الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 يناير 2021 08:56
للمشاركة:

صحيفة “ابتكار” الإصلاحية – هل رئيس البورصة الجديد مؤهل لإدارة دفة سوق رأس المال؟

تطرقت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، في مقال لـ"كيما نجفي"، لموضوع تعيين رئيس جديد لهيئة البورصة والأوراق المالية. حيث كان هناك تضارب في آراء النشطاء الاقتصاديين حول صوابية خيار تغيير رئيس هيئة البورصة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها سوق رأس المال.

أصبح الوضع المضطرب لسوق رأس المال والانهيار المستمر لمؤشر البورصة من أهم النقاشات الاقتصادية في الأشهر الأخيرة. وبالطبع تجدر الإشارة إلى أن الهوامش حول هذا السوق قد تمت مناقشتها من قبل المحللين والمشاركين في السوق أكثر من مؤشر سوق الأوراق المالية من شكاوى المساهمين المتكررة إلى رد الفعل الواضح من أعضاء البرلمان وأخيراً تعيين رئيس جديد للبورصة التي هي أحد تلك الهوامش. إن سوق الأسهم هي كلمة مألوفة أصبحت مصدر قلق لكثير من الناس في المجتمع هذه الأيام.

 لكن من المسؤول عن الاضطرابات في سوق رأس المال؟

إن كل مؤسسة وخبير يوجه أصابع الاتهام إلى أشخاص أخرين. على سبيل المثال  ألقى العديد من الخبراء اللوم على الحكومة والفريق الاقتصادي لديها في هذه الإضرابات، ومن ناحية أخرى، اعتقد بعض النشطاء أن القرارات الخاطئة في سوق الأوراق المالية هي من جعلتها في هذا المأزق.  ولم يسلم “حسن قاليباف اصل” (رئيس هيئة البورصة والأوراق المالية السابق) من الاتهامات. وفي 20 كانون الثاني/ يناير أعلنت وكالات الأنباء استقالة رئيس هيئة الأوراق المالية والأوراق المالية. حيث أفادت الأنباء أن رئيس الهيئة العامة للبورصة والأوراق المالية قاليباف قدم استقالته إلى وزير الشؤون الاقتصادية والمالية ولكن بعد ساعات قليلة من نشر الخبر قامت الوكالة بتكذيب خبر الاستقالة. وعلى هامش لقاء مع أعضاء اللجنة الاقتصادية للبرلمان نفى قاليباف، في حديث خاص مع وكالة الأنباء الرسمية، نبأ استقالته من رئاسة المنظمة، مضيفًا: أنا مطرود  لكني لم أستقيل ولا أعرف من نشر هذا الخبر ولأي غرض.

ماذا يقول المنتقدين عن الرئيس الجديد للبورصة؟

انتهت الأنباء المتضاربة أخيرًا حول استقالة قاليباف الأصلية. على الرغم من أن سماسرة البورصة رحبوا باستقالته إلا أن أملهم ضئيل في حدوث تغيير جوهري في السوق. بعد ذلك تم تعيين “علي دهقان دهنوي” رئيسا جديدا لبورصة طهران بقرار من المجلس الأعلى للبورصة. هذا الاختيار أثار ردود فعل متباينة حيث يعتقد بعض الخبراء أن رئاسة هيئة البورصة قد وصلت أخيرًا إلى خيار لم يتم إدراجه في البورصة من قبل. فحسب رأيهم كان تعيين دهقان دهنوي متسرعًا بعض الشيء لأنه لم يكن يعرف ما يكفي عن سوق الأوراق المالية، وهذه القضية يمكن أن تخلق تحديات جديدة.

أشار الخبير الاقتصادي سهراب بختيار في حديث مع الصحيفة إلى أنه “بمعرفتي بنائب وزير الاقتصاد والمالية والرئيس الجديد للهيئة يتمتع السيد دهقان دهنوي بخبرة فعالة في المجال المصرفي وتعيينه المتسرع  كرئيس لسوق رأس المال هو بسبب عدم كفاية المعرفة بسوق الأوراق المالية والوقت القصير المتبقي للحكومة وفي الوقت الحاضر يتحرك السوق بعيدًا عن التنفيذ المبدئي لاستراتيجيات إنقاذ سوق الأوراق المالية ونحو الحلول السياسية بنهج تفوضه الحكومة”.

ومع ذلك يعتقد بعض الفاعلين الآخرين في السوق أيضًا أن استقالة الرئيس السابق وتعيين رئيس جديد لا يعالج فقط آلام سوق رأس المال ولكنه  يجعل هذا القطاع يواجه أيضًا أمور جديدة وأساليب إدارة جديدة. فبحسب رأيهم فقد تعرضت مؤسسة البورصة للعديد من الصدمات في العام الماضي منها النمو الهائل لقيمة أسهم الشركات إلى هبوط عدة مئات الآلاف من وحدات المؤشرات في الأشهر الأخيرة. ففي مثل هذه الحالة لا يتسامح السوق مع الصدمات الجديدة لذا فإن تغيير رئيس مؤسسة البورصة ليس هو الحل لتصحيح مشاكل سوق رأس المال ويحتاج هذا القطاع إلى وضع سياسات أكثر جذرية.

فرغم كل المعارضة إلا أن بعض النشطاء وخبراء السوق متفائلون بتغيير رئيس هيئة البورصة ولا ينتقدون هذا الموضوع. وأوضح شاهين أحمدي، محلل في سوق المال، أنه “عندما يستقيل مسؤول من منصبه، فلا خيار سوى تعيين شخص آخر. أعتقد أن الأصدقاء الذين ينتقدون الانتقال في الوضع الحالي يرون القضية بشكل مختلف”، مضيفاً “كما قلت، يجب انتخاب رئيس جديد عند استقالة الرئيس السابق، حتى لا يكون هناك رد فعل على مثل هذه التغييرات”.

ورداً على الشائعات التي تفيد بأن الرئيس الجديد للمنظمة لم يكن على دراية بسوق الأوراق المالية، قال “أي من الرؤساء كان على دراية بالقضايا حتى الآن ولديه عدة سنوات من الخبرة في سوق الأوراق المالية؟ فلا يتعلق الأمر بسوق الأوراق المالية فقط”.

وتابع محلل سوق المال أن “سوق رأس المال في هذه الأيام يتطلب الحسم العام والجاد من الحكومة والبرلمان والقضاء. ويجب على المسؤولين الآن تنحية خلافاتهم جانبًا، على الرغم من أنه يبدو أنها قد تم تنحيتها جانبًا. على أي حال، أعتقد أن الرئيس الجديد للمؤسسة لديه القدرة على الإدارة والتواصل بشكل جيد ويمكنه إنقاذ سوق رأس المال من الاضطرابات الحالية”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ابتكار” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: