الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 يناير 2021 07:03
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – فعالية اللقاح الإيراني أمام طفرات فيروس كورونا

تناولت صحيفة "كيهان" الأصولية، في مقابلة مع المتخصص في الأمراض المُعدية وعضو اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا بيام طبرسي، موضوع حظر استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية من قبل القائد الأعلى علي خامنئي، إضافة لعملية إنتاج واختبار لقاح كورونا في إيران.

حيث حذّر مؤخراً القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي من شراء لقاح كورونا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مؤكداً عدم الثقة بهذه الدول وعدم التفاؤل بشأن اللقاحات التي تنتجها هذه الدول. ورغم أن القائد الأعلى وافق صراحة على استيراد اللقاحات الآمنة من دول أخرى، يحاول بعض الأشخاص من داخل وخارج البلاد تشويه وفبركة استراتيجية خامنئي وتصويرها على أنها عمل سياسي ومخالف لمصالح الشعب. ومن ناحية أخرى تمكن باحثو وعلماء بلادنا من إجراء المرحلة الثانية من الاختبار البشري للقاح كورونا الإيراني، ومن المنتظر أن يصل اللقاح الإيراني إلى الإنتاج الضخم في الربيع المُقبل.

وفي هذا الصدد وفي مقابلة مع الدكتور بيام طبرسي المختص في الأمراض المُعدية وعضو الهيئة العلمية بجامعة شهيد بهشتي للعلوم الطبية ورئيس قسم الأمراض المُعدية في مستشفى مسيح دانشوري وعضو اللجنة العلمية الوطنية لمكافحة كورونا ومن الأعضاء المشرفين على أبحاث لقاح كورونا الإيراني، تناولنا زوايا مختلفة حول لقاحات كورونا الإيرانية والأجنبية. وأوضح الدكتور بيام طبرسي في موضوع مرحلتي البحث والإنتاج للقاح الكورونا الإيراني: “بدأ العلماء الإيرانيون بحثهم العلمي التفصيلي حول اكتشاف لقاح كورونا قبل حوالي 4-5 أشهر. ووفقاً لطريقة العلماء الإيرانيين فقد قاموا أولاً بتسلسل الفيروس وتفعيله، ثم أعدّوا لقاحاً ضد الفيروس المُعطّل. ومن ثم تم اختبار اللقاح على الحيوانات والذي حقق نسبة نجاح تجاوزت الـ90%. لذلك قدّموا معلومات اللقاح المُكتشفة إلى إدارة الغذاء والدواء وتمكنوا من الحصول على التصريح اللازم لدخول مرحلة الاختبار البشري بعد مراحل مختلفة من الدراسات العلمية”.

من أجل إنتاج كميات كبيرة من لقاح كورونا لفت طبرسي إلى أنه ” قامت مصانع بركت للأدوية بالتزامن مع هذا المسار بزيادة وتحديث مرافقها ومعداتها حتى تتمكن من إنتاج هذا اللقاح بكميات كبيرة. وبحسب مدراء مؤسسة بركت فإن قدرة خطوط لإنتاج اللقاح هي 12.5 مليون جرعة لقاح شهرياً.”

وأوضح أيضاً حول الإنتاج المشترك للقاح كورونا مع كوبا أن “هذا التعاون وصل لدرجة إجراء الدراسات الأولية في كوبا. وبعد اجتياز الدراسات والاختبارات الأولية، سيتم نقل تقنية صنع اللقاح إلى إيران حتى يتم إنتاج هذا اللقاح بمعدلات ضخمة في حال نجاحه”.

وحول موضوع مقاومة اللقاح الإيراني أمام الطفرات المختلفة لهذا الفيروس بما في ذلك فيروس كورونا البريطاني، أشار الدكتور طبرسي إلى أنه “نظراً لأن تقنية صنع اللقاح الإيراني قائمة على الفيروس غير النشط، فضمن المرحلة النظرية من الممكن أن يكون مقاوماً لجميع طفرات كورونا، ولكن في المرحلة العملية يجب اختبارها. وينطبق الشيء ذاته على اللقاحات الأخرى، بما في ذلك لقاحات Pfizer و  Moderna التي تعتمد على mRNA  وتزعم أنها مقاومة لجميع الطفرات فقط ضمن المرحلة النظرية، وهذا الادعاء لم يثبت بعد بشكل عملي”.

وقال طبرسي: “إن معارضة البعض لاكتفاء إيران الذاتي في صناعة اللقاحات وخاصة لقاح كورونا أمر مثير للاهتمام. وخلال تفشي كورونا في إيران وشاهدنا تعرّض مواطنينا للخطر وكما أننا تحت العقوبات ولم يمنحونا الدواء ولكن هذه العقوبات مكنتنا من إنتاج أدوية لم تكن لدينا في الأيام الأولى بسبب العقوبات مما أدى إلى إغلاق الأسواق الحرة والسوداء. ومن الطبيعي أن يستفيد البعض من استيراد الأدوية واللقاحات وعندما تكون الأدوية واللقاحات المستوردة محدودة ترتفع الأسعار ويكون العرض غير مؤكد”.

وقد أوضح الطبرسي أن “حاجتنا لتطعيم أبناء بلدنا لن تُلبى بمليون أو مليوني جرعة من اللقاحات المستوردة”، مضيفاً “من أجل الوصول إلى 100 مليون جرعة من اللقاح علينا أن ننتقل إلى الإنتاج المحلي حتى نتمكن من حقن 100 مليون جرعة من اللقاح إلى 50 مليون شخص. لذلك فإن استيراد مليون ومليوني أو حتى 150 ألف جرعة كالهدية التي أعلن عنها، لن تحل المشكلة”.

وأشار عضو اللجنة العلمية للجنة الوطنية لمكافحة كورونا، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة لخامنئي بشأن حظر شراء اللقاحات الأميركية والبريطانية، إلى أنه “بلا شك أن القائد الأعلى يتمتع ببعد نظر وتوصل لهذا الاستنتاج. وأنا كعالم وخبير في هذا المجال يجب أن أقول إن لقاحات Pfizer و Moderna قد نجحت كما تم الإعلان عنها ضمن مرحلة الدراسة ولكن هناك بعض النقاط حول استخدام مثل هذه اللقاحات التي يجب أخذها في الاعتبار والتمعّن فيها”.

حيث أوضح الطبرسي الأسباب العلمية لضرورة توخي الحذر في استيراد لقاحات كورونا الأميركية والبريطانية وقال: “أولاً لم يتم تصنيع لقاح بتكنولوجيا (mRNA)، لذا فإن آثارها بعيدة المدى غير معروفة ومن ناحية أخرى فإن المنهج الغربي في إنتاج مثل هذه اللقاحات هو أنهم لا يتحملون أي مسؤولية”.

وتابع رئيس قسم الأمراض المُعدية في مستشفى مسيح دانشوري: “مؤخراً نُشر مقال في مجلة (Nature)  حول استخدام هذا اللقاح على بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة مما يسبب مشاكل ويزيد من ردود فعل المناعة الذاتية. ومن ناحية أخرى ونظراً لعدم ملاءمة هذه اللقاحات للأشخاص المصابين بالحساسية ونظرة مجتمعنا إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص مصابين بالحساسية، فإن هذا اللقاح يمكن أن يكون مصدر قلق وإزعاج بالنسبة لهم ويزيد من التهاباتهم”.

وأضاف طبرسي: “النقطة الثالثة التي لم يتم التطرق إليها كثيراً حتى الآن هي أن عدداً من الأطباء الفرنسيين المشهورين حذّروا من السرطنة التي تسببها مثل هذه اللقاحات.”

وحول تقنية mRNA في إنتاج اللقاحات الأميركية قال طبرسي: “إن هذه التقنية ليست جديدة ولكن استخدامها في إنتاج اللقاحات أمر جديد. وقد تم استخدام هذه التكنولوجيا منذ عام 1987 ولكن في وقت ما قام الأوروبيون بحظرها لأنها أدّت إلى الإصابة بالسرطان. ولكن ضمن الوضع الراهن، وبسبب الظروف الخاصة ومرور الوباء وقد خلّف وراءه الموت اليومي لعدّة آلاف من الناس، أعادوا استخدام هذه التقنية ولكن المشكلة أن هذه اللقاحات لم تجتاز اختبارها على المدى الطويل وإلى أي مدى تؤثر اللقاحات المبنية على هذه التكنولوجيا على المجتمعات”.

ولفت إلى أنه “بعد الإنتاج الضخم للقاح العام المُقبل سنذهب إلى التطعيم العام والذي مع الخطط الموضوعة يمكننا الانتقال خلال النصف الثاني من العام المُقبل لمرحلة السيطرة على فيروس كورونا”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: