الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 فبراير 2021 08:19
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – السياسة الخارجية بين ازدواجية العزلة والانفتاح

تطرقت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقال لأستاذ علم الاجتماع في جامعة خوارزمي، موضوع ازدواجية العزلة أو الانفتاح في السياسة الخارجية للبلدان. حيث رأى أن إيران تفتقر للترتيب الداخلي الصحيح بين المجتمع المدني والحكومة والاقتصاد، والذي يخوّلها لبناء استراتيجية التعامل مع الخارج، حسب تعبيره.

إن فكرة وسياسة قطع العلاقات مع الدول القوية لها تاريخ طويل في إيران، تم النظر فيه بطرق مختلفة في فترات مختلفة. ولكن في منتصف عام 2001، مع الجدل حول الطاقة النووية والعقوبات الصارمة التي تلت ذلك، تمت متابعة قضية العزلة بشكل أكثر جدية. أن قطع العلاقات يعني نوعًا من الاستراتيجية والفكر الذي يؤمن بأن النظام العالمي ليس عادلاً ولا يليق بنا، وأن الانفصال الاجتماعي والثقافي والعلمي وربما الاقتصادي يتطلب القدرة والسلطة. ووفقًا لهذه الفكرة والسياسة، فإن تقسيم العمل والنظام العالمي يفرضان الحاجة إلى التكيف المستمر والمواءمة غير العادلة على بلدان الجنوب. حيث أنه يعتمد هذا التكيف على احتياجات الدول الغنية. إن وجهة النظر القائلة بأن الدول القوية في النظام العالمي تسعى إلى التكيف من جانب واحد أدت بالبعض إلى اتباع سياسة قطع العلاقات مع النظام العالمي، خاصة في المجالات الاجتماعية والثقافية وليس بالضرورة من الناحية الاقتصادية. ومن ناحية أخرى يتحدث آخرون عن الحاجة إلى التكيف مع العالم ويرون أن الحاجة إلى التقدم متجذرة في نظام الشبكة العالمية. يقوم منطق المجموعة الثانية على أن السياسة والاقتصاد الحديث والمعرفة تشكل كل شيء وذلك لأجل تعويض التراجع والتخلف لذا يجب أن تتفاعل قدر الإمكان مع الدول المختلفة.

هذه الازدواجية التي شغلت المجتمع الإيراني لسنوات عديدة، ويبدو أن هاتين المجموعتين قد أهملتا نقطة مهمة واحدة وهي أن التصميم الداخلي المناسب يمكن أن يحدد أيضًا وضعنا ودورنا في العلاقات العالمية. فالطريقة الجديدة لتنظيم المجتمع  القائمة على الترتيب المناسب بين المجتمع المدني تجبر حكومة واقتصاد الآخرين على التكيف معنا أو على الأقل يلغي الحاجة إلى التكيف الأحادي الجانب. ولكن إذا أردنا إجبار الدول القوية على التكيف مع إيران فإن استراتيجية الانفصال أو التكيف الأحادي ليست هي الحل. فبدلا من ذلك أن الحل القوي هو في المنطق الداخلي حيث كانت تجارب أميركا الجنوبية في الانفصال في الستينيات عن سياسات إحلال الواردات مريرة ولم تنته الى الأن. وقد كان عدم الامتثال من جانب واحد كارثيًا أيضًا لبلدان مثل روسيا وشيلي. ففي الوضع الحالي من الضروري إزالة الانعزال المزدوج والتكيف الأحادي من جدول الأعمال، حيث يتطلب اتباع علاقة خارجية فعالة ترتيبًا داخليًا مناسبًا بين المجتمع المدني والحكومة والاقتصاد. وهذه ليست مسألة متعلقة بدول الجنوب فقط، بل إن دول الشمال أيضا موجودة في النظام العالمي القائم على الترتيب الاجتماعي المناسب. فعلى سبيل المثال، فإن سياسة الدول الأوروبية والأميركية في مجال الزراعة ليست انفصالًا ولا تكيفًا أحاديًا، ولكنها سياسة تستند إلى المنطق الداخلي والترتيب الداخلي المناسب بين المجالات الرئيسية الثلاثة للمجتمع. الخطر على المجتمع الإيراني هو الإطالة والصراع المستمر مع هذا الانقسام أو التكيّف. أخيرا الخطر الأكبر الذي أوجد هذا الانقسام الخطير هو عدم التفكير في الترتيب الصحيح بين المجتمع المدني والحكومة والاقتصاد.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: