الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 مارس 2021 07:57
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – رهاب دخول المستشفى وتأثيره على ارتفاع وفيات إصابات كورونا

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقابلة مع عدد من المسؤولين الصحيين في البلاد، أزمة "رهاب المستشفيات" المنتشرة في إيران، والتي تدفع المصابين بفيروس كورونا إلى عدم التوجه إلى المستشفى للعلاج. حيث أوضح المختصون أن هذه الأزمة تسببت بارتفاع أعداد الوفيات في البلاد، ويجب مكافحتها لتحسين الوضع الصحي، حسب تعبيرهم.

آلاف الأشخاص يبلغون وزارة الصحة عن إصابتهم يومياً بفيروس كورونا. 98% يدخلون المستشفى يتعافون ويموت 2% منهم فقط. ووفقاً لرئيس مستشفى الإمام الخميني، فإن هؤلاء الـ2% هم أشخاص يذهبون عموماً إلى المستشفى وهم في حالة سيئة. أي أن الخوف من الذهاب إلى المستشفى يعقد عملية العلاج للفريق الطبي. حيث أن الخوف من الذهاب إلى المستشفى وما يسمى برهاب المستشفى والاعتقاد الخاطئ بأن المستشفى تزيد من خطر الإصابة أدى إلى زيادة عدد المرضى ذوي الحالات الحرجة.

وقد سمعتم ربما هذه الأيام، ما يقال “إذا ذهبت إلى المستشفى فسأموت”. وبعد أسابيع قليلة من هدوء موجة كورونا الثالثة في البلاد، حذر رؤساء المستشفيات من أنه بسبب انتشار الفيروس الإنجليزي المتحور وارتفاع نسبة الإصابة بهذا الفيروس بين الشباب، ينبغي على هذه الفئة من الناس أن تراجع الطبيب عند ظهور العلامات الأولى، فمع العلاج في الوقت المناسب يمكن منع المسار الهبوطي لمرض كورونا.

في هذا السياق، أوضح رئيس مستشفى الإمام الخميني خسرو صادق نيت أن “الحقيقة أنه عندما يمرض شخص ما وتشدد أعراض كورونا بشكل كبير، عندها يأتي المريض للمستشفى وهو بهذه الحالة الخطيرة، وتنشأ عقلية أن “الأمر سيزداد سوءاً إذا ذهبت للمستشفى”، في حين أن الخوف من الذهاب إلى المستشفى يؤخر مسار علاج كورونا، وتأخير العلاج يُكبّل أيدي الفريق الطبي في مسألة استخدام علاجات فعالة”، مضيفاً “لدينا مرحلة حيث يمنع فيها العلاج في الوقت المناسب المسار الهبوطي لمرض كورونا ولا يسمح للمرض بدخول المسار الهبوطي ويمنع المرض من التفاقم. بينما في بعض الأحيان الخوف من الذهاب إلى المستشفى يتسبب في تدهور حالة المريض وتفاقم حالته، وعملياً يجعل هذا الأمر من علاجنا غير فعال وبالتالي يزداد معدل الوفيات في المستشفيات”.

وفي إشارة إلى التصور الخاطئ والنظرة الخاطئة لبعض المرضى فيما يتعلق بالذهاب إلى المستشفى، قال صادق نيت إن “هذه النظرة تمنع الناس من الذهاب إلى المستشفى أو التأخر ولقد رأينا في كثير من الأحيان المرضى يصلون إلى مركز العلاج وتكون قد فاتتهم فرصة العلاج وذلك بسبب المراجعة المتأخرة وفي هذا الحالة لا يمكن مساعدة المريض بشكل كافٍ وعلى الرغم من أن المشاكل الشخصية والحساسية الفردية والأمراض الكامنة هي واحدة من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم المرض ولكن الأهم من الأمراض الكامنة هو المراجعة في الوقت المناسب وتلقي العلاج الفعال”.

واعتبر رئيس مستشفى الإمام الخميني حول سبب تشكل عقلية رهاب المستشفى خاصة في وباء كورونا أن “هذه العقلية لا مفر منها، والمقصود أن أولئك الذين يتحسنون عند الذهاب إلى المستشفى ليس لديهم انعكاس جدي لشفائهم، بينما يموت أقل من 2% من كل 100 شخص مصاب بمرض كوفيد 19 من الذين يذهبون إلى المستشفى و 98% يتعافون ومن هذا العدد ما يقارب الـ90% منهم يتلقون العلاج في العيادات الخارجية، ولكن تعافي هذه المجموعة ليس له ضوضاء ولا يُرى، ولكن الموت ينعكس بشكل أكبر لأنه حدث صاخب للغاية”.

ووفقاً لصادق نيت، خلال أيام ذروة الوباء، خاصة في الذروة الثالثة، توفي في بعض الأيام حوالي اثنين من مرضى كوفيد 19 في غرفة الطوارئ قبل أن تتاح لهم فرصة دخول المستشفى، ويرجع ذلك أساساً إلى الخوف من الذهاب إلى المستشفى وفقدان الفرصة الذهبية للعلاج.

ووصف رئيس مستشفى سينا محمد طالب بور الدخول إلى المستشفى بأنه سيف ذو حدين، مشيراً إلى أنه “في ذروة موجة وباء كورونا الأولى، أتى الأشخاص المصابون بأعراض الفيروس للمستشفى دون أن يكون لديهم عوارض شديدة للبقاء بالمستشفى، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة، لذلك تم تفعيل أنظمة ذكية مثل المراجعات المجانية ونظام العوارض المنخفضة دون دخول المستشفى، ولكن هذا أيضاً كان له مشكلة عدم وجود من يتحكم في أعراض المريض أو مسألة مراجعة المريض للطبيب مرة أخرى لذلك تحسنت مجموعة من المرضى بالدواء ولكن مجموعة أخرى ساءت أحوالهم لأنهم احتاجوا إلى رعاية أكثر جدية فماذا يجب أن يفعل المريض إذا ساءت حالته؟ لقد أوصوا بالذهاب إلى المستشفى إذا تأزمت حالة المريض، ولكن ما هي معايير تشخيص الحاجة إلى الاستشفاء وكان هذا الخطأ ضمن العيادات الخارجية أي أن مكان العمل لم يكن موافقاً للمعايير ومعيار الإحالة إلى المستشفى هو الحلقة المفقودة في العلاج ضمن العيادات الخارجية”.

وأوضح، بأنه من المنطقي أن لا يذهب المريض إلى المستشفى مع ظهور أقل الأعراض في الخطوة الأولى، مضيفاً “يجب إحالة هؤلاء المرضى إلى مركز صحي يعمل لمدة 16 ساعة، ويجب تقييم مستويات الأكسجين في الدم لديهم تحت إشراف طبيب مؤهل ويجب أن يكونوا على اتصال دائم بالطبيب”.

ويتابع في التحذير من المخاطر المحتملة للفيروس المتحور البريطاني، مشيراً إلى أنه “في مستشفى سينا كان لدينا حالتان فقط من الفيروس البريطاني المتحور، وكلاهما لزوجين يبلغان من العمر 45 عاماً، ذهبا إلى المستشفى بأعراض بسيطة، ولكن في أقل من 48 ساعة ساءت أعراضهما وماتا، وقد كان الفيروس أكثر عدوانية من الفيروس السابق، وخطر الإصابة بالفيروس الإنجليزي مرتفع، وأعراضه لا تختلف عن فيروس كورونا الروتيني ولكن في العالم تم الإبلاغ أن هذا المرض أكثر شيوعاً ضمن مرضى القلب وكما لوحظ عند الشباب وإذا انتشر وباء الفيروس المتحور في البلاد فهو خطيئة لا تغتفر حيث أنه بعد مرور عام على الوباء الأخير، هناك عدد كافٍ من الأطباء والمرافق”.

من جهته، وصف عضو اللجنة العلمية لهيئة مكافحة كورونا مينو محرز إحدى المشاكل في علاج المرضى ذوي الحالات الحرجة بفيروس كورونا بأنها رهاب المستشفى، موضحاً أنه “في الوضع الحالي، نواجه مشكلتين رئيسيتين. إحداهما مرتبطة بالمرضى غير المصابين بكورونا الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة أو السكري ولا يسعون للحصول على رعاية طبية في الوقت المناسب. وفي الآونة الأخيرة، نرى أن معظم هؤلاء المرضى الذين يخافون المشافي يصلون إلى المستشفى عند إصابتهم بسكتة قلبية”، مضيفاً “المشكلة التالية المتعلقة بمرضى كورونا هي أنه بتشجيع من بعض الأطباء على علاج أنفسهم في المنزل، قد تمر نسبة من هؤلاء المرضى بمراحل المرض وتتعافى، ولكن البعض يفوتهم العلاج المفيد في نفس الوقت وذلك لأن المرض حميد في البداية ويؤثر على الرئتين دفعة واحدة، فإن مرحلة التغيرات المناعية تسبب فشل الأعضاء”.

وأوضح محرز أن “الفيروس البريطاني لا يختلف عن سابقه والمهم هو استجابة الجسم للفيروس. حيث كان لدي مريض مصاب بالفيروس الإنجليزي وكان تحت جهاز التنفس الصناعي، رأيته يأكل بعد ظهر اليوم. وقوة انتشار الفيروس الإنجليزي أكبر بعشرات المرات”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: