الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 يناير 2021 08:34
للمشاركة:

صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران – خطر عودة أيام كورونا السيئة

أجرت صحيفة "همشهري" الصادرة عن بلدية طهران، في تقرير لزهرا جعفر زاده، مطالعة للواقع الحالي لكورونا في إيران خصوصاً بعد سفر عدد من المواطنين بين المناطق الإيرانية. حيث أجرت الصحيفة عدداً من المقابلات مع خبراء من المستشفيات الإيرانية، أوضحوا أن الوضع الحالي في إيران خطير مقارنة بالأيام الماضية، حسب تعبيرهم.

بعد شهرين على فرض القيود المتعلقة بكورونا، أثيرت مخاوف بشأن العودة إلى ظروف ما قبل الحجر الصحي. على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة بأمراض كورونا والوفاة منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر واستمرارها في الإنخفاض، لكن الحالات المتزايدة أثارت قلق المسؤولين.
الآن أعلن رئيس طاقم مكافحة كورونا في طهران عن زيادة عدد المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عامًا المصابين بكورونا في الأسبوعين الماضيين وحذر من بدء موجة جديدة. ووفقًا له، فإن معدل الوفيات المطلق منخفض لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات ولكن حتى في الفئة العمرية من صفر إلى 10 سنوات شهدنا زيادة في الوفيات. على الرغم من أن رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى مفيد للأطفال يقول ليس من الممكن بعد التعليق بشكل قاطع على زيادة الحالات بين الأطفال إلا أن الأدلة تظهر أن عدد الحالات في هذه المجموعة في تزايد تدريجي. وقال علي رضا زالي رئيس مقر الإجراءات المضادة لفيروس كورونا في طهران أمس إن عدد حالات المصابة في جناح كورونا في ازدياد.

واعتبر هذا الوضع خطرًا للعودة إلى سيناريو أيار/ مايو المرير. وبحسب قوله فإن الحالات الصحية والتباعد في محافظة طهران قد انخفضا بانحدار طفيف بحيث بلغ متوسط التباعد الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة 76.6% هذا بينما بلغ معدل الالتزام بالإجراءات 82.3٪ في الأسابيع السابقة وهذا الانخفاض يشير إلى انخفاض معدل الامتثال للتباعد الاجتماعي. وأوضح أن “وضع طهران غير مستقر مقارنة بما كان عليه في الأسبوع الماضي وعلينا توخي الحذر حتى لا يسبب التسريع في اعادة إيجاد مشاكل”.

قصة زيادة الحالات بين الأطفال هو موضوع تناولته شهناز أرمين رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى مفيد في حديث مع الصحيفة، موضحة أن عدد حالات الإصابة بكورونا بين الأطفال لم يرتفع مقارنة بالشهر السابق ولكن هناك توقع أن الأصابات سترتفع في الأيام المقبلة والسبب هو الزيادة في عدد الرحلات وانخفاض الالتزام بالبروتوكولات الصحية.
وقالت إن “علامات زيادة الإصابة بين الأطفال تظهر تدريجياً لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يتم تحديدها بجدية في الإحصائيات. منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر عندما أجروا القيود امتثالاً لبروتوكولات الصحة وفُرضت قيود على حركة المرور تمت السيطرة على الحالات إلى حد كبير ولكن الآن بعد أن تضاءل الامتثال للبروتوكولات مرة أخرى أصبحنا قلقين بشأن مستقبل الفيروس”، مضيفة
“أن أي ذروة لانتشار المرض يمكن أن تكون مقلقة لأننا الآن نواجه فيروس كورونا ومع ذلك لم نتلق حتى الآن معلومات دقيقة عنها وعن حدوثها عند الأطفال”.

من جهتها، أوضحت رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى لقمان شروین شكوهی قلقها أيضًا بشأن مستقبل الفيروس، منتقدة تطبيق البروتوكولات الصحية ، مضيفة أن “الحجر الصحي لم يطبق بجدية إلا في أول أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ثم تم تجاهله الآن نرى الناس يأتون إلى الشوارع ويدفعون الغرامة إذا تم تغريمهم. يبدو أنه حتى الآن الهيئات التنفيذية تبحث عن غرامات أكثر من مجرد تطبيق البروتوكولات”.
مع هذا الوضع كما تقول ليس من الواضح حتى سبب انخفاض عدد الحالات والوفيات في الأسابيع الأخيرة ولكن على أي حال انخفض عدد الحالات مؤخرًا لكننا الآن نرى أنه يتزايد مرة أخرى ولديه قدرة عالية جدًا. وأضافت “نتوقع زيادة عدد حالات العلاج في المستشفيات بسبب الظروف ومع ذلك مع مرور الوقت بسبب البروتوكولات انخفض معدل الإصابة لكن إذا لم يمتثل الناس فقد يعود انتشار المرض إلى ما قبل تشرين الثاني/ نوفمبر فالفيروس لديه القدرة الكاملة على إعادتنا إلى ذلك الوقت”.

وأوضح شكوهی أن “الناس لديهم ذاكرة قصيرة المدى ونسوا الظروف التي مررنا بها للوصول إلى هذا العدد من الوفيات. إنهم ينتظرون اللقاح لكن يجب أن يعلموا أن اللقاح لن يفعل الكثير لذلك يجب عليهم الاستمرار في ارتداء الأقنعة ومراقبة المسافة الاجتماعية. الناس في جميع أنحاء العالم متعبون وجميعهم في وضع لا يوجد فيه حتى الآن تطعيم عام ولم تثبت فعاليته”.

كما أثار أيضًا محمد رضا هاشميان أخصائي وحدة العناية المركزة في مستشفى مسيحي دانشوري قضية عدم الامتثال للبروتوكولات في حديث مع الصحيفة، وانتقد زيادة الرحلات والتجمعات، قائلا إن حجم الرحلات وضع بعض المحافظات الشمالية في المنطقة الحمراء وجعل من الممكن انتقال الفيروس من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة.

ووفقًا لهذا الخبير مع 70٪ من التطعيم يمكن تحقيق السلامة المناسبة والكاملة، لكن حتى اليوم لا يوجد تطعيم في إيران بعد، مضيفاً “الموضوع الرئيسي للمناقشة هو التطعيم لكن لم يتم مناقشته بالتفصيل ولا يعرف الناس متى سيدخل اللقاح إلى البلاد وقد تسبب ذلك في ضغوط في المجتمع”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: