الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 فبراير 2021 09:35
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – السعودية تهدف للتشكيك بشرعية الاتفاق النووي

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقال للمحلل السياسي "صباح زنغنه"، موضوع الطلب السعودي للمشاركة بالاتفاق النووي مع إيران. ووصف الكاتب أن جيران إيران مثل شخص يستيقظ متأخرًا ويريد الركض إلى القطار حتى يصل، وهنا القطار هو المفاوضات بين إيران والجانب الآخر الذي بدأ منذ حوالي عقد من الزمن مفاوضاته ومر بالعديد من التقلبات.

تواجه الإدارة الأميركية الجديدة بعض الارتباك حول سياساتها في الشرق الأوسط حيث يصرح بايدن بشكل واضح أنه لا يدعم استمرار الغزو السعودي لليمن. ومن ناحية أخرى يعلن مسؤول جديد في الحكومة الديمقراطية أن السعودية حليف للولايات المتحدة في المنطقة وهي تحت دعمهم. فمن الواضح أن الجو العام الأميركي قد تغير منذ عهد دونالد ترامب تجاه السعودية وجرائم الحرب التي ترتكبها في اليمن.

من جهة، دعم السعوديون ترامب بالمال، ومن ناحية أخرى دعم ترامب السياسات الجنائية السعودية آنذاك. اي أنه كان هناك علاقة خدمة متبادلة بين الاثنين حتى أن هذه القضية شوهدت بشكل واضح في الاغتيال المروع لجمال خاشقجي في تركيا  بل إن أميركا ترامب انتهكت رموز الإعلان الأميركية التي يشار إليها بالقيم.

وكان الديمقراطي جو بايدن يعارض بشكل عام السياسات السعودية، ومن المرجح أن يتغير الدعم المتبادل للولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية. وستشمل هذه التغييرات وقف مبيعات السلاح ووقف المساعدات الفنية واللوجستية السعودية المستخدمة في الحرب اليمنية الأمر الذي سيجبر السعودية على إنهاء الحرب والتقدم نحو السلام مع الشعب اليمني. ومع ذلك، ستواصل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة العمل مع الولايات المتحدة للحفاظ على الدعم الأميركي. ولكن هذا الوضع لن يستمر لأن السعودية ستواجه مشاكل في الدعم والأسلحة والخدمات اللوجستية والاستخبارات ويأتي ذلك تماشيا مع الموقف السعودي الأخير وطلبها المشاركة في محادثات محتملة بين طهران والأطراف الأخرى بشأن  الاتفاق النووي.

إن جيران إيران مثل شخص يستيقظ متأخرًا ويريد الركض إلى القطار حتى يصل. إنه قطار المفاوضات بين إيران والجانب الآخر الذي  تشكّل منذ حوالي عقد من الزمن، وبعد أن مر بالعديد من التقلبات وصل أخيرًا إلى المحطة النهائية وإلى جانب الدول المتفاوضة قام مجلس الأمن الدولي بالمصادقة عليه بالقرار رقم 2231. إن هدف المملكة العربية السعودية من المشاركة هو التشكيك في شرعية الاتفاق النووي. فهذه الدول إما تتجاهل نفسها أو تنوي فعلاً تعطيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. والتاريخ لا يُنسى حين كان الاتفاق في المراحل النهائية سعى وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل إلى تعطيل المحادثات من خلال الحضور في فيينا مكان إجراء محادثات إيران النووية مع مجموعة 5 + 1. لذلك إن نهج السعودية وحلفائها وطلبهم المشاركة في مفاوضات مستقبلية محتملة هو نوع من الأذى.

فيما يتعلق بالتهديدات والفرص المشتركة في المنطقة فمن خلال التأكيد على القواسم المشتركة الثقافية والتاريخية لهذه البلدان والجوار الدائم، فقد ثبت مرات عديدة أن هناك قوة أخرى موجودة وتارة أخرى لا تكون موجودة. ولكن يمكن لدول المنطقة أن تحدد بوضوح احتياجاتها ومطالبها في اجتماع جماعي وأن تطلب المساعدة من دول أخرى لحلها. إن تحديد خارطة الطريق من قبل دول المنطقة لحل المشاكل في إطار الحوار سيكون مناخًا يربح فيه الجميع. فإذا تم تحسين شكل العلاقات بين دول المنطقة، فسيتم تحسين هذه العلاقة فيما يتعلق بمناطق أخرى من العالم. أيضاً لأن العالم اليوم لا يقتصر الأمن الإقليمي فقط على الأمن العسكري أو السياسي، فللأمن أبعاد مختلفة حيث يكون في بعض الأحيان يشمل البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: