الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 يناير 2021 08:20
للمشاركة:

صحيفة “جوان الأصولية – الغرب الناكث للعهود يطلب من إيران الالتزام بالاتفاق النووي

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"محمد اسماعيلي"، موضوع التصريحات الأوروبية والأميركية المتعلقة ببرنامج إيران النووي. حيث رأى الكاتب أنه بعد مرور خمس سنوات ونصف على توقيع الاتفاق النووي ليس لدى الولايات المتحدة وأوروبا أي نيّة لرفع أو حتى تعليق العقوبات على إيران لأنهم يعتبرون العقوبات أداة لا مفر منها للسيطرة على سلوك الجمهورية الإسلامية، حسب تعبيره.

“إيران تقترب من صنع قنبلة نووية”. هذا هو أحدث ادعاء من أوروبا والرجعيين الإقليميين والمسؤولين الحكوميين الأميركيين الجدد. حيث يستند هذا الادعاء إلى تخفيض إيران لبعض التزاماتها النووية خلال الأسابيع الأخيرة والتي بموجبها بدأت بلادنا في التخصيب بنسبة 20% واستخدمت جيلاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي.

وقد خفّضت إيران من التزاماتها في الاتفاق النووي بعد عدم اتخاذ الأطراف الأخرى أي إجراء أو خطوات للوفاء بالتزاماتهم وخاصة الدول الأوروبية الذين كانوا يسعون لكسب الوقت من فريقنا للتفاوض وذلك من خلال وعود لم يتم الوفاء بها مثل آلية دعم التبادل التجاري Instex، مما أدى في النهاية إلى نفاد الصبر واتخاذ السلطات التنفيذية والإدارية في البلاد إجراءات مضادة في مواجهة الغطرسة المتزايدة للغرب.

الأفعال المشتركة للصهاينة وأوروبا

منذ اليوم الذي زادت فيه جمهورية إيران الإسلامية التخصيب إلى 20%، صعّدت الدول الأوروبية من مواقفها المناهضة لإيران مقارنة بالوقت الذي كان فيه الفريق المفاوض متسامحاً تماماً بحيث أنه في أقل من شهر اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في مواقف منفصلة إيران مراراً وتكراراً بانتهاك السلم والأمن الدوليين سواء في شكل بيان أو في شكل موقف رسمي حيث حذّروا من خطر وجود قنبلة ذرية وتحدثوا عن ضرورة منع التهديدات الإيرانية للدول الأخرى. وفي آخر مواقف المسؤولين الأوروبيين يمكن الرجوع إلى تصريحات وزير الخارجية الألماني حيث قال “معاً يمكننا (الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة) تحقيق أهدافنا مثل منع إيران من امتلاك أسلحة نووية” مؤكداً “أننا سنمنع إيران من امتلاك السلاح النووي”.

والجدير بالذكر أنه في الأيام الأخيرة ادعى وزير الخارجية الفرنسي أيضاً أنه يعارض حصول إيران على السلاح النووي، وعلى الرغم من أن جمهورية إيران الإسلامية قد رفعت مستوى تخصيبها إلى 20%، ولكن ما زالت تتمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكامل الصلاحية للوصول إلى المراكز النووية الإيرانية ولم تذكر في تقاريرها أن البرنامج ذو طبيعة عسكرية.

وإلى جانب المسؤولين الأوروبيين دعا مسؤولي الكيان الصهيوني والذين يواصلون النضال أمام الزوال الوشيك لنظامهم المزيف بالإضافة إلى ضغطهم الواسع على الإدارة الأميركية الجديدة للتعامل بشكل أكثر فاعلية وصرامة مع إيران وهم منشغلون بالادعاءات المشابهة للادعاءات الأوروبية ضمن المناخ الدولي أيضاً. حيث أشار مسؤولو هذا النظام في الأسابيع الأخيرة مراراً وتكراراً إلى مسألة التخصيب بنسبة ال20% التي تقوم بها إيران بهدف إنتاج قنبلة ذرية، ودعوا المجتمع الدولي إلى الرد على إيران بغض النظر عن جرائم هذا الكيان في الأراضي المحتلة والبلدان الأخرى.

وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس البارحة: “إنني أتطلع إلى العمل مع بايدن بشأن مخاطر إيران” وتابع قائلاً: “كما أتطلع إلى العمل مع الرئيس بايدن لزيادة تعزيز التحالف القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتوسيع دائرة السلام بين إسرائيل والعالم العربي من أجل الوصول لشرق أوسط جديد وبالطبع معالجة القضايا المشتركة والتحديات التي نواجهها وفي مقدمتها الخطر الإيراني”.

كفاح بايدن من أجل الحوار المباشر؟

من الواضح أن جو بايدن كان يسعى لتقييم الصفقة الجديدة مع طهران منذ أن أظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات الأميركية فوزه على دونالد ترامب وكأنه يُلمح ويشدد على الحاجة المستمرة لضرورة استقرار الاتفاق النووي والمفاوضات الجديدة مع إيران خلال حملته الرئاسية وحتى في المناظرات الانتخابية.

وليس من المستبعد أن يكون جو بايدن الذي صرّح بأن إحدى الركائز الأساسية لسياسة حكومته الخارجية هي الاتفاق والمفاوضات الجديدة مع إيران قد أبدى اهتماماً بعلاقاته السرّية وغير الرسمية مع الجانب الإيراني.

وفي هذا الصدد تزعم قناة سكاي نيوز العربية أن حكومة بايدن ستطلق مبادرة لإجراء محادثات مباشرة مع طهران بمساعدة وسطاء أوروبيين. وخلال الأيام الأخيرة أفادت وسائل الإعلام أن الرئيس الأميركي الجديد بايدن تحدث عن إيران في محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي.

دعونا لا نكن ساذجين

بعد مرور خمس سنوات ونصف على توقيع الاتفاق النووي ليس لدى الولايات المتحدة وأوروبا أي نيّة لرفع أو حتى تعليق العقوبات على إيران حيث يعتبرون العقوبات أداة لا مفر منها للسيطرة على سلوك الجمهورية الإسلامية وإدارتها وهم ليسوا على استعداد لخسارة وإضعاف العامل الذي أجبروا به إيران على التفاوض معهم بشكل مباشر.

إلا أن بعض الفئات داخل البلاد تحاول تحقيق الأهداف التيارية والحزبية من أجل جعل قضية وصول بايدن إلى السلطة قد تعني إنهاء العقوبات والعداوة مع المجتمع الإيراني اعتقاداً عاماً وهي تستهدف أهدافاً بعيدة ألا وهي الانتخابية الحالية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: