الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 يناير 2021 06:49
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – حقيقتان يجب أن يعرفهما روحاني عن حكومة بايدن

ناقشت افتتاحية صحيفة "جوان" الأصولية، موضوع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وتأثير ذلك على إيران والمنطقة، حيث رأى كاتب الافتتاحية غلام رضا صادقيان، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني إذا ما فشل في إدراك حقيقة الحكومة الأميركية الجديدة المؤيدة للحروب غير المثمة والعقوبات الذكية فإن ندمه سيكون أكبر بكثير ندمه على الوضع الذي تسبب به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال العامين الماضيين.

الشيء الأكثر واقعية الذي يمكن قوله عن الولايات المتحدة اليوم هو أن الحكومة المنقضية لواحد من أسوأ الرؤساء الأميركيين كانت من أسوأ الحكومات بالنسبة للشعب الإيراني. اليوم حل مكان ترامب جو بايدن، وهو زعيم حكومة فرض العقوبات والقتال أيضاً. واذا لم يدرك الرئيس حسن روحاني هذه الحقيقة فإنه سيحمل خسارةً فوق خسارته في الماضي.

إذا حكمنا من خلال الحقائق فإن فريق بايدن لا يقول أي شيء صريح ودقيق عن الاتفاق النووي، وهذا يعني أننا سنواجه تعقيدًا لن يتم حله بهذه السهولة. اتضح من خلال الاتفاق النووي أن علماء القانون واللغة في الولايات المتحدة لم يتعلموا كل شيء بشكل صحيح ولم يفهموا معنى بعض الكلمات الرئيسية لأي اتفاق ولم يكن لديهم تنبؤ قانوني صحيح لمصيرها المحتمل. ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية الجديدة غير راضية حتى عن نفس الاتفاق الخادع السابق، وفي الكلمات غير الدقيقة والغامضة التي قالوها في الأيام الأخيرة يتوقعون توفير منصة من الاتفاق النووي  من أجل إنجازات أفضل.

وقال أنتوني بلينكين مرشح بايدن لوزارة الخارجية في اجتماع افتراضي للجنة اليهودية الأميركية منذ وقت طويل: “إذا ذهب بايدن إلى البيت الأبيض فسوف يبقي على جميع العقوبات ضد إيران بما في ذلك تلك التي فرضها ترامب، وإذا توصلنا إلى اتفاق مع حلفائنا فسنبني منصة من الاتفاق للتفاوض على اتفاقية أقوى وأطول أجلاً”.

الآن وقد تم تعيينه ليصبح وزير خارجية الولايات المتحدة بقي ملتزماً أيضًا ببناء منصة من الاتفاق النووي ويقول “إذا عادت إيران إلى الاتفاق سنعود أيضًا لكنها ستكون منصة للتوصل إلى اتفاق أطول”. مثل هذه الكلمات قالها جاك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن وأعضاء آخرون في حكومة بايدن مع مزيد من الغموض وهذا لا يعني شيئًا تقريبًا.

لكن هذه ليست الحقيقة الوحيدة لحكومة بايدن. فمن السمات الأخرى لفريق بايدن التي يجب أن يُنظر إليها بشكل واقعي في حكومة روحاني أنها استفزازية. وصف السناتور الجمهوري راند بول، الوزير بلينكن أمس أنه لا أحد مثله هو وبايدن أو هيلاري كلينتون قد سعى إلى الحرب في الشرق الأوسط و قال بول: “أنت (بلينكن) مثل بايدن وهيلاري كلينتون لقد دافعت عن التدخل العسكري في الشرق الأوسط، من حرب العراق إلى ليبيا وسوريا. على الرغم من أنك كنت وبايدن تقولان إن دخول الولايات المتحدة إلى حرب العراق كان بسبب معلومات مضللة، إلا أن تكرار نفس الخطأ في ليبيا وسوريا هو علامة على أنك لم تتعلم درسًا من العراق، لأنك بعد ليبيا ذهبت إلى سوريا ونفس الشيء لقد كررت تصعيد الحرب وكان منطقك أننا إذا مارسنا المزيد من الضغط فسوف نطيح بالأسد ويمكن أن يكون لدينا تغيير حقيقي للنظام في سوريا. رغم أنك رأيت نتيجة تغيير النظام في العراق وليبيا”.

باختصار يخبر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مسؤولاً في حكومة بايدن أنه لا يوجد محرض للحرب في تاريخ الولايات المتحدة أكثر منهم، وبالطبع لا يقول ذلك من منطلق تعاطفه مع العراق وسوريا ولكن ببساطة لأن الحرب لم تحقق نتائجها المرجوة. والدليل على هذا الادعاء ما يقوله السيناتور الأميركي عن علاقة أميركا بالسعودية: “أنا أكره السعودية. بالطبع أنا لا أقطع العلاقات معهم! لكن لماذا دعم كل من الديمقراطيين والجمهوريين النظام (دعم مبيعات الأسلحة)؟ لم يكن علينا بيع أسلحة للسعودية والإمارات بعد اغتيال خاشقجي”.

يبدو أنه إذا فشل روحاني في إدراك وصول حكومة مؤيدة للحروب غير المثمرة والعقوبات الذكية إلى السلطة في الولايات المتحدة فإن ندمه سيكون أكبر بكثير من الوضع في العامين الماضيين بعد انسحاب الولايات المتحدة. وأن الخسارة التي سوف يجلبها للشعب الإيراني سوف تكون أكبر بكثير من ندم روحاني.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: