الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 فبراير 2021 03:05
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – لا عودة لاجتماعات الـ5+1 قبل رفع العقوبات

تناولت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في أحد تقاريرها، تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر ميونخ. حيث رأت الصحيفة أنه إذا كان من المقرر عقد اجتماعات للاتفاق النووي مرة أخرى ضمن إطار مجموعة 5 + 1 وإيران، فيجب على الولايات المتحدة أولاً أن تعلن رسمياً وعلنياً عودتها إلى الاتفاق النووي، وأن تنفذ بفاعليه التزاماتها بموجبه، حسب تعبيرها.

يحاول المسؤولون الأميركيون التحايل على الشروط الإيرانية المسبقة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي في إطار اجتماع غير رسمي لمجموعة 5 + 1  وتحديد شروط تنازلات جديد من إدارة الرئيس حسن روحاني دون وضع مسألة رفع العقوبات على جدول الأعمال.

بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة ميونيخ الأمنية مساء الجمعة بشأن التفاعل مع دول مجموعة 5 + 1 بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين عن محاولة عقد القمة والاستعداد  للحصول على تنازلات جديدة من إيران. حيث وضع البيت الأبيض مجموعة 5 + 1 بشأن القضية النووية على جدول أعماله، ولكن في نيسان/ أبريل  2018 قامت واشنطن بالانسحاب رسمياً من الاتفاق النووي بأمر من رئيس الولايات المتحدة آنذاك دونالد ترامب، وقد صرحت إيران مراراً أنها لن تقبل بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي إلا بعد الرفع الفعلي للعقوبات وتقييمها.

ومع ذلك، بعد تصريحات بايدن في مؤتمر ميونيخ للأمن، كشف بعض مسؤولي البيت الأبيض عن خطط لعقد اجتماع مجموعة 5+1 وفرض عقوبات جديدة على إيران.

وفي هذا السياق قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مقابلة مع كريستين آمانبور ” أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى حل دبلوماسي؛ ويتعلق الأمر بالجلوس على طاولة، ولكن هذه مجرد بداية. ونحتاج أن نناقش مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، كيف يمكننا إعادة إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي”، مضيفاً “في النهاية، يعتمد الأمر على قرار إيران كيف تريد أن تُظهر للعالم أن برنامجها النووي سلمي. ما قلناه مرات عديدة هو أنه في أي وقت تعود فيه إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاقية، فإن واشنطن مستعدة لفعل الشيء ذاته. وما يثير القلق الآن هو أن إيران تتجه نحو المزيد من الإجراءات لعدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

تنص هذه التصريحات صراحة على أن البيت الأبيض يعتزم، دون قبول الشرط الإيراني بعودة أميركا إلى الاتفاق النووي، متابعة أهداف البيت الأبيض بشأن إيران ضمن إطار اجتماعات مع مجموعة 5+1، بما في ذلك تحديث بنود العقوبات الإيرانية وإثارة قضية الصواريخ والقضايا الإقليمية، على جدول الأعمال. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن “إذا أردنا العودة إلى الاتفاق وعادت إيران إلى التزاماتها، فعلينا العمل على صفقة أطول وأقوى من الصفقة الأصلية. وكما يتعين علينا التعامل مع قضايا أخرى ليست جزءاً من المفاوضات الرئيسية والتي تمثل إشكالية كبيرة لنا ولبقية العالم، وهي برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأعماله المزعزعة للاستقرار مع الدول الأخرى، ولكن الخطوة الأولى هي عودة إيران إلى الاتفاق وقد ذكر ذلك بايدن بكل شفافية وقال إذا فعلوا ذلك، سنفعل الشيء ذاته”.

إذاً، فإن استراتيجية إدارة بايدن بشأن الملف النووي الإيراني تشمل:

  1. مرافقة أوروبا لفكرة مفاوضات البيت الأبيض بشأن إيران.
  2. التشاور مع دول مجموعة 5 + 1 وعقد اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا وإيران.
  3. إثارة الملف النووي في اجتماع مجموعة 5+1 وإيران.
  4. مساعٍ لإثارة القضايا الصاروخية والنووية في استمرارية المفاوضات.

وفيما يتعلق بسياسة حكومة بايدن في ملف إيران النووي، تجدر الإشارة إلى نقطتين:

  • أولاً، الولايات المتحدة، هي التي انسحبت رسمياً من الاتفاق النووي في نيسان/ أبريل 2018 ولم تعد تعتبر عضواً في الاتفاق النووي، وتحاول إطفاء الأضواء وإثارة قضية البرنامج النووي الإيراني ضمن إطار اجتماعات مع مجموعة 5+1، ولكن كما أعلن المسؤولون الإيرانيون وبعض الدول بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، حيث أصبحت الاجتماعات النووية بين مجموعة 4+1 وإيران بعد انسحاب الولايات المتحدة طواعية من المحادثات النووية. لذلك، فإن اجتماع مجموعة 5 + 1 وإيران حول الملف النووي والاتفاق النووي لم يعد له اعتبار بالأساس، وذلك لأن الولايات المتحدة ليست عضواً رسمياً وقانونياً في هذا الاجتماع. وإذا كان من المقرر عقد اجتماعات للاتفاق النووي مرة أخرى ضمن إطار مجموعة 5 + 1 وإيران، فيجب على الولايات المتحدة أولاً أن تعلن رسمياً وعلنياً عودتها إلى الاتفاق النووي. وتجدر الإشارة أن الإعلان الرسمي للولايات المتحدة بالعودة إلى الاتفاق النووي لا يعني أن إيران توافق على عودتها إلى الاتفاق النووي. وتعترف إيران بالوجود الأميركي في الاتفاق النووي عندما ينفذ البيت الأبيض بفاعلية التزاماته بموجب الاتفاق النووي بما في ذلك “رفع العقوبات”. لذلك، وحتى ذلك الحين، لا ينبغي على المسؤولين الإيرانيين حضور أي من اجتماعات 5+1 أو اعتبارها قانونية.
  • ثانياً، تسعى الولايات المتحدة إلى إحياء دورها في الاتفاق النووي، بغض النظر عن شروط إيران المسبقة، و يجب على الحكومة الإيرانية أن تقلل من قيود الاتفاق النووي وفق جدول زمني محدد وفقاً للموعد النهائي الذي حدده قانون البرلمان. وتتمثل إحدى خطوات إيران الرئيسية لمواجهة لامبالاة أوروبا والولايات المتحدة بالتزاماتهم بموجب الاتفاق النووي في تعليق تنفيذ البروتوكول الإضافي طواعية. ووفقاً للقانون، ليس بإمكان الحكومة الإيرانية العودة إلى قيود الاتفاق النووي حتى ترفع الولايات المتحدة العقوبات بشكل فعال. بعبارة أخرى، حتى لو أصدرت الولايات المتحدة بياناً رسمياً بشأن عودتها إلى الاتفاق النووي، فلن تعترف إيران بعودة الولايات المتحدة حتى يفي البيت الأبيض بالتزاماته، ولكن في الوقت الحالي، يرفض مسؤولو البيت الأبيض العودة غير الرسمية إلى الاتفاق النووي.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: