الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 يناير 2021 09:08
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – دومينو الاقتصاد الإيراني مع أوروبا وأميركا

تطرقت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقابلة مع عدد من رؤساء الغرف التجارية في إيران، لموضوع احتمال تحسّن الأوضاع الاقتصادية في البلاد بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. حيث اتفق الخبراء على أن تسهيل الظروف الاقتصادية يمكن للجهات الفاعلة الاقتصادية متابعة أنشطتها التجارية والإنتاجية بمزيد من راحة البال.

أدى إغلاق قضية الانتخابات الأميركية بتقديم جو بايدن كرئيس إلى خلق شرارة من الأمل والتوقعات بين النشطاء الاقتصاديين لتوقع أن يبدأ الجهاز الدبلوماسي لإيران جولة جديدة من المفاوضات. يعتقد النشطاء الاقتصاديون أنه لا مجال لضياع الوقت وأنه يجب استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن لتمهيد الطريق أمام النشاط الاقتصادي. ويعارض الناشطون الاقتصاديون بشدة من يقول إنه يمكن العمل بدون تعاون مع المجتمع الدولي ويعتقدون أنه لا توجد دولة قادرة على إحراز تقدم من خلال تقييد التعاون الدولي لذلك يجب أن تخرج من قوقعتها لتحقيق السلام الاقتصادي. يقول بعض الاقتصاديين بأن الاقتصاد الإيراني أصبح مثل لعبة الدومينو وهي لعبة معقدة وصعبة نسبيًا لا يمكن التنبؤ بها بشكل صحيح أحد طرفي القصة هو وجهة نظر الولايات المتحدة والآخر هو المشاركة الأوروبية وجزء آخر مهم من قرار إيران. يبقى أن نرى كيف يفترض أن تواصل الأطراف الثلاثة مفاوضاتها على الرغم من كل الغموض الموجود وما زال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي فإن وجهة نظر النشطاء الاقتصاديين حول مستقبل البلاد الاقتصادي تعتبر إيجابية. وفقًا لذلك هناك جملة واحدة مشتركة بين النشطاء الاقتصاديين حول المستقبل وهي تسهيل الظروف الاقتصادية يمكن للجهات الفاعلة الاقتصادية متابعة أنشطتها التجارية والإنتاجية بمزيد من راحة البال.

في هذا السياق، أوضح رئيس الغرفة المشتركة بين إيران وسويسرا شريف نظام مافي بشأن ما يتوقعه النشطاء الاقتصاديون من الجهاز الدبلوماسي لإيران  مع تغير الرئاسة الأميركية، أن “الحد من العقوبات والقيود المصرفية هو أحد المطالب الرئيسية للاعبين الاقتصاديين، لقد خلقت هذه القضايا العديد من المشاكل للتجارة والإنتاج في البلاد. بالطبع من السهل القول أن القضايا تم حلها ومعالجتها ولكن في الممارسة العملية لديها العديد من التعقيدات والتي نأمل أن تكون ممكنة بالتعاون المحلي والدولي”.

ولفت إلى أن “رحيل ترامب عن البيت الأبيض كان بشرى طيبة ورحب بها العالم بأسره. إن الشخص الذي لم یراعِ أي قانون وانتهك جميع قوانين العالم ليس لديه قوة الآن، لذا فإن وجود جو بايدن يمنحنا الأمل في أن نتمكن من التفاوض بشأن الإفراج عن الأموال المحجوبة لإيران وكذلك الوصول إلى النظام المصرفي العالمي وتوفير التجارة العالمية. لذلك لن يكون من غير المتوقع أن نرى زيادة في النشاط الاقتصادي والنمو الاقتصادي في المستقبل القريب.”

وأضاف رئيس الغرفة الإيرانية السويسرية المشتركة بشأن ما إذا كان رحيل ترامب سيقود الشركات الأجنبية للتعاون مع إيران حيث لم يعد هناك تهديد كبير “كل هذا يتوقف على العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. لكن على المدى الطويل لن تكون الشركات الأجنبية حاضرة على نطاق واسع في إيران لأن هناك مخاطر استثمارية بالنسبة لعودة ترامب وحتى شخص مثل مايك بومبيو للعودة إلى رئاسة الولايات المتحدة لمدة 4 سنوات قادمة في الدورة المقبلة، لذلك يجب حل المشاكل بشكل أساسي. لا يمكن توقع عودة الشركات الأجنبية إلى إيران لمدة 4 سنوات. الشركات الأجنبية لا ترحب بالأسواق ذات المخاطر لمدة أربع سنوات وتفضل التعاون في البيع والشراء والتداول بدلاً من الاستثمار والتصنيع”.

من جهته، اعتبر رئيس الغرفة المشتركة بين إيران وفرنسا مهدي مير عمادي أنه “لم تعلن الولايات المتحدة بعد عن الشروط للعودة إلى الاتفاق لذلك من الصعب للغاية التنبؤ بالمستقبل لذا فالجميع ينتظر ليروا ما سيقوله رئيس الولايات المتحدة، من ناحية أخرى يبقى أن نرى ما إذا كانت الحكومة الإيرانية ستقبل بالشروط الأميركية. وعلى الرغم من التغييرات في رئاسة الولايات المتحدة فإن وضع النشطاء الاقتصاديين الدوليين هو نفسه ولم يتغير شيء”، وأضاف: “من أجل التغلب على بعض التحديات أوصي بأن نبحث عن طريقة يمكن من خلالها إنشاء التدفق المالي حتى يتم إبرام الاتفاقات والمفاوضات الرئيسية والتي ستستغرق بالتأكيد بعض الوقت، من خلال التواصل المالي مع الدول الأخرى يمكن حل بعض المشاكل في التجارة والإنتاج “.

ولفت رئيس الغرفة المشتركة الإيرانية الفرنسية إلى “أننا بحاجة إلى روابط مالية حتى نتمكن من متابعة أنشطتنا الاقتصادية ورأيي الشخصي هو أنه لن يحدث شيء مميز حتى الانتخابات الرئاسية الإيرانية بينما الشركات الأوروبية مهتمة بالتعاون مع إيران، لذلك يجب على الجهاز الدبلوماسي لإيران بذل قصارى جهده لإعادة فتح العلاقات المالية من أجل تحقيق نتيجة صحيحة وفعالة “.

وأضاف “في الوقت الحالي يبقى أن نرى ما هو القرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي وكيف سيتصرف الأوروبيون في أعقاب ذلك وفي النهاية كيف سيكون رد فعل السلطات الإيرانية وما هي الآلية التي تريد أن تتخذها لمتابعة تعاونها مع المجتمع الدولي مع أخذ ذلك في الاعتبار يبدو أننا في عهد بايدن سنشهد المزيد من الهدوء في البيئة الاقتصادية الدولية بما في ذلك في إيران”.

بدوره، أشار رئيس الغرفة المشتركة بين إيران وكازاخستان أمير عابدي إلى ما هو متوقع من الجهاز الدبلوماسي لإيران مع التغييرات في الرئاسة الأميركية، قائلاً “أولئك الذين يعملون في مجال الاقتصاد يعلمون أن اقتصاد البلاد سيكون أكثر أمانًا مع المستثمرين الأجانب لأن هذا يشير إلى مستوى منخفض من مخاطر الاستثمار والعلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الأخرى. مع التغييرات التي حدثت في الولايات المتحدة، هناك توقع بأن أميركا ستعود إلى الاتفاق النووي وأن الجهاز الدبلوماسي سيبدأ مفاوضات سياسية واقتصادية.”

وتابع “مع عودة الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن والموافقة الكاملة على مشاريع وقوانين FATF في إيران يبدو أنه ستتاح فرصة جيدة للتعاون المشترك بين الشركات الإيرانية والدول الأخرى، ويمكن أن تبدأ مفاوضات مربحة للجانبين. في أي حال  يجب استخدام الفرص على النحو الأمثل حتى لا يكون هناك ندم في المستقبل”.

وقال رئيس الغرفة المشتركة بين إيران وكازاخستان “بالعودة إلى الاتفاق ستحدث أشياء جيدة في العلاقات الاقتصادية ومن ناحية أخرى يمكن اتباع الاتفاقات الإقليمية والدولية بشروط أفضل. وعليه يأمل القطاع الخاص أن يواصل الجهاز الدبلوماسي المفاوضات بشكل أسرع في ظل الوضع الراهن”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: