الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 يناير 2021 08:30
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الاستثمار الأضمن للأموال في إيران

أجرت صحيفة "ايران" الحكومية، مقابلات مع عدد من الخبراء الاقتصاديين، لمناقشة موضوع اندفاع المواطنين إلى سوق الأسهم وتأثير ذلك على الاقتصاد العام في البلاد. حيث نصح معظم الخبراء المُستطلعة أرائهم المواطنين بالاستثمار وضع أموالهم في المصارف أو دخول البورصة الآن.

السيولة تعني مجموع الأموال وما يماثلها كالممتلكات التي تجري ضمن اقتصاد البلد. لذلك عندما يقال إن كمية السيولة في البلاد عالية فهذا يعني أن الأموال الصغيرة والكبيرة في أيدي الشعب وفي حال اتجه هذا المبلغ من المال إلى سوق معينة فقد يكون له تأثير مدمر وإيجابي بذات الوقت.

ومن بين أسواق الاستثمار يتمتع السوقان الرئيسيان سوق المال وسوق رأس المال بهذه القدرة والتي من خلال تجميع رؤوس الأموال الصغيرة تقودهم باتجاه الأنشطة الإنتاجية. ولكن عندما يتم تحويل رأس المال إلى أسواق غير منتجة ومتضاربة فإن ذلك لا يفيد الاقتصاد الوطني فحسب بل إنه يؤججه أيضاً.

ومنذ أواخر العام الماضي ومع ركود نسبي في الأسواق المتنافسة اتجه جزء كبير من رأس مال الناس إلى سوق الأسهم وتم تمويل جزء كبير من الاقتصاد عبره. ووفقاً للإحصاءات المُقدمة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام تقدّم 3 ملايين و 230 ألف شخص للحصول على رمز تداول جديد وهذا الرقم يدل على دخول عدد كبير من رأس المال الصغير إلى سوق الأسهم. وهذا بينما كان سوق الأسهم يعاني من تقلبات خلال الأشهر الأخيرة. ومع ذلك يعتقد معظم الخبراء أن هذا السوق هو سوق الاستثمار الأكثر ربحية على المدى الطويل. ولكن ماذا يمكن فعله برأس المال الصغير والسيولة الصغيرة التي يمتلكها الناس وهل هناك مجال للاستثمار فيه بأقل المخاطر؟ وقد تم سؤال الخبراء الأسئلة التالية، ما هو السوق المربح في الوضع الحالي؟ وفي حال كانوا في موضع أو مكان الناس فبأي اتجاه سيتجهون؟ وقد كانت بعض الإجابات متقاربة جداً ولكن كانت نصيحة معظم أعضاء غرفة التجارة الإيرانية هي وضع أموالهم في المصارف أو دخول البورصة الآن.

الذهب والسكن من أجل الشعب

قال الناشط الاقتصادي أبو الفضل روغني أن “نصيحتي الأولى للناس هي عدم الدخول في مجال ليس لديهم خبرة فيه لأنهم في حال فعلوا ذلك فإنه محكوم عليهم بالفشل. وأسهل طريقة للناس العاديين لتحقيق الربح هي شراء المساكن والذهب ومؤخراً التواجد في سوق الأوراق المالية (البورصة) ولكني أؤكّد أنه لا يجب أن يدخلوا سوق الأسهم الآن وذلك لأن هذه المنطقة تتمتع بمشاكل خطيرة وإعادة الدخول يمكن أن يُعرض رأس المال العام للخطر. وسوق الأوراق المالية مناسب حالياً للأشخاص الذين هم على دراية به ولديهم بُعد نظر بهذا المجال؛ ويمكنني القول إن هذا ليس مكاناً لغير المتخصصين”.

وتابع قائلاً “هناك مجالان يمكن للناس دخولهما كما في السابق أحدهما شراء السكن والآخر الذهب. رغم أنني لا أنصح بذلك، ولكن الكثير من الناس يأتون لهذه السوق للحفاظ أموالهم، ولكنهم مدركين أنه ليس من الصواب التواجد في مثل هذه الأسواق.”

الإنتاج الدائم فقط

وقال أحمد خوروش وهو ناشط اقتصادي أنه “يوصي الكثيرين بأسواق مثل الذهب والنقد الأجنبي والسكن للناس العاديين ولكنني أوصي بالإنتاج. وفي حال دخل الناس مجال الإنتاج والاستثمار الصناعي فسوف نشهد فائدتين لذلك وهما خلق فرص العمل وكذلك النمو الاقتصادي. وقد يعتقد البعض أن مثل هذا الحديث غير ممكن وهو مثالي ولكن بالتأكيد بمساعدة القطاعين العام والخاص يمكن توجيه رؤوس المال الصغيرة نحو الإنتاج والأنشطة الإنتاجية.”

وتابع “إذا لم ندخل إلى المجال الإنتاجي وفكرنا فقط في تلقي أرباح ومحفوفة بالمخاطر فلن يتقدّم اقتصاد البلد بالتأكيد وحتى المؤشرات الاقتصادية ستتجه نحو الأسفل لذلك من خلال خطة شاملة يمكن توجيه السيولة في اتجاه يعود بالفائدة على الجميع بنهاية الأمر”.

الزمن الآن لسوق الأسهم

وقال حميد رضا قلمكاري، ناشط اقتصادي أنه “حان الوقت الآن لدخول سوق رأس المال لأن الفقاعة قد انفجرت؛ ولكن لماذا أقول سوق رأس المال؟ فعندما تكون هناك احتمالية لتغييرات في العلاقات الدولية وحتى إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فإن ذلك يعد بمثابة استقرار لسعر صرف النقد الأجنبي. وعندما يكون سعر النقد الأجنبي مستقراً، فهذا يعني أن التواجد ضمن الأسواق مثل السيارات والإسكان وما إلى ذلك لم يعد مُربحاً للناس العاديين وفي حال استثمروا أموالهم في هذه القطاعات فسوف يعانون وبالتالي يمكن أن يكون سوق الأسهم مكاناً للحفاظ على السيولة وقيمتها”.

المُنتجات الذكيّة فقط

وقال محمد رضا نجفي منش، وهو ناشط اقتصادي إنه “صحيح أنه من خلال مبلغ صغير من رأس المال لا يمكن البدء بالأنشطة الإنتاجية والصناعية، ولكن يجب أن نعرف أن الإنتاج لا يقتصر فقط على الاستثمار وإنشاء مؤسسة صناعية وورشة عمل؛ وذلك لأن العالم يتجه نحو الأنشطة الذكية.” وتابع: “لدينا شباب مبدعون ويمكن الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم لذلك فإن الدخول في مجال التصميم وإضفاء الذكاء على بعض الأنشطة التي تتوسطها الخبرات الفردية يمكن أن يتم برأس مال ضئيل وليس بالضرورة شراء النقد الأجنبي وإنتاج العملات الرقمية”.

اتخاذ القرار بطريقتين

وقال أحمد كيميايي أسدي، وهو ناشط اقتصادي إنه “عندما يريد الناس أن يقرروا أين يوجهون أموالهم ورؤوس أموالهم، عليهم أولاً أن يقرروا ما إذا كان استثمارهم هو من أجل الربح السريع أو ما إذا كانت المصالح الوطنية مهمة لهم. ففي حال كان الخيار الثاني فبالتأكيد يُنصح أن يكون الاستثمار في مجال الإنتاج حيث أنه من الصحيح أن الربح في الإنتاج منخفض للغاية وصعب ولكنه يصب في المصلحة الوطنية وبالطبع لا بد لي من التأكيد على أن أموال الإنتاج مباركة. ولكن إذا أراد الناس أن يُحققوا الربح بأي طريقة أخرى فأقترح سوق رأس المال وسوق الأسهم وذلك لأن هذه المنطقة تتمتع بمجال للتقدّم وكما أنني أعتقد أن أفقها جيد.”

الأوراق المالية على المدى البعيد

وقال الناشط الاقتصادي برهام رضائي أنه “في الوقت الحالي فإن المكان الأكثر أماناً للناس للاستثمار هو المصرف. حيث أنه خلال السنوات الثلاث الماضية انهارت الأسواق التي دخل فيها معظم الناس للاستثمار وانهارت فقاعة الأسعار والآن يبدو أننا نقترب من الاستقرار الاقتصادي فمن الأفضل أن ينتظر الناس حتى تنفجر فقاعات الأسواق مثل السيارات والإسكان والذهب ومن ثم يدخلون أحد القطاعات المذكورة وفي الوقت الحالي يمكنني القول بثقة أن الأسعار ليست حقيقية وأي دخول للناس ضمن أي سوق سيتسبب في معاناتهم وعليهم الانتظار حتى يتم الاستقرار الاقتصادي الكامل”. وتابع: “لدي نصيحة وهي أنه إذا أراد شخص عادي الاستثمار على المدى الطويل فعليه الذهاب إلى البورصة ولكن على المدى القصير لا يمكن أن تكون البورصة بالتأكيد مكاناً لتحقيق الربح والدخل “.

المال في المصرف

وقال الناشط الاقتصادي رضا غنجي أنه “بصفتنا ناشطين اقتصاديين، فعندما نريد الدخول ضمن مجال ما فإننا نقيم أولاً مخاطره  وربحيته؛ وفي حال كانت مخاطر النشاط عالية فسيكون دخوله خطأ وذلك لأن رأس المال سيضيع. ويجب أن تكون متواجداً في مجال على الرغم من انخفاض الربحية فيه ولكن مخاطر الاستثمار فيه ليست عالية. وبسبب المخاطر المتزايدة في مجالات النقد الأجنبي والسيارات وسوق الأوراق المالية فإنني أحث الناس على عدم الدخول إليها و أفضل طريقة للناس هي وضع الأموال في المصرف بهذا الوقت “.

مجال خالٍ من الأخطار

واعتبر الناشط الاقتصادي شعبان فروتن أن “الدخول في أي نشاط متزامن بالمخاطر ولا يمكنك الدخول إلى مجال وتحقيق الربح فقط؛ وكما تحمّل النشطاء الاقتصاديون الكثير من المخاطر. ولا ينبغي أن يعتقد البعض أنهم سيحققون الربح من بداية أي نشاط ولكن إذا تم تحديد السوق المحلية والمجاورة بشكل جيد فيمكن بدء نشاط بأقل المخاطر لخسارة المال. أي أنه في حال كان المرء لا يريد قبول أي مخاطرة فإن الطريقة الوحيدة هي وضع الأموال في المصرف، و ربما يمكن أن تساعد هذه الأموال الأشخاص الذين يرغبون بالاستثمار في مجال الانتاج.”

وتابع: “على الرغم من أنني أقول وضع المال في المصرف، إلا أنني أعتقد أنه مع رأس المال العام يمكننا العمل بشكل جيد في مجال الإنتاج؛ وهناك وظائف جديدة الآن يتعين علينا الانتقال إليها لأننا سنحتاج إليها كثيراً في المستقبل.”

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: