الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 فبراير 2021 07:50
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – إيران وطالبان: لماذا يزور وفد من الحركة طهران؟

ناقشت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"عبدالله غنجي"، موضوع زيارة وفد من طالبان إلى إيران. حيث رأى الكاتب أنه بالطبع قد يكون لطالبان أهداف لا تقبلها طهران، مشيراً إلى أنه إذا كان الاتصال بهم يهدف للسيطرة على داعش وضمان صحة الشيعة في أفغانستان وحرمان الأميركيين من النوم الجيد ليلاً فإن التواصل ضروري وعلى الحكومة أن تترك هذا الموضوع مفتوحًا للجدل، حسب تعبيره.

ترك الوجود الرسمي لوفد طالبان في طهران العديد من التساؤلات والأسباب بين نخب الدولة والسياسيين التي لم يتم الرد عليها بشكل صحيح. يجب ألا يعتقد الناس أن الصورة التي رسمتها الحكومة ووسائل الإعلام عن طالبان على مدار الـ 26 عامًا الماضية تختلف عن الصورة التي تحملها الحكومة نفسها عن هذه المجموعة. قد تكون صورة الأمس هي التي تجعل من الصعب تفسير وجه طالبان اليوم ولا يزال تفسير الصورة مشوهًا، لكن المجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الخارجية بحاجة إلى شرح الحالة المرضية لصورة الأمس والوضع اليوم وإذا كان الارتباط بهذه المجموعة في مصلحتنا الوطنية أو للشيعة في أفغانستان.
سبب الاتصال مهم لولا ذلك لما تفاوضت الولايات المتحدة مع هذه المجموعة لعدة سنوات. حتى الغربيون كانوا متحمسين للغاية للتفاوض مع داعش والقاعدة لكنهم بدوا مترددين في القيام بذلك ويرجع ذلك أساسًا إلى أن داعش والقاعدة لا يؤمنان بالقانون الدولي وقضية الدولة. لكن فيما يتعلق بطالبان هناك أسئلة كثيرة في أذهان الايرانيين سأشرحها بقدر ما أفهم أو لدي معلومات. الأسئلة العامة حول استشهاد دبلوماسيين إيرانيين في مزار شريف واستشهاد الشيعة الأفغان. تعزز هذا الاعتقاد عندما نشرت إيران قواتها على الحدود الشرقية للبلاد لكنها حذرت قيادة القوات المسلحة من غزو طالبان أفغانستان. لا نعلم إن كانت القيادة قد تلقت معلومات مختلفة أم لا لكن أعتقد أن حركة طالبان الأفغانية لم يكن لها دور في استشهاد دبلوماسيين إيرانيين واعتقدت الجمهورية الإسلامية أن الاغتيال تم بالتنسيق مع جهاز استخبارات بلد ثالث. بالطبع صرحت طالبان مرارًا وتكرارًا بأنهم ملتزمون بحرمة دماء الشيعة لكنهم يزعمون أنهم عندما يهاجمون مكانًا ويقاوم أحدهم فسوف يتورطون ولا يهم إذا كانوا شيعة أو سنة وهم أيضاً يرفضون أنهم يقتلون أحدا فقط لأنه شيعي.
ربما كان الهجوم على المنطقة الشيعية غربي كابول في شتاء 1994 والدخول إلى كابول من هناك واستشهاد عبد العلي مزاري أو الهجوم على ولاية باميان الذي أدى إلى بيان القائد الأعلى للمساعدة. تقول طالبان أن الاستيلاء على الارض واستشهاد الشيعة كان بسبب المقاومة وليس اتهامهم باالتكفير.
طبعا هذا لا يعني أننا نبرر نفس الأفعال ونبرر احتلال المنازل وتهجير الناس لكن يمكن أن نفهم أن الاغتيال والاستشهاد لم يكونا بسبب عنصر التكفير. على عكس داعش والقاعدة فإن طالبان مفاوضون وهذا يدل على أنهم يؤمنون بالسعي للسلطة في جغرافية أفغانستان أو في تقاسم السلطة هناك وإلا لما تفاوضوا. المهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية اليوم هو التحول الجغرافي لداعش من العالم العربي إلى أفغانستان. فإن وجود داعش في أفغانستان أصعب بكثير بالنسبة لايران من التواجد في سوريا والعراق لأن لديهم ميزتين نسبيتين في هذا البلد الأولى هي اللغة الفارسية والثانية هي الحجم الكبير لحركة المرور من الحدود الشرقية لإيران وصعوبة ضبط الدخول والخروج. هل ترى إيران في طالبان نقيضًا لتهديد داعش؟ إذا كان هناك مثل هذا الفن فهو جدير بالثناء. من المهم لإيران أن تجعل الوجود الأميركي في أفغانستان غير آمن عن طريق طالبان. كان طرد الولايات المتحدة من أفغانستان حلم الحاج قاسم وإذا أتمت طالبان هذه المهمة فسيتم تأمين مصالحنا الوطنية وأمننا.
بالطبع قد يكون لطالبان أهداف لا نقبلها لكن إذا كان الاتصال بهم للسيطرة على داعش وضمان صحة الشيعة وحرمان الأميركيين من النوم الجيد ليلاً فإن التواصل ضروري وعلى الحكومة أن تترك هذا الموضوع مفتوحًا للجدل . لا ينبغي النظر إلى وجود ممثلين عن طالبان في إيران لمجرد التستر على الولايات المتحدة أو أن لدينا قاعدة في أفغانستان. إذا كانت العلاقة مع طالبان في المصلحة الوطنية لايران ولشيعة أفغانستان فيجب أن نكون مسؤولين عن السنوات الـ 27 الماضية. ربما لم يكن هناك اتصال منذ ولادة طالبان وأصبح الاتصال ممكنا في السنوات الأخيرة. يجب شرح هذا للناس وبالطبع يجب أن تعلم طالبان أنهم إذا سعوا إلى القوة بالعنف فلن تدعمهم إيران أبدًا.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: