الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 يناير 2021 03:22
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – اللقاح الإيراني يتغلب على الفيروس البريطاني

أجرت صحيفة "رسالت" الأصولية، مقابلة مع مختصين في عملية الأبحاث التي تجريها إيران على اللقاحات ضد فيروس كورونا، لاستطلاع أراءهم حول قدرة هذه اللقاحات على مواجهة الطفرة الجديدة من الفيروس. حيث أوضح الخبيران أنه تم أخذ عينات دم من أول الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح عند دخولهم التجارب السريرية وتم اختبارها بعينة تم عزلها من الفيروس البريطاني ليجدوا أن بلازما الدم لديهم حيّدت الفيروس.

غرّد “حجت نيكي ملكي” رئيس مركز المعلومات لهيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني أنه “تم إثبات قدرة اللقاح الإيراني على إبطال مفعول فيروس كورونا البريطاني بشكل كامل”. والآن أكثر من أي وقت مضى ننتظر قدوم الربيع وقد برز فينا أمل جديد للتخلص من هذا المرض الغامض.

منذ حوالي عام استقبل العالم ضيفاً ثقيلاً يُدعى فيروس كورونا الجديد وبدأت الأبحاث للعثور على دواء ولقاح للمرض حول العالم وبدأت العديد من الشركات في إنتاج اللقاح. وعادة ما تتطلب اللقاحات سنوات من البحث والاختبار قبل الوصول إلى التجارب السريرية ولكن في الوضع الحرج الحالي يتنافس العلماء على إنتاج لقاح للكورونا بحلول العام الشمسي المُقبل.

أجرى الباحثون الإيرانيون أول حقن بشري للمرحلة الأولى من الدراسات السريرية للقاح في التاسع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2020 على المتطوعين. وقد أعلن “محمد رضا صالحي” قائد التجارب والاختبارات السريرية للقاح كورونا الإيراني عن انتهاء المرحلة الأولى من التجربة السريرية للقاح بحلول نهاية الشهر المذكور.

ولكن بعد دخول الفيروس البريطاني إلى البلاد كان العديد من الخبراء متشككين وقلقين بشأن فعالية اللقاحات الموجودة على الأنواع المُتحولة للفيروس. ولكن عدم الكفاءة أو الانخفاض في الفعالية لبعض اللقاحات الأجنبية لا ينطبق على اللقاح الإيراني. وكما ذكرنا في البداية فقد أعلن رئيس مركز المعلومات لهيئة تنفيذ أوامر الإمام عن قدرة لقاح كورونا الإيراني على تحييد وإبطال الفيروس البريطاني المُتحور بشكل كامل.

لقد قيل في وقت سابق إنه يجب فحص أي اختلاف جيني فيما إذا كان يؤثر على سلوك الفيروس أم لا. ولكن لا يوجد حالياً دليل على أن طفرة جديدة في فيروس كورونا تسببت بمرض أكثر خطورة أو أن هذا النوع الجديد من فيروس كورونا لن يستجيب للقاحات المُعتمدة. ومن ناحية أخرى فإن طفرة الفيروس هي في الواقع تغيير في جينوم الفيروس. حيث تتحور جميع الفيروسات وفيروس كورونا ليس استثناءً ويمكن للمعلومات الجينية ضمن العديد من الفيروسات أن تتغير بسرعة كبيرة وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه التغييرات لصالح الفيروس مما يسمح بانتقال الفيروس بسهولة وسرعة أكبر أو الهروب من اللقاحات أو العلاجات. ولكن العديد من هذه التغييرات ليس لها مثل هذه التأثيرات.

في هذا السياق، أعلن حسن جليلي مدير مجموعة أبحاث إنتاج اللقاح، في حديث مع الصحيفة، أنه بعد تفشي فيروس كورونا المتحور المسمى بالكورونا البريطاني أنه “تلقينا عينة من هذا الفيروس المتحور من خلال وزارة الصحة والذي لديه معدل انتقال أعلى بنسبة 70% من فيروس كورونا العادي، وقدمناها للباحثين الصيدلانيين”، مضيفاً “وبما أن إحدى إمكانيات أي لقاح فعال هي أن يكون قادراً على حماية الناس من طفرات الفيروس لذلك قمنا باختبار بلازما الدم للمتطوعين الثلاثة الأوائل الذين تلقوا اللقاح الإيراني مع هذا الفيروس الجديد”. وأوضح جليلي أن المتطوعين الثلاثة تلقوا اللقاح على مرحلتين وأنه من المتوقع أن تكون بلازما الدم لديهم تتمتع بمناعة كافية ضد الفيروس. وقد أظهرت التجارب أن اللقاح الإيراني كان قادراً على تحييد وإبطال الفيروس المتحور تماماً وبنجاح كامل.

ولفت جليل إلى “أننا أخذنا عينات دم من أول الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح عند دخولهم التجارب السريرية واختبرناهم بعينة تم عزلها من الفيروس البريطاني ووجدنا أن بلازما الدم لديهم تُحييد الفيروس تماماً لذلك تم إزالة القلق من أن متلقي اللقاح الإيراني مقاومون أيضاً للفيروس البريطاني ويمكننا القول بوضوح أن الأشخاص الذين يتلقون هذا اللقاح هم أيضاً مقاومون لطفرات هذا الفيروس. وأشار إلى أن اللقاح الإيراني له آثار جانبية قليلة جداً ولم تحدث حالات خاصة مثيرة للقلق حتى الآن مُعرباً عن أمله في أن تستمر المراحل القادمة من هذا المشروع بشكل جيد”.

من جهته، قدّم محمد حسين يزدي، رئيس مركز أبحاث اللقاحات بجامعة طهران للعلوم الطبية، تفسيرات حول هذا الموضوع في حديث مع الصحيفة، وقال: “من أجل تقييم فعالية اللقاحات نحتاج إلى معرفة منصتها واختلافها حيث كانت منصة اللقاح الإيراني بناءً على فيروس مقتول وتحمل هذه البنية والمنصة معها جميع المستضدات الموجودة على سطح الفيروس والتي يمكن أن يكون جهاز المناعة محصناً ضدها وتبقى نسبة كبيرة منها دون تغيير والفيروس فقط هو ما يسمى مُعطل. وفي هذا الهيكل لن يكون لديك فقط أجسام مضادة ضمن الجسم ضد الفيروس ولكن هناك عوامل أخرى ستكون موجودة أيضاً على سطح الفيروس والتي ستؤدي إلى استجابة مناعية وتخلق مناعة ضد الفيروس لذلك سوف تواجه استجابة متعددة الأوجه ضد الفيروس. ولذلك في هذا النوع من المنصات نتوقع أنه في حال حدثت طفرات في الفيروس على مستوى بروتين spike فإن فعالية لقاحنا ستظل مقبولة.”

وأكد يزدي أنه “لم يكن للقاح المحلي أي آثار جانبية حتى الآن والسبب هو أن بنية اللقاح هذه معروفة لنا أكثر من الهياكل الأخرى. أي أن الفيروس المقتول قد تم استخدامه في السابق للأمراض المُعدية وقمنا بتحويل العامل المُعدي إلى لقاح. ولذلك يمكن التنبؤ بآثاره الجانبية إلى حد ما أكثر من الهياكل الجديدة المستخدمة لأول مرة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون للهياكل الجديدة عواقب غير مطلوبة. وقضية أخرى هي أننا نستفيد إلى أقصى حد من تهديد كورونا علمياً وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن جائحة كورونا لن تكون الوباء الأخير، لذلك نحن بحاجة إلى توفير البنية التحتية اللازمة لنكون قادرين على العمل بشكل أفضل في مثل هذه الحالات.”

وقيّم رئيس مركز أبحاث اللقاحات بجامعة طهران للعلوم الطبية خطوات إيران لتوفير البنية التحتية وإنتاج اللقاح الإيجابي، وقال “منذ البداية كانت هناك بعض الانتقادات غير العادلة للقاح كورونا بينما تساعدنا القوة والتنبؤات العلمية بما يكفي لنكون قادرين على تنفيذ مشروعنا وتوجيهه بشكل صحيح حيث أنه سار على ما يرام حتى الآن، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو تجنب الخلاف والهوامش والتي يمكن أن تساعد باحثينا على التصرف بشكل صحيح. حيث أنه في بعض الأحيان وبالتزامن مع المشاريع الهامة والحساسة يتم تلفيق واستحداث أخبار مزيفة مما يثبط من عزيمة الباحثين. ولدينا إمكانات علمية كبيرة وإذا أردنا أن نتخذ موقفاً متحيزاً ونولد الكثير من الإثارة فسوف يؤذي ذلك الباحثين أيضاً. ولأسباب علمية واضحة فالتنبؤات تشير إلى أنه إذا كانت هناك طفرة في بروتين الفيروس spike فلا تزال هناك هياكل أخرى يمكن أن تسبب المناعة ويمكن أن تساعد في الاستجابة المناعية ولكن ليس لدينا اللقاح النهائي بعد و ويمكننا اتخاذ قرار حاسم عندما يكون لدينا اللقاح النهائي”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: