الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 يناير 2021 09:16
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – ازدهار الثورة في ظل الضغوط والعقوبات

تطرقت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ "عباس حاجي نجاري"، لموضوع اقتراب الذكرى الثانية والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية. حيث اعتبر حاجي نجاري أن أميركا وأوروبا عملوا طوال الفترة الماضية على محاولة إسقاط النظام الإسلامي في البلاد، مشيراً إلى أن مقاومة إيران الاقتصادية والعسكرية هي السبب في الصمود وبقاء النظام.

قبل عامين في شباط/ فبراير 2018، عندما كان الشعب الإيراني يحتفل بالذكرى التاسعة والثلاثون لانتصار الثورة الإسلامية، تأثرت المجموعة الحاكمة في البيت الأبيض التي وضعت استراتيجيتها في ممارسة الضغط الأقصى على البلاد، إضافة لأولئك المتواجدين خارج إيران والمعادين للثورة الإسلامية. كانوا يتوهمون أن الثورة الإسلامية ستركع أمام ضغوطهم وعقوباتهم، وأن الشعب الإيراني لن يعود قادرًا على الاحتفال بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية. لكنهم ليس فقط لم يستطيعوا تحقيق حلمهم في ذلك الوقت، بل اليوم وعشية دخول الثورة عامها الـ 43 يعيد التاريخ نفسه، وتلك المجموعة مثل سابقاتها سلمت المقاعد إلى المجموعة التالية في البيت الأبيض، ولكن الشعب الإيراني ما يزال صامداً لفرض إرادته على الإدارة الأميركية الجديدة كما يفعل في كل مرة.

بمعنى آخر، بما يتناسب مع التراكم الأخير للضغط من قبل الأميركيين والأوروبيين ضد النظام الإسلامي، فإن الاستراتيجيات التي تبنتها الجمهورية الإسلامية بلورت قدرات الثورة الإسلامية على مدى 42 عامًا وأجبرت أعداء النظام على تقبل حقيقة الثورة الإسلامية. ما يقال هذه الأيام من قائد القيادة الوسطى الأميركي حول الخليج وبحر عمان يرجع فقط إلى عجز البنتاغون تحت سلطة وقدرة القوات المسلحة لإيران الإسلامية. وحقيقة أن الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الفرنسي ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والأمين العام لوكالة الطاقة الذرية وقوى غربية أخرى، يعترفون بحقيقة قوة إيران، على الرغم من اعتراف القوة العظمى قد يكون هدفهم هو تخويف إيران أو الإسلاموفوبيا، لكن من حيث المبدأ لا يوجد تغيير في الاعتراف بقدرات إيران الإسلامية.

تكشف مراجعة أبعاد وخصائص هذه الضغوط والعقوبات ضد الشعب الإيراني في أوقات مختلفة حقيقة أنه على الرغم من أن مؤامراتهم وحيلهم ضد النظام الإسلامي أصبحت أكثر تعقيدًا بمرور الوقت. لكنهم جميعًا يؤكدون حقيقة أنه على الرغم من التطورات الداخلية في إيران في مختلف الفترات وتقلبات الثورة إلا أن الثورة الإسلامية لم تنحرف منذ البداية، والحفاظ على تلك المؤشرات واستمرارها هو السبب الرئيسي للتعقيد التهديدات والضغوط. وإذا كانت الثورة قد تغيرت في مسارها وانحرفت عن تلك المبادئ وتم علمانيتها أو نزعها عن الدين بناءً على طلب الغربيين وعملائهم الداخليين، فلن يكون هناك بطبيعة الحال سبب لهذه الضغوط والعقوبات ويمكن أن يكون لديهم جمهورية إسلامية تحمل اسم الاسلام فقط  ومستسلمة لهيمنة القوى الغربية. ويعد ذالك الأمر مظهر من مظاهر النظام الذي يسمى في خطاب قادة نظام الهيمنة تغيير السلوك.

بطبيعة الحال، في هذه العملية تخريب وشكوك للتيارات والناشطين والمسؤولين الداخليين الذين تولوا السلطة التنفيذية في البلاد في أوقات مختلفة، على أمل أن يكون العدو فعالاً تحت الضغط. فقد لعبوا دورًا مهمًا، وكانوا في بعض الأحيان الجناة الرئيسيين في تراجع الحركة الثورية. ومع ذلك فإن نتيجة الحركة الثورية، كما في الأيام الأولى من شهر شباط/ فبراير 1979، هي أن القوى الأساسية في جمهورية إيران الإسلامية تعتبر التهديد الأهم لهيمنتها. فيما يتعلق بالأسباب والعوامل المؤثرة في سبب هذه العملية، يمكن سرد قائمة طويلة من الفرص ونقاط القوة للنظام، بما في ذلك القدرات الدفاعية والعلمية والنووية والصناعية ذات التأثير الإقليمي والقدرات المادية والروحية المحتملة والفعلية للنظام الإسلامي، والتي بالمناسبة اعترف العدو بفعاليتها وقدرتها ولكن من استطاع بلورة مجموعة هذه القدرات في شكل سمة بارزة هي الثورة الإسلامية. حيث يقوم خطاب الثورة على ثقافة الإسلام النقي والقيادة الإلهية التي لا مثيل لها والناس يؤمنون بتلك المبادئ والقيم رغم تحملهم لأشد الضغوط والعقوبات وبعض أوجه القصور.

أخيراً إن الشعب في إيران يدخل السنة الثالثة والأربعين من ثورته في وضعٍ أذهلت مقاومته ومثابرته العالم، والأعداء الذين يحاولون تغيير حساباتهم وسلوكهم واستسلامهم لسنوات بحربهم النفسية ولكن الآن يجب أن يغيروا حساباتهم مرة أخرى ضد الإرادة ومقاومة الشعب الإيراني للاستسلام.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: