الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 فبراير 2021 08:24
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – مستقبل الاتفاق النووي بعيون فريق بايدن الدبلوماسي

ناقشت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقال لـ"نعمت أحمدي"، موضوع التعيينات التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن في وزارة الخارجية. حيث لفتت أحمدي النظر إلى بعض التفاصيل حول روبرت مالي وانتوني بلينلكن ووندي شيرمان، وتأثير تعيين هؤلاء على مستقبل العلاقة بين أميركا وإيران.

دفع الضغط الخارجي على جو بايدن ووزارة خارجيته بشأن إيران، وزير الخارجية أنتوني بلينكين، الذي كان عضوًا في فريق التفاوض الأميركي منذ محادثات الاتفاق النووي إلى تحديد رؤية الإدارة الأميركية الجديدة وخططها بشأن هذا الاتفاق. لكن اختيار روبرت مالي ممثلًا لبايدن في ملف إيران أكمل لغز السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران.

روبرت مالي هو الشخصية الأكثر شهرة في إيران بعد بلينكين الذي نسق مجلس الأمن القومي لغرب آسيا وجنوب إفريقيا أثناء رئاسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. والده  “سيمون مالي” كان يهوديًا إلا أنه كان ينتقد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين. روبرت مالي هو من أصول سورية ولكنه ولد في مصر حيث كان والده صحفيًا يساريًا كتب مقالات قاسية في الصحف الشعبية ضد السياسة الغربية في إفريقيا وكذلك سياسة إسرائيل التوسعية بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبالاعتماد على النسب السوري لروبرت مالي والطريقة التي نشأ بها في أسرة صحفي يهودي يساري فقد عارضت إسرائيل والقوى المناهضة لإيران تعيينه في فريق المفاوضات النووية الإيرانية الأميركية في عهد باراك أوباما. ولكن روبرت مالي إلى جانب بلينكين، كانا قادرين على دفع المحادثات النووية على المضي قدما. وتعود الخلفية السياسية لروبرت مالي إلى رئاسة بيل كلينتون الذي شغل منصب مساعد الشؤون الأميركية والعربية للشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي.

بعد استشهاد الدكتور محسن فخري زاده وصف روبرت مالي اغتيال العالم النووي الإيراني بأنه ضربة للاتفاق النووي ولبرنامج التفاوض مع إيران. وعندما وضع مايك بومبيو اثني عشر شرطًا مسبقًا لإيران، رفض خطوة مايك بومبيو وعارضها بشدة. ويوجد حاليا فريق في وزارة الخارجية على دراية بالشؤون الإيرانية بشكل عام والاتفاق النووي بشكل خاص وهناك فرق بين وجهة نظر مايك بومبيو، الذي فرضت شروطه وأحكامه ظاهريًا من قبل المسؤولين السعوديين والإسرائيليين، إلى وجهة نظر جو بايدن الذي يعلق حاليًا مبيعات الأسلحة إلى دول جنوب الخليج.

أما أنتوني بلينكن، فقد كان والده عضوًا في وزارة الخارجية وعمل سفيراً للولايات المتحدة في المجر لبعض الوقت وكان جده مؤيدًا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية وكان عضوًا بارزًا في مجلس الأمن القومي أثناء رئاسة بيل كلينتون عندما كان جو بايدن يترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

بدأ التعاون بين بلينكين وبايدن في عام 2002، عندما ترأس بايدن لجنة العلاقات الخارجية وتم وضع خطة حرب العراق في عام 2002 من قبل نفس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ من خلال دعم الدبلوماسية العنيده، تلك الحرب التي أدت إلى احتلال العراق. وطالب بلينكين بتقسيم العراق إلى ثلاث مجموعات عرقية – أكراد وشيعة وسنة، وهو ما لم يتم قبوله. ومع فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أصبح بلينكين عضوًا بارزًا في الفريق الانتقالي من بوش إلى أوباما. ومع استقرار باراك أوباما في البيت الأبيض تم تعيينه أولاً نائبًا لمساعد الرئيس الأميركي، وبعدها انتخب نائبا لوزير الخارجية في كانون الثاني/ يناير 2015 وظل نائب وزير الخارجية حتى نهاية ولاية أوباما. بلينكين هو أحد مخططي التدخل الأجنبي الأميركي في أجزاء مختلفة من العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وكان دوره في بدء حرب العراق هو التدخل عسكريًا في ليبيا وتسليح المعارضة السورية ودعم حرب التحالف السعودي في اليمن و كان شعاره الأهم هو “دبلوماسية لمنع الحرب، وإذا فشلت الدبلوماسية اللجوء إلى القوة التي يجب دعمها بدبلوماسية قوية. يعد بلينكين من أشد المؤيدين لإسرائيل ويدافع عن نقل السفارة الإسرائيلية في القدس ويدعو إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي. ومع ذلك فإن وجود بلينكين على رأس السياسة الخارجية الأميركية هو أمر إيجابي، حيث كان أحد الدبلوماسيين الحاضرين في المحادثات النووية ومن المبادرين إليها  وفي اجتماع لجنة العلاقات بمجلس الشيوخ الأميركي دافع عن خططه قائلا إذا وفت إيران بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ستفي وزارة الخارجية تحت قيادته بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقية.

أما، ويندي شيرمان، فهي شخصية نشطة في الدبلوماسية الأميركية فيما يخص الشأن المتعلق بالاتفاق النووي. وكانت مفاوضًا رئيسيًا لبعض الوقت وتلعب الآن دورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة كنائب لوزير الخارجية. في عهد بيل كلينتون كانت رئيس فريق المفاوضات النووية مع حكومة كوريا الشمالية  عندما كان جون كيري وزيرًا للخارجية. ان تعليق ويندي شيرمان الأخير على إمكانية عودة جو بايدن إلى الاتفاق النووي هو أن “الرئيس الأميركي قد يعود إلى الاتفاق ولكن هناك تحديات جدية في الوصول إلى تفاهم حوله داخل الولايات المتحدة وهذه هي التحديات التي ستجعل الأمر صعبًا لعودة الرئيس الاميركي الى الاتفاق النووي.

أيضاً هناك في وزارة الخارجية شخصيتان هما فيكتوريا تولاند، الدبلوماسية المخضرمة المسؤولة عن الشؤون السياسية في وزارة الخارجية التي عملت كمساعدة لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية خلال إدارة أوباما، وجون فيتر في المجلس الأعلى للأمن القومي الخبير الكبير في السياسة الخارجية الأميركية بشأن روسيا. شكّل هذان الشخصان فريقًا منسقًا في وزارة الخارجية الأميركية. فريق يتماشى مع سياسات فلاديمير بوتين، ويمكن أن يكون الاتفاق النووي نقطة اتصال مع بوتين في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. نقطة الالتقاء ستكون كما في الماضي ستعطي روسيا الأولوية لمصالحها الوطنية على مصالح إيران وسنرى في المستقبل القريب أن فلاديمير بوتين سوف يتنازل مع البرنامج النووي الإيراني لتقليل ضغط الحكومة الأميركية على روسيا.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة ” شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: