير السياسي أن “الأميركيين مهتمون بالعودة إلى الاتفاق النووي في أقرب وقت، ولكن لديهم اعتبارات يجب دفع ثمنها داخلياً لذلك يتعين عليهم استخدام أدوات ضغطهم ضد مواقف مثل إسرائيل والسعودية وما إلى ذلك. وقد استخدموا بعض الأمور مثل خاشقجي واليمن والقضية الفلسطينية، وهو ما عارضه نتنياهو بالكامل. وهذا ما تعنيه السياسة. ويجب عليهم أيضاً التراجع قليلاً. لذلك، لا ينبغي لإيران أن تدفع ثمن المشاكل التي تعاني منها الولايات المتحدة. حيث أن إيران لديها ما يكفي من المشاكل الخاصة بها”، مضيفاً “حتى السيدة شيرمان، التي قالت ذلك ورد السيد ظريف، حيث قال أننا نريد العودة. لذلك الجميع لديه هذا التأكيد لا يريد أحد التسبب في المزيد من التشنجات ويرغبون بطريقة ما في تقليل تكاليفها”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: