الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 يناير 2021 07:03
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – بايدن وفصل جديد في العلاقات مع إيران والعالم

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقال للأستاذ في القانون الدولي سید علي خرم، موضوع استلام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض. حيث أوضح الكاتب أن بايدن سيكون أماممه مجموعة من القضايا نتيجة للحماقات التي قام بها دونالد ترامب وسيتعين على الفريق الجديد التعامل مع كل واحدة منها على حدا.

مع تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة في البيت الأبيض، سيبدأ فصل جديد في تاريخ وحياة الشعب الأميركي ودول العالم. فعلى مدى أربع سنوات لم ينحاز أي جزء من العالم إلى اليمين المتطرف الأميركي تحت الضربات الوحشية لدونالد ترامب وفريقه الإجرامي، مثل بومبيو ومانوتشين، وخاصة الإجراءات ضد جمهورية إيران الإسلامية. لقد رأى العالم الكثير من الآلام التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية وجاءت هذه الضغوط القمعية في وقت عانى فيه الشعب الإيراني من الفساد وسوء الإدارة إضافة إلى انتشار فيروس كورونا، حيث اشتدت آثار الضغط السياسي والعقوبات المميتة على الشعب في عهد ترامب.

لقد شهد العالم جيدًا الآثار المدمرة لسياسات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، وكيف تسببت في حدوث انقسامات داخل الولايات المتحدة، وتدهور الحضارة والديمقراطية في الولايات المتحدة، وتعطيل الهياكل والأعراف والاتفاقيات والإنجازات الدولية. حيث خلف اليمين المتطرف ضررًا لا يمكن إصلاحه بالسلام والأمن العالميين وروح التعاطف والتعاون الدوليين لأنه يحول أي دولة إلى دولة فاشية.

ربما كان الشعب الإيراني والأميركي أكثر من عانى من سياسات دونالد ترامب في هذه السنوات الأربع والتي كانت كارثية لكلا البلدين. فلقد اختفت خلال نصف قرن تلك التطلعات العنصرية في أميركا ولكن مع قدوم ترامب إلى الرئاسة قام بإحيائها من جديد حيث نفخ في بوق العنصرية وجعلها تبرز مرة أخرى بين الشعب الأميركي. ولكن معظم الأميركيين، إدراكًا منهم للوضع المتدهور، أخذوا يشرعون بالعمل على إيقاف هذه الأحداث، وذلك من خلال إلحاق الهزيمة بترامب في صناديق الاقتراع. ولم  يتركوا مظاهر الفاشية تترك أثراً في المجتمع الأميركي.

سيتولى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الآن منصبه في البيت الأبيض والذي سيتبنى كقاعدة عامة سياسات جديدة وإصلاحية لسياسة دونالد ترامب، وكما يتحمل جو بايدن مسؤولية جسيمة ويجب أن يظهر راية العقل والمنطق والتفاوض والتقارب والتعددية. لقد تم اختيار فريق حكومته بطريقة ترفض عمليا العنصرية أو تفضيل قوم على قوم آخرين حيث تم اختيار فريقه من بين أعضاء فريق باراك أوباما المتوازن والعاقل والذي يمكن أن يكون مكانًا للأمل لسياسة متوازنة وعقلانية تجاه إيران. كما سيكون أمام بايدن مجموعة من القضايا نتيجة للحماقات التي قام بها  دونالد ترامب وسيتعين على الفريق الجديد التعامل مع كل واحدة منها على حدا.

من المتصور أن تكون أزمة كورونا أولوية بالنسبة لبايدن. ثم من الممكن إصلاح البطالة والمشاكل الاقتصادية للبلاد، ومن ثم إصلاح انسحاب ترامب الغبي من اتفاقية باريس بشأن البيئة. وأما على الصعيد الخارجي فقد وضع ترامب الكثير من التحديات أمام الرئيس الجديد منها مخاطبة الصين وروسيا، والعودة إلى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومعالجة مجموعة من القضايا في الشرق الأوسط.

 في النهاية يوصى بأن تستفيد بلادنا  بصفتها جهة فاعلة ملتزمة في المجتمع الدولي  بشكل كامل مما يتغير في الولايات المتحدة لصالح مصالحها الخاصة وأمنها القومي. ويجب على أوروبا ورجال الدولة الأميركيين الجدد أن يلتزموا باحتضان إيران وشعبها ويجب أن تعلن إيران نفسها مفاوضًا، كما هو الحال في سنوات عديدة من المفاوضات. لأن إظهار روح المشاركة أولاً وقبل كل شيء يمكن أن يساعد إدارة بايدن في رفع معظم العقوبات في أقرب وقت ممكن، على الرغم من معارضة الجمهوريين. وبعد ذلك مع تقدمها في مجال الطاقة النووية والاتفاق النووي، من خلال الاستماع إلى الخطط الأميركية والأوروبية لدول الاتفاق والمنطقة، ستتوصل إيران إلى أقصى الفوائد التي يمكن جنيها لتعزيز أمن البلاد.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: