الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 فبراير 2021 08:38
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – لكي لا نقع في فخ “التفاوض – الالتزام – العمل”

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"غلام رضا صادقیان"، موضوع الاتفاق النووي وقرار البرلمان بالانسحاب من البروتوكول الإضافي. وشدد الكاتب على ضرورة أن تلتزم إيران بسياستها الحازمة، لافتًا إلى أن أي عمل تحفيزي لا ينبغي أن يضعف السياسيين في إيران.

بعض الناس هذه الأيام يسخرون من نقّاد الاتفاق النووي التقليديين، ويسألون لماذا تضعون شروطاً على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ولماذا صار هذا الاتفاق فجأة مهماً بالنسبة إليكم؟

ما يحدث اليوم هو نقيد هذه الادعاءات تماماً، حيث نسمع بعض كلام المفاوضين ونرى أنهم يستغلون الضمانات التي وضعها نقّاد الاتفاق ضد العدو. ولكن النقطة هي أن هؤلاء لا يعرفون أن الوقت الآن تغيّر عن السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، وأن مطلب إيران هو خلق توازن يمكن من خلاله لعملاء النفط والبضائع الإيرانية شرائها وإيداع أموالهم دون عقوبات أميركية. ومهما كان الاسم فهو أفضل من أن يكون الاتفاق النووي ذلك الاتفاق الذي فشل فيه باراك أوباما منذ اليوم الأول والذي لم تنفذه أوروبا وبعد ذلك قوبل بمصير مثير للشفقة.

حتى الآن، لا يستطيع الغرب أن يقول كلمة واحدة عن الاتفاق النووي ولا يستطيع أيضا مواصلة ممارساته الحالية. ولكن إذا أرسلوا رسالة وتحدثوا كل يوم، فعندئذ هم الذين لديهم الرغبة في إحياء الاتفاق وعليهم دفع الثمن. إن دعامة سياستنا قوية وحججنا واضحة، فاليوم كلام الحكومة الإيرانية والمفاوضين أقرب إلى أقوال المنتقدين. وعلى الرغم من أن الرئيس حسن روحاني، بعد قرار البرلمان الاستراتيجي برفع العقوبات، قال على عجل إن ذلك “يضر بالبلاد”، حيث قام نائبه الأول على حث البرلمان بشكل أخرق على عدم التدخل في السلطة التنفيذية، فإن الأمر نفسه ينطبق اليوم على الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يعارضون اليوم قرار البرلمان. فقد عانى الغرب أيضًا من التنسيق الجيد في إيران، وهذا يعني أن خطواتنا كانت صحيحة وحازمة. ومن ناحية أخرى فإن الاتفاق النووي الذي يبدو أنه يتم الحديث عنه، لم يعد عزيزًا حتى على المفاوضين الإيرانيين، حيث يقول مساعد وزير الخارجية عباس عراقتشي إن “الاتفاق النووي لا يكفي لرفع العقوبات”، كما غرد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أن “طريق العودة هو بسيط: التزام واجتماع ثم عمل”، وهذا هو عكس الاتفاق النووي الذي نعرفه تمامًا الذي كان شعاره “لقاء – التزام – عدم عمل”.

يبدو أن جميع الأطراف في الاتفاق النووي قد تجاوزوه، وكل ما تبقى هو مجرد اسم لمليء الفجوات في جملة تتحدث عن عدم التزام الجبهة الغربية. فلم يكن الغرب صادقًا أبدًا، لذا فهو لا يؤمن بأن “الإيمان هو كل الحقيقة”. ونحن لا نسعى لتقييم حقيقة الغرب أو زيفه، ولا يجب إضافة أي شيء إلى ما لدينا، لأن هذا واضح لنا. لذا يجب ألا نقع مرة أخرى في فخ “التفاوض – الالتزام – العمل”. مثل وسائل الإعلام الغربية، نعتبر تحرك بايدن لسحب “طلب تفعيل آلية الزناد” غير متوقعة، وعلامة على تغيير في سياسة الولايات المتحدة، وطلب أوروبا دخول الولايات المتحدة في المفاوضات، واعتبار قبول وزير الخارجية الأميركي بلينكن لها خطوة إلى الأمام، وبافتراض أن كلمة إيران تسمع بشكل أفضل في الحوار وجهاً لوجه، فهذا هو السيناريو الذي خطط فيه الغرب لبداية رحلة السيد ظريف ورفاقه إلى ما لا نهاية الاجتماعات على ضفاف نهري برن وجنيف.

يجب أن تلتزم إيران بسياستها الحازمة، ولا ينبغي لأي عمل تحفيزي أن يضعفنا في خطتنا للانسحاب من البروتوكول الإضافي. وأن توحيد الإجراء الداخلي والبقاء على “الكلمة الأخيرة” برفع جميع العقوبات والتحقق منها، هو أمر منطقي تمامًا ويستحق العمل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: