الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 فبراير 2021 09:07
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – مهاجمة أميركا لقوى المقاومة.. بايدن يكمل سياسة ترامب

تطرقت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في أحد تقاريرها، إلى سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إيران. حيث أوضحت الصحيفة أن الغارات الأميركية على سوريا ومهاجمة قوى المقاومة، والاعتراف بأن الرئيس الأميركي أمر بالهجوم، تظهر أن بايدن مهتم باستمرار سلوك ترامب.

تقدم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن صورة أكثر اكتمالا لإدارة حسن روحاني وأنصارها الذين كانوا يراقبون الاضطرابات السياسية منذ شهور بتفاؤل وينتظرون التغيير الإيجابي بعد ذهاب دونالد ترامب. بعد شهر من تولي جو بايدن منصبه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، فإن الإدارة الديمقراطية الجديدة في مواجهة إيران، على عكس النظرة غير الواقعية التي يتم الترويج لها في الدوائر السياسية وحتى الأكاديمية داخل البلاد. وبدلاً من التصرف مثل إدارة باراك أوباما والعودة إلى الدبلوماسية، فقد تبنى بايدن سلوك ترامب.

لم تستجب الإدارة الثانية عشرة بقيادة حسن روحاني لانسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع آمال كبيرة في حدوث تطورات داخل الولايات المتحدة مفضلة اتباع سياسة “الصبر الاستراتيجي”. إن تبني سياسة الصبر الاستراتيجي من قبل الحكومة بالطبع تكبد البلاد تكاليف باهظة.

صبر روحاني وظريف الاستراتيجي الذي تُرجم في النظام الحسابي للجانب الإيراني العدائي إلى تقاعس طهران عن التحرك، قرر الغرب ناقض العهود الوقوف إلى جانب النظام الصهيوني لشن هجوم تخريبي على منشأة نطنز وشن مؤامرة لاغتيال الشهيد محسن فخري زادة العالم النووي. في الختام لن ترد إيران على هذه الهجمات بسبب قرب موعد الانتخابات الأميركية وهو ما حدث عملياً. مع أخذ ذلك في الاعتبار، اتبعت إدارة بايدن سياسة ثلاثية المحاور تجاه إيران: استخدام القدرات الدبلوماسية لبناء إجماع ضد إيران، استخدام قدرات المؤسسات الدولية، سياسات صارمة بما في ذلك بعض العدوان العسكري.

الاستفادة من قدرات المؤسسات الدولية

بعد زيارة رفائيل غروسي لإيران والاتفاق المؤقت للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران بعد التعليق الطوعي للبروتوكول الإضافي واجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل لمناقشة زيادة الأنشطة النووية الإيرانية كشفت وكالة بلومبيرغ أن الحكومة الأميركية دعت الدول الأخرى لدعم قرار ينتقد إيران لتكثيف أنشطتها النووية. في رسالة إلى أعضاء مجلس المحافظين قبل الاجتماع المقبل أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى للحصول على قرار يعبر عن “القلق المتزايد لمجلس المحافظين بشأن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. في الرسالة قالت الولايات المتحدة إن جميع أعضاء مجلس المحافظين يجب أن يطلبوا من إيران التراجع عن انتهاكات الاتفاقية وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية شرح كيف تم العثور على جزيئات اليورانيوم في مواقع قديمة تزعم واشنطن أنها لم تعلن عنها إيران.

أفادت بلومبيرغ أن دبلوماسيين أميركيين أصدروا وثيقة يوم الخميس تضمنت شكاوى واشنطن بشأن الأنشطة النووية الإيرانية وتحث إيران على التعاون الكامل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويعبر القرار المقترح عن “القلق البالغ بشأن النتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية” و “قلق مجلس المحافظين العميق بشأن تعاون إيران”.

وأكد مسؤولان أوروبيان استلام مثل هذه الوثيقة وقالا إنهما يفحصان محتوياتها. وتؤكد الوثيقة التي تزعم بلومبيرغ أنه تم تسريبها لوسائل الإعلام أن “الرئيس بايدن أوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل الشيء نفسه إذا عادت إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها”.

من ناحية أخرى وبالتوازي مع استخدام المؤسسات الدولية، تخطط حكومة بايدن لعقد اجتماع مع إيران ومجموعة 5 + 1 لمناقشة قضايا عدم الامتثال. بعد تصريحات الرئيس الأميركي في مؤتمر ميونيخ للأمن حول التعامل مع دول مجموعة 5 + 1 بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين عن محاولة عقد الاجتماع والتحضير لتنازلات جديدة من إيران. في غضون ذلك انسحبت الولايات المتحدة رسميًا من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018 ولم تعد تُعتبر عضوًا في الاتفاق النووي لكنها تحاول إطفاء الضوء وإثارة قضية البرنامج النووي الإيراني في شكل اجتماعات 5 + 1.

إيران، محور الحوار بين الملك سلمان وجو بايدن. تشاور ملك السعودية ورئيس الولايات المتحدة هاتفيا بشأن إيران. كما بحث الجانبان ما وصفوه بسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة ودعمها للإرهابيين. وفي هذا الصدد أشاد العاهل السعودي بالولايات المتحدة لدفاعها عن بلاده ضد مثل هذه التهديدات وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش الأميركي قصف مواقع تابعة لجماعات المقاومة في شرق سوريا بأمر من جو بايدن. ومع ذلك قبل تأكيد البنتاغون للأنباء نقلت رويترز أولاً عن مسؤولين مطلعين زعمهما أن الولايات المتحدة هاجمت مواقع يُزعم أنها تابعة لقوات متحالفة مع إيران في سوريا. وقال مسؤولون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن الهجوم تم بتفويض من الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقال مسؤول أميركي إن الهجوم جاء رداً على الهجمات الأخيرة على مواقع أميركية في العراق. يشير اعتراف وزارة الدفاع الأميركية بأمر بايدن المباشر بشن هجوم عسكري على مقرات المقاومة في سوريا إلى استمرار البيت الأبيض في استخدام الخيار العسكري ضد قوات المقاومة. كانت مهاجمة قوى المقاومة والاعتراف بأن الرئيس الأميركي أمر بالهجوم سياسة شائعة منذ ترامب وأظهر بايدن أنه مهتم باستمرار هذا السلوك.

تجدر الإشارة إلى أن انتقال إدارة بايدن من الدبلوماسية مع إيران ورغبتها في سياسة الضغط القصوى التي ينتهجها ترامب يأتي في وقت أكد فيه محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي أنه لم يطرأ أي تغيير على السياسة الأميركية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: