الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يناير 2021 08:53
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – الموجة الرابعة لكورونا قريبة جدا

تطرقت صحيفة "رسالت" الأصولية، في أحد تقاريرها، لموضوع انتشار وباء كورونا في المدن الإيرانية واحتمال دخول البلاد في موجة رابعة من انتشار الوباء في شهر شباط/ فبراير المقبل. وفي مقابلة مع بعض الاختصاصيين، أوضحت الصحيفة أن السلطات الإيرانية اتخذت قرارات خاطئة بفتح البلاد ورفع القيود ما قد يؤدي إلى إعادة الخطر للوضع الصحي.

ما زال بصيص الأمل حيا في قلوبنا ولا نريد أن يرتفع عدد الضحايا مرة أخرى. بالطبع أدت القيود والامتثال للإرشادات الصحية والأهم من ذلك مشاركة المجتمع إلى تقليل عدد حالات تفشي فيروس كورونا لكن بعض القرارات يمكن أن تغير الوضع وتمهد الطريق لبداية الموجة الرابعة. في اليوم الثامن من كانون الثاني/ يناير أعلن المتحدث باسم اللجنة الوطنية لكورونا علي رضا رئيسي إن أدنى تقصير في الالتزام بالبروتوكولات الصحية سيؤدى إلى تشكيل الموجة التالية للمرض في شباط/ فبراير وهو ما يؤدي إلى أحداث مؤسفة حيث أن سلوك الفيروس لا يمكن التنبؤ به والآن لديه قفزة غير عادية.

دق علي رضا رئيسي ناقوس الخطر أثناء إعلانه بعد 12 يومًا من هذه التصريحات أنه في المدن الصفراء والزرقاء لم يعد هناك حظر على حركة المرور بين المدن ولكن لا يزال هناك حظر على حركة المرور الليلية من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 4 صباحًا. رافق هذا القرار معارضة رئيس لجنة علم الأوبئة بالمقر الوطني لمكافحة كورونا في طهران حميد سوري، الذي حذر من أن الرفع المفاجئ للقيود وحركة المرور بين المدن بأنه قرار خاطئ وشدد على أنه كان ينبغي التعامل مع هذه الحالات بحذر ويقظة أكبر في حين أن العديد من الرحلات غير ضرورية، إلا أن الإهمال وعدم وجود تحكم ومراقبة ذكية يمكن أن يؤدي إلى بداية الذروة الرابعة للوباء.

بعد أن تهدأ الإحصائيات مباشرة تقريبًا يتفق معظم الخبراء وعلماء الفيروسات على أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الفيروس هي تقييده وإجراء اختبارات على نطاق واسع ومراقبة اتصالات الأفراد والالتزام بالبروتوكولات الصحية. بعد ارتفاع الإحصائيات ومضاعفات الوباء والارتباك في التعامل الصحيح مع هذا المرض قررت القيادة الوطنية لمكافحة كورونا أنه منذ بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي من خلال تجميع خارطة طريق  قسّموا المدن إلى ثلاث مجموعات: الأصفر والبرتقالي والأحمر وقاموا بتطبيق الشروط لأنشطة الأعمال والترفيه.

بعد عشرة أشهر من تفشي فيروس كورونا أظهرت التجربة أن أكثر السياسات فاعلية للتعامل مع المرض هي القيود الشديدة والإغلاق قصير الأمد لكسر سلسلة العدوى وإعادة الانفتاح التدريجي. هذا الربيع انخفض عدد القتلى لدينا إلى أقل من 50 لكن التسرع في إعادة فتح الأماكن المزدحمة غير الضرورية والتي لا يمكن السيطرة عليها أدى إلى انتشار الوباء وأدى إلى ظروف لا يمكن السيطرة عليها.

كتب رئيس منظمة النظام الطبي في رسالة إلى رئيس الحكومة “في هذه الأيام هناك عروض مختلفة لإعادة فتح بعض الأماكن والأنشطة وستعرض على الرئيس والمقر الوطني لمكافحة كورونا، وأن قرارات وسياسات القيادة الوطنية ومكافحة كورونا سيكون لها بالتأكيد تأثير واضح وحيوي على الهدف الأساسي والإنساني المتمثل في الحفاظ على حياة وصحة الناس والبشر على جميع الأمور الأخرى”، مؤكداً أن “أي تسرع في إعادة فتح الأماكن العامة غير الضرورية والتي لا يمكن السيطرة عليها مثل الأماكن الدينية والمدارس والجامعات سيؤدي إلى انتشار المرض وعودة ظهوره والضرر بحياة الناس وصحتهم وإهدار الجهود الماضية وإرهاق الكادر الطبي في البلاد”.

في هذا السياق، دعا “حسين كيواني”، عالم الفيروسات الطبية وعضو هيئة التدريس في جامعة طهران للعلوم الطبية، إلى “الإغلاق قصير الأمد والحجر الصحي لكسر سلسلة العدوى وإعادة الفتح المخططة والحذرة حسب الضرورة للسيطرة على المرض”، مضيفاً “من الطبيعي أن تكون القيود فعالة للغاية في الحد من الإحصائيات ووفقًا لأحدث الدراسات فإن الطريقة الأكثر شيوعًا لنشر الفيروس هي من خلال الزيارات العائلية”.

وحذّر كيواني من “إمكانية بلوغ الذروة الموجة الرابعة”، مضيفاً “لا يمكننا التنبؤ الموجة الرابعة ونقول إنه سيحدث بالتأكيد في شباط/ فبراير. بالطبع يمكن التنبؤ به إلى حد ما لكنه ليس دقيقًا لأنه يعتمد على عدد الأشخاص الآمنين والمصابين. بشكل عام يجب أن يتنبأ علماء الأوبئة بهذا بناءً على المؤشرات الموجودة تحت تصرفهم ولا توجد علاقة رياضية بين هذه التوقعات بينما كنا على اتصال بهذا الفيروس منذ عام وأصبح جزء من المجتمع في مأمن منه إلى حد ما”.

من جهته، أرجع “محمد رضا هاشميان” اختصاصي العناية المركزة بمستشفى مسيح دانشوري، جزء من الانخفاض في الأرقام إلى القيود والحجر الصحي، وقال “يرجع الانخفاض في الوفيات إلى الأدوية المنتجة والمستخدمة للمرضى المصابين بأمراض خطيرة في وحدة العناية المركزة والأهم من ذلك أصبحت بروتوكولات العلاج أكثر وضوحاً. نحن نعلم أن أفضل طريقة للسيطرة على هذا المرض هي التطعيم كما أننا بحاجة للسيطرة على حركة المرور بين المدن “.

وأضاف هاشمي “يعتقد العديد من الخبراء والنقاد أن عامًا قد مر على المرض وأن جزءًا من المجتمع أصبح آمنًا وبالتالي فقد شهدنا انخفاضًا في الإحصائيات ويمكن تقليل القيود، هذا ليس صحيحًا وإذا أردنا الاستمرار في هذا الانخفاض يجب الانتباه للقيود والحجر الصحي وبدء التطعيم. لا يمكن إنكار أنه ينبغي تحصين 70-60٪ من الناس وزيادة سرعة استيراد اللقاح والإنتاج المحلي ومن ثم الإسراع بعملية التطعيم”.

ولفت هاشمي إلى أنه “كان يجب أن يكون الحجر الصحي والقيود على جدول أعمالنا منذ البداية بسبب خطأ بحثي يتعلق بسلامة القطيع ولم يتم النظر في الحجر الصحي والأقنعة وشهدنا زيادة في الإحصائيات، ولكن بسبب التغييرات في وزارة الصحة وعملية سلامة المجموعة وداعميها في الوزارة لقد ضعفت وتحسنت الاوضاع ولكن ما زلنا بحاجة للحجر الصحي الساعي وفرض قيود وقاعدة هذا التفكير والا ننتظر الذروة القادمة واذا انتشر تفكير السلامة للقطيع فسنزيد الاحصائيات والمزيد من الوفيات”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: